أنقل إليكِ اليوم تجربة حياتي بعد زواج زوجي والانعكاسات الّتي طالت استقراري النّفسي والمعنوي.
تختبر الزّوجة في حياتها الكثير من المشاكل الزّوجيّة والضّغوطات، وتتخطّاها بالعطف والمحبة إلا أنّ الوجع الأكبر تتلقّاه عندما يقرّر زوجها الزّواج من امرأة أخرى. ولكن، هل يندم الرجل بعد الزواج الثاني؟
حياتي بعد زواج زوجي: ظروف نفسيّة صعبة
بمجرّد معرفة أنّ زوجكِ يريد الزّواج بامرأةٍ أخرى، سوف تبدئين في لوم نفسكِ من خلال جلد الذّات والبحث في التصرّفات الّتي أودت إلى هذه النّتيجة. الأمر ليس كذلك بطبيعة الحال، وقد لا يكون هذا خطأكِ أنتِ. للأسف، واجهتُ بعد زواج زوجي مرحلة صعبة وقاسية نفسيًا، تمثّلت باختصار بـ:
- ضعف الثّقة بالنّفس
- الرّغبة في الانعزال عن الآخرين
- الرّغبة الشديدة في تناول الأطعمة غير الصحية
- البكاء الشّديد والتقلّبات المزاجيّة
كم هو فظيع عدم الحصول على الإجابات ومعرفة السبب الحقيقي لاختيار زوجكِ المغادرة. نحن نعرف كم من الصّعب على أي امرأة تحمُّل هذا الألم، ولكنّ الحياة بطبيعتها لا تتوقف عند أي شيء ولا أي شخص، وقد تكون تلك الأزمة بداية لحياة جديدة مُرضية أكثر. وبالتالي إليكِ سبب كره الزوج لزوجته بعد زواجه الثاني.
كيف تتخطّين الألم: خطوات تقوّين بها نفسكِ
حاولي ألا تركزي على الاستمرار في معرفة سبب مغادرته.
أعرف نفسي ولو كنت مكانكِ، لكنت سأخرج بتفسير جديد كل يوم لماذا قد يكون قد غادر وتزوّج من امرأة أخرى، وسيدفعني ذلك إلى الجنون. لذا، إذا كنت تفعلين ذلك، توقفي، فقد لا تكتشفين أبدًا، أو في يوم من الأيام، قد تكتشفين. كل ما عليكِ فعله هو ترك الأمور بيد الله والأيّام.
اعترفي بوقوع الألم
الخطوة الأولى هي الاعتراف بالوضع وأن الخيانة قد حدثت. اذهبي من خلال التّفكير المنطقي للتوضيح والقبول، بدلًا من أن تكوني في حالة إنكار.
الجلوس مع مشاعركِ ضروريّ جدًا، فمن المعقول تمامًا الشعور بالغضب أو خيبة الأمل أو العار أو الألم العاطفي. من المفيد تسمية مشاعرك أيضًا. على الرغم من ذلك، لا ينبغي أن تنغمسي في المشاعر السلبية. يتضمن ذلك الشفقة على الذات والندم.
فكّري كيف كانت علاقتك قبل زواجه من أخرى
كوني صادقة مع نفسكِ. في حين أن ما حدث ليس خطأك، هل لعبت دورًا عن غير قصد أو ساهمتِ بطريقة ما؟ لا يتعلق الأمر بإلقاء اللوم على نفسك، ولكن النظر بموضوعية إلى الصورة الكبيرة. هل كان كلاكما يتحرك في اتجاهات مختلفة على أي حال؟ ألقي نظرة على ما وفرته لك العلاقة. هل أضافت قيمة أم أزالت قيمة من حياتك؟
فكّري في أخذ قسط من الراحة
إذا كنتِ تشعرين أن العلاقة قابلة للإنقاذ، يمكنك أن تقرري أخذ استراحة من زوجكِ الذي خانك. يمكن أن يساعدك هذا في الحصول على مزيد من الوضوح حول الموقف. يمكنك أيضًا استخدام هذا الوقت لوضع أي حدود ومعالجة ما قد يحتاج إلى تغيير في العلاقة.
أهمية الرعاية الذاتية في التعافي من صدمة الخيانة
الرعاية الذاتية هي جزء حيوي من التعافي من صدمة الخيانة. بدون الاعتناء بالنفس، من الصعب التحرك من خلال المشاعر الشديدة والأعراض الجسدية التي غالبًا ما تصاحب هذا النوع من الصدمات.
هناك العديد من الجوانب المختلفة للرعاية الذاتية، بما في ذلك الرعاية البدنية والعاطفية. قد تتضمن الرعاية الذاتية الجسدية الحصول على قسط كاف من الراحة، واتباع نظام غذائي مغذي، وممارسة الرياضة بانتظام. وقد تتضمن الرعاية الذاتية العاطفية دفتر اليومية، وقضاء الوقت مع الأشخاص الداعمين، والمشاركة في العلاج. تأثير الزواج الثاني على الزوجة الأولى من الناحية النفسيّة وحيل فعّالة لتخطّي هذا الشعور
من المهم العثور على ما يناسبك وجعل الرعاية الذاتية أولوية في رحلة الشفاء الخاصة بك. يمكن أن تكون صدمة الخيانة ساحقة، ولكن مع الرعاية الذاتية، يمكنك البدء في شفاء الجروح والمضي قدمًا.
لا تسعي للانتقام
يمكن أن يؤدي تعرضك للخيانة من قبل شريكك إلى الغضب. في حالتك الغاضبة، قد تكون غريزتك الأولى هي معاقبته عن طريق التحدث عنه إلى الأصدقاء (أو ما هو أسوأ من ذلك، على وسائل التواصل الاجتماعي). قد تحصلين على شعور مؤقت بالرضا من هذه الأنواع من الإجراءات، ولكن في نهاية المطاف يمكن أن تعمل ضدك، مما يبقيكِ في حالة من الغضب بدلًا من التركيز على الشفاء والمضي قدمًا.
فكّري قبل أن تخبري عائلتكِ
أيضًا. من المحتمل أن يكون لديهم آراء قوية حول ما يجب عليك فعله – المغادرة أو البقاء. لكن لا أحد آخر يفهم حقًا ما يحدث في زواج شخص آخر. بينما تفكّرين في كيفية المضي قدمًا، من الأفضل الحفاظ على خصوصية التفاصيل.
احصلي على المساعدة من عدة مصادر
اطلبي الدّعم من الأصدقاء أو أفراد العائلة المتفهمين. قد يكون القادة الروحيون مفيدين أيضًا إذا كان لديهم تدريب في تقديم المشورة الزوجية. قد تكون القراءة عن الموضوع مفيدة. ولكن ليست كل كتب المساعدة الذاتية مفيدة بنفس القدر. اسألي مستشار الزواج أو غيره من المهنيين لقراءة التوصيات.
برأيي الشّخصي كمحرّرة، لا يمكن وصف ألم اختيار الزّوج امرأة أخرى والقرار بالزواج منها. ستتوالى النتائج على زواجه الأوّل سلبيًا وخصوصًا على صحّة زوجته الأولى النّفسيّة، الا أنّ الحكمة تكمن في التّفكير بطريقة سليمة لمواجهة الأمر.