سؤال اليوم: كيف أعرف أن طفلي الخديج طبيعي ؟ تعرّفي على الجواب الصحيح معنا في هذه المقالة الجديدة على موقعنا الرسميّ “عائلتي”، حيث سنكشف لكِ من خلالها عن العلامات التي تدلّ على أنّ طفلكِ يتمتّع بصحّة جيّدة، بالإضافة إلى التي تؤكّد أنّه يُعاني من مضاعفات الولادة المبكرة على الطفل، كما سنبيّن أبرز العوامل التي تؤثّر على تطوّره في هذه الحال.
تعتبر فترة الطفولة المبكرة من أهم مراحل النمو في حياة الإنسان، حيث تتشكل فيها الأسس الصحيّة والنفسيّة التي تؤثر على مستقبله، لا سيّما لدى فئة خاصّة تحتاج إلى اهتمام أكبر وهم الأطفال الخدج، أي الذين ولدوا قبل اكتمال فترة الحمل، وعادةً قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، ولكن يبقى السؤال المطروح لدى العديد من الأمّهات: كيف أعرف أن طفلي الخديج طبيعي ؟
العلامات التي تؤكّد أنّ الطفل الخديج طبيعي
كيف أعرف أن طفلي الخديج طبيعي ؟ للإجابة عن هذا السؤال، سنكشف لكِ عن أبرز العلامات التي تدلّ أنّ طفلكِ الذي وُلِد قبل أوانه طبيعيّ ولا يُعاني من مشاكل صحيّة، وتشمل:
- زيادة الوزن بشكل ثابت: إنّ زيادة الوزن الثابتة هي واحدة من أهم المؤشرات التي تدلّ على صحة الطفل الخديج، فعادةً ما يزداد وزن الأطفال الخدج ببطء مقارنة بالأطفال الذين ولدوا بعد فترة حمل كاملة، ولكنّ هذا المعدّل يجب أن يكون ثابتًا، لذا يتوقّع الأطباء أن يكتسب الطفل في هذه الحال ما بين 15 إلى 30 جرام يوميًا خلال الأسابيع الأولى من الحياة، وهذا ما يعكس النمو السليم للأعضاء والأنسجة،لا سيّما أنّ استخدام حليب الأم أو الحليب الصناعي المخصص للأطفال الخدج يساعد على ضمان حصوله على التغذية اللازمة لنموه.
- التفاعل مع المحيط: إنّ تطوّر الحواس العصبية بشكل طبيعي يعد مؤشرًا إيجابيًا على نموّ الطفل الخديج، فعادةً ما يبدأ الأطفال تدريجيًا في التفاعل مع المحيط من خلال تتبع الأشياء المتحركة بأعينهم، والاستجابة للأصوات، والابتسام عند رؤية الوجوه المألوفة ممّا يعكس التطوّر السليم للجهاز العصبي المركزي والحواس، كما يمكن للآباء تعزيزه من خلال التفاعل المستمر مع الطفل، مثل التحدث إليه، والغناء له، وتحفيزه بالألعاب المناسبة لعمره، فالأم التي تغني لطفلها تقدّم له الكثير.
- النوم والاستيقاظ بانتظام: يميل الأطفال الخدج إلى النوم لفترات أطول مقارنة بالأطفال المولودين بعد فترة الحمل الكاملة، ومع مرور الوقت يبدأ نمط النوم والاستيقاظ لديهم بالتنظيم تدريجيًا، وهذه من العلامات الإيجابية لتطوّرهم، حيث يعدّ الحصول على القسط الكافي من الراحة أمرًا حيويًا لتعزيز نمو الدماغ وتطور الجهاز العصبي.
- التطور الحركي المناسب للعمر: إنّ القدرة على القيام بالحركات الأساسية في الوقت المناسب تشير إلى التطور العضلي والعصبي السليم، لذا يجب أن يكون الطفل قادرًا على رفع رأسه عند الاستلقاء على بطنه في عمر شهرين إلى ثلاثة أشهر، والتقلب من جانب إلى آخر بين ثلاثة وستة أشهر، والجلوس بدون مساعدة بين ستة وتسعة أشهر. هذه المهارات الحركية تعتمد على تنمية العضلات وتعكس قدرة الجهاز العصبي على تنسيق الحركات.
