تعتبر مشكلة زيادة فيتامين ب12 في الجسم من المسائل الصحية التي تستدعي اهتمامًا كبيرًا، خاصةً أنها قد تؤدّي إلى مواجهة مضاعفات صحية غير مرغوبة أبرزها الشعور بالدوخة الخفيفة المتكررة عند النساء.
في هذا المقال، سنقدّم لكِ خطّة شاملة للتعامل مع هذه المشكلة، لذا سنبدأ بتفصيل الأسباب المحتملة لارتفاع نسبة فيتامين ب12، ثم نتطرق إلى العلاجات المنزلية الموصى بها التي يمكنكِ تطبيقها بنفسكِ، وأخيرًا سنناقش العلاجات الدوائيّة التي قد تحتاجينها في بعض الحالات.
أسباب ارتفاع نسبة هذا الفيتامين في الجسم
تعد زيادة نسبة فيتامين ب12 في الجسم من الحالات النادرة نسبيًا، ولكنها قد تحدث نتيجة لعدة عوامل تؤثر على الجسم وتؤدي إلى تراكم هذا الفيتامين بشكل غير طبيعي، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها وأكثرها شيوعًا، وتشمل:
النظام الغذائي
يمكن أن يؤدّي تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بفيتامين ب12 مثل اللحوم الحمراء، الكبدة، الأسماك، والبيض إلى ارتفاع مستوياته في الجسم، لذا يُفضّل تنويع المصادر الغذائية لتجنب تراكم الفيتامين بشكل مفرط.
المكملات الغذائية
قد يسبّب الإفراط في تناول المكملات الغذائية التي تحتوي فيتامين ب12 إلى زيادة نسبته في الدم، خاصّةً إذا لم يكن هناك حاجة فعليّة للحصول عليها، لذا يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب قبل البدء في تناول أي مكمّل غذائي.
الأمراض المزمنة
إنّ المعاناة من بعض المشاكل الصحيّة مثل أمراض الكبد والكلى، بحسب موقع (Mount Sinai) في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Vitamin B12 level”، يمكن أن تؤدّي إلى تراكم فيتامين ب12 في الجسم نتيجة لضعف عملية الأيض والإخراج، وهذه الحالات تتطلّب متابعة طبية دقيقة لتجنب المضاعفات. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
حقن الفيتامين
تُستخدم حقن فيتامين ب12 لعلاج بعض الحالات الصحيّة، ولكن استخدامها بجرعات زائدة قد يؤدّي إلى زيادة مستوياته في الجسم، لذا يجب اتّباع التعليمات الطبيّة بدقة عند استخدامها.
العلاجات المنزليّة الموصى بها
لحسن الحظ، هناك عدة طرق يمكن اتباعها في المنزل للمساعدة في خفض مستويات فيتامين ب12 من دون الحاجة إلى تدخلات طبية معقّدة، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
تغيير النظام الغذائي
أحد الحلول الأولى هو تعديل النظام الغذائي، حيث يجب تقليل تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ب12 واستبدالها بأطعمة أخرى منخفضة بهذا الفيتامين، بالمقابل يمكن التركيز على تناول المزيد من الخضروات والفواكه والبقوليات، ممّا يساهم في توازن النظام الغذائي وتقليل الفائض.
شرب كميات كافية من الماء
إنّ شرب كميّات كبيرة من الماء يمكن أن يساعد في تحسين عملية الإخراج ويساعد في التخلص من الفائض من الفيتامينات والمعادن عن طريق الكلى، لذا فإنّ الحفاظ على ترطيب الجسم يعزّز الصحة العامّة ويساعد في تنظيم مستويات الفيتامينات، وهذه واحدة من فوائد شرب الماء.
النشاط البدني
يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام في تحسين الدورة الدمويّة وتعزيز عمليّة الأيض، ممّا يسهم في تقليل مستويات الفيتامينات العالية، فممارسة النشاط البدني يعزّز الصحة العامّة ويساعد في التخلّص من السموم بشكل طبيعي.
كما وأكّد موقع Mayo Clinic في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Vitamin B-12” أنّ تناول مكملات فيتامين ب 12 بجرعات مناسبة، يعتبر آمنًا بشكل عام، في حين أنّ الكميّة اليومية الموصى بها منه للبالغين هي 2.4 ميكروغرام، وأيّ فائض يكون في الجسم يمرّ عبر البول. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
العلاجات الدوائيّة الفعّالة
في بعض الحالات، قد تكون العلاجات المنزلية غير كافية، ويجب اللجوء إلى العلاجات الدوائية لتخفيض مستويات فيتامين ب12 بفعالية أكبر، لذا سنعرض لكِ أكثرها فعالية في ما يلي:
استشارة الطبيب
من الضروريّ استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق ووصف العلاج المناسب، فقد يوصي بتوقّف تناول المكملّات الغذائية أو تغيير الأدوية التي تتسبب في زيادة الفيتامين، كما أنّ إجراء الفحص الدوري يضمن متابعة فعالة للحال.
الأدوية المثبطة
قد يصف الطبيب بعض الأدوية المثبطة لامتصاص فيتامين ب12 في الجهاز الهضمي، فتناولها يساعد في تقليل مستويات الفيتامين في الدم بشكل فعال، لذا يجب اتّباع توجيهات الطبيب بدقّة لتجنّب أيّ مضاعفات.
متابعة طبية دورية
يجب الالتزام بمتابعة طبيّة دورية لضمان استقرار مستويات فيتامين ب12 في الجسم وعدم تكرار المشكلة، فإجراء الفحوصات الدورية تساعد في الكشف المبكر عن أي زيادات غير مرغوبة وتسمح باتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
في النهاية، من المهمّ التوعية حول كيفية التخلص من زيادة فيتامين ب12 في المنزل والتعامل مع هذه المشكلة بجدية، فإجراء التغييرات في النظام الغذائي والعادات اليومية يمكن أن تكون فعّالة للغاية في تحقيق التوازن الصحيح لهذا الفيتامين في الجسم.
لذا فإنّ اتباع النصائح المذكورة واستشارة الطبيب قبل تطبيقها يساعدان في الحفاظ على صحة الجسم وتجنّب أيّ مضاعفات محتملة، وتذكّري دائمًا أنّ الاعتدال هو المفتاح في كلّ شيء، وأن العناية بصحتكِ تبدأ من الخيارات البسيطة التي تتّخذينها يوميًا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على عوارض زيادة فيتامين د وطرق تفادي المضاعفات.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، يجب دائمًا البحث عن الأسباب الجذرية لهذه الزيادة والعمل على معالجتها من الأساس بدلًا من الاعتماد على الحلول المؤقتة، لذا يمكن للحفاظ على الحياة الصحية والنظام الغذائي المتوازن أن يسهما بشكل كبير في الوقاية من زيادة أي نوع من الفيتامينات أو المعادن في الجسم.
