عندما يتعلّق الأمر بالتربية الجنسية، عادة ما يكون لدى الأهل العديد من الأسئلة. كيف ابدأ؟ ماذا أقول؟ ومتى؟ هذه الأسئلة وسواها تجيبنا عنها المتخصّصة بعلم نفس الأطفال ريهام منذر وخبيرة التربية من خلال هذه المقابلة الحصرية لموقعنا.
في الحقيقة ولحسن الحظ، لقد تغيّر التثقيف الجنسي اليوم عما كان عليه سابقًا، بحيث لا يمكنك ببساطة الحديث عن معلومات جنسية من خلال حديث طويل وبدفعة واحدة. إنّه مسار يعتمد على حاجات الطفل إلى المعرفة وإلى الكثير من المحادثات الصغيرة والمتكررة معه.
تتعرّفين من خلال لقائنا عن أهمية الثقافة الجنسية ومختلف المعلومات حولها.
1. ما هي التربية الجنسية؟ ولماذا هي ضرورية؟
التربية الجنسية هي ثقافة يكتسبها الإنسان عن عمر صغير. ثقافة عن كل ما له علاقة بحدود الجسم، الأعضاء التناسلية ووظائفها، وعن الرغبات وكيفية تلبيتها ومع من يمكن تلبيتها. تختلف الثقافة الجنسية من حيث تقديم المعلومات بحسب الأعمار، ويتم الكشف عن المعلومات بشكل تصاعدي.
2. متى يصبح الطفل جاهزًا لتلقي المعلومات الجنسيّة؟
عندما يبدأ الطفل بإرسال إشارات، مثل طرح أسئلة معينّة أو البدء بالقيام بتصرّفات جنسية محددة مثل وضع يده على أعضائه التناسلية. هذه الإشارات تدلّ على أنّ الولد جاهز ليكتسب المعلومات. ولكن أي معلومات يكون جاهز لتلقّيها؟
في الواقع يجب الإصغاء إلى أسئلته لنعرف بماذا نجيب. على سبيل المثال، عندما يسأل الولد من أين يأتي الأطفال، يظنّ الأهل أنّه جاهز للتعرّف على العلاقة الجنسية بتفاصيلها، وهذا أمر غير صحيح. بكل بساطة الجواب يجب أن يقتصر على أنّ الأطفال يأتون من بطن الأم. كلما يطرح الطفل سؤالًا إضافيًا، نعطيه إجابة إضافية حتى يتوقّف عن الإستفسار.
بعض الأطفال قد يكتفون بمعلومات معيّنة والبعض الآخر يطلبون المزيد لذا لا يمكننا معاملة الأطفال جميعهم بالطريقة نفسها. كل طفل حالة خاصّة ونعطيه الإجابات استنادًا إلى ما هو يريد أن يعرف وليس إلى ما نريد أن نخبره.
3. هل تختلف التربية الجنسية بين الصبي والفتاة؟ ما هي أوجه الإختلاف؟
في الواقع، يكون الإختلاف في المضمون وليس في الطريقة. على سبيل المثال، نُخبر الولد عن أعضائه التناسلية بعد حين نخبره عن اختلاف أعضائه عن أعضاء البنات. كذلك الأمر بالنسبة إلى البنات، نخبرهنّ عن الرحم قبل تزويدهنّ بمعلومات حول العضو الذكري. وذلك كلّه بالإستناد إلى جهوزية الطفل.
في البداية، يجب أن نخبرهم عن جسمهم كصبي وكبنت، بعد فترة وجيزة، ممكن أن يكون ذلك بعد أسبوع، أو شهر أو سنة على سبيل المثال؛ نكشف لهم عن الفرق بين الجنسين حسب مسار أسئلتهم. وهذه المعلومات نقولها أيضًا لأطفالنا في سن البلوغ بحيث تختلف التغيّرات بين الصبي والبنت. يمكن الإستناد إلى الطريقة التي تعتمد على أن يقدّم الأب المعلومات للصبي في سن البلوغ وتجيب الأم عن تساؤلات الفتاة.
4. ما هي النصائح التي تعطيها للأهل ليستعدّوا لهذه المرحلة؟
من المهم أن يستعدّ الأهل مسبقًا لهذه المرحلة لكي لا يصلوا إلى هذا الوقت بخجل وارتباك ولكي لا يقدّموا المعلومات الخاطئة لأطفالهم، والأهم في هذا الموضوع أن تكون المعلومات دقيقة وصحيحة منذ البداية.
5. ما مدى أهمية إدخال التربية الجنسية في المناهج الدراسية؟
من المهم أن يكون هناك توعية جنسية في المدارس لأن التحرّش الجنسي قد يبدأ في المدرسة بين الأولاد. في الحقيقة، إنّ دور المدرسة كبير في هذا المجال بما أنّ الولد يمضي فيها أكثر من نصف يومه. كما أنّ دور المدرسة يكمن أيضًا في تأمين الثقافة للأطفال والثقافة الجنسية هي نوع من أنوع الثقافة. في الصف السادس، تقدّم المدرسة المعلومات في هذا المجال من الناحية البيولوجية وتحديدًا عن تكوين الجسم. وفي مرحلة لاحقة يتعلّم الأطفال عن عملية الإنجاب ولكن لا تتم التوعية عما هو الجنس وما هي قواعده وضوابطه.
للأسف لا يعمل الأهل ولا المدرسة على تأمين التوعية حول الضوابط الجنسية، بل نشهد على تعزيزالتصرفات العدائية في هذا المجال كالقول للبنات مثلًا، ممنوع على أحد أن يلمسك، وذلك من دون وضع الضوابط بطريقة تثقيفية.
أخيرًا، خذي دورك في التربية الجنسية على محمل الجد. شجّعي طفلك على الاعتناء بجسده، وتنمية شعور صحي باحترام الذات، والبحث عن المعلومات من مصادر موثوقة. يمكن أن يساعد نهجك المدروس في التربية الجنسية طفلك على تطوير حياة جنسية صحية.