العلامات التي تدلّ على وجود مشكلة صحيّة لدى الطفل الخديج
كيف أعرف أن طفلي الخديج طبيعي ؟ في بعض الأحيان، قد تظهر على الطفل الخديج علامات تدل على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى تدخل طبي، ومن بينها:
- توقف النمو أو نقص الوزن: إذا كان وزن الطفل لا يزيد أو يبدأ في الانخفاض، فهذا قد يشير إلى مشكلة صحية مثل معاناته من سوء التغذية أو اضطرابات في الجهاز الهضمي، فالأطفال الخدج يحتاجون إلى سعرات حرارية إضافية لتحقيق نفس معدل النمو للأطفال المولودين بعد فترة حمل كاملة، لذا إذا كان لا يتماشى مع جدول وزن الطفل الطبيعي بحسب عمره، فقد يكون ذلك ناتجًا عن وجود مشاكل في الامتصاص الغذائي أو عدوى مستمرة تتطلب التدخل الطبي.
- صعوبة في التنفس: تعتبر مشاكل التنفس شائعة بين الأطفال الخدج نظرًا لعدم اكتمال تطور الرئتين، وقد يظهر ذلك في شكل تنفس سريع أو قصير، وزيادة جهد التنفس، وتلون الجلد باللون الأزرق حول الفم والأصابع (الزرقة). تستدعي هذه العلامات تدخلًا طبيًا فوريًا لأن الطفل قد يحتاج إلى دعم التنفس باستخدام أجهزة خاصة أو أكسجين إضافي، حيث يمكن أن تشير إلى متلازمة الضائقة التنفسية التي تتطلب علاجًا خاصًا.
- عدم التفاعل مع المحيط: قد يكون عدم استجابة الطفل للأصوات أو الحركات، أو عدم قدرته على التركيز على الأشياء من حوله، مؤشرًا على وجود مشاكل في الجهاز العصبي أو السمعي، وهذا قد يشير إلى وجود اضطرابات عصبية تحتاج إلى تقييم شامل من قبل طبيب أطفال مختصّ في نمو وتطور الأطفال الخدج.
- العدوى المتكررة: يعاني الأطفال الخدج من ضعف في جهاز المناعة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، لذا إذا كان الطفل يعاني من التهابات متكررة، حمى مستمرة، أو عوارض مثل الإسهال أو التقيؤ المستمر، يجب استشارة الطبيب فورًا.
العوامل التي تؤثّر على صحّة الطفل الخديج
هناك عدة عوامل تؤثر على صحة ونمو الطفل الخديج، لذلك بعدما أجبناكِ على سؤال كيف أعرف أن طفلي الخديج طبيعي ؟ سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
الرعاية الطبية المتخصصة
إنّ الحصول على رعاية طبية مناسبة ومتابعة دورية من قبل فريق طبي مؤهل يعتبر أساسيًا لضمان صحة الطفل الخديج، وتشمل هذه الرعاية إجراء فحوصات دورية، ومراقبة النمو، وتقديم اللقاحات اللازمة في مواعيدها.
يمكن للأطباء المختصّين في رعاية الأطفال الخدج تقديم استشارات حول التغذية والعناية العامة بالطفل إلى جانب إجراء الفحص الدوري لمشاكل العيون والسمع والأمراض العصبية التي قد تكون أكثر شيوعًا لديهم.
التغذية السليمة
إنّ الحصول على التغذية الجيدة والمتوازنة يُعَدّ من أهم العوامل التي تؤثر على نمو الطفل الخديج، لذا يفضّل الاعتماد على حليب الأم الذي يحتوي جميع العناصر الغذائية اللازمة والمضادات الحيوية الطبيعية التي تعزّز مناعته، وفي حال عدم توفّره، يجب استخدام حليب صناعي مخصص للأطفال الخدج والذي يحتوي نسب مرتفعة من السعرات الحرارية والبروتينات والفيتامينات اللازمة لتعويض النقص في فترة الحمل.
البيئة المحيطة
تساعد البيئة المنزلية الهادئة والمريحة في تحسين صحة الطفل الخديج، لذا يجب تجنب وجوده في الأماكن المزدحمة أو التي يوجد فيها دخان السجائر أو الملوثات، كما يجب الحفاظ على درجة حرارة مناسبة في المنزل وتجنب التعرض للتيارات الهوائية الباردة.
يعد الاهتمام بصحة الطفل الخديج أمرًا بالغ الأهمية لضمان نموه وتطوره بشكل طبيعي، فمن خلال مراقبة العلامات الدالة على الصحة الجيدة، والانتباه إلى أي مؤشرات على وجود مشاكل صحية، وتوفير الرعاية الطبية والتغذية السليمة، يمكن للآباء والأمهات المساهمة في تحقيق مستقبل صحي لأطفالهم.
يجب دائمًا استشارة الطبيب عند ملاحظة أي علامات غير طبيعية لضمان تقديم الرعاية اللازمة في الوقت المناسب، فتوفير بيئة داعمة ومتابعة طبية مستمرة تعتبر مفتاح النجاح في رعاية الطفل الخديج، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على ضرورة التلامس المباشر مع الأم بعد الولادة للأطفال الخدّج.