يحمل تاريخنا العربيّ العريق الكثير من قصص واقعية قصيرة عن الحب، حدثت بالفعل وكان لحدوثها أثر خالد لا نزال نضرب المثل به حتى يومنا هذا. إليكِ أجمل قصص واقعية قصيرة عن الحب! عبارات عن الصدق للاطفال: كلمات سحرية لتربية جيل صادق وشجاع! ونظرًا لما تحمله القصص من عِبَر، إليك قائمة القصص المفيدة للاطفال
قصص واقعية قصيرة عن الحب
عنترة وعبلة
وهي من القصص الشهيرة بطلها عنترة بن شداد من قبيلة بني عبس وعبلة وهو ذلك الفارس الذي بزّ الأعداء في حرب داحس والغبراء، وأمه كانت جارية، وبعد أن أثبت قدراته في الحروب، ألحق نسبه ببني عبس وأصبح من الأحرار بحسب تقاليد ذلك الزمان.
وقد أحب عنترة ابنة عمه عبلة بنت مالك، ولكن المنال لم يكن سهلاً إلى أن أنجز مهمة أسطورية في تلبية طلب والدها بجلب النوق العصافير من الملك النعمان، ليكلل الهيام بالمراد، رغم ما قيل إنه خانها فيما بعد.
وقد ذكر عنترة عبلة في أشعاره كثيراً، ومعلقته الشهيرة، كقوله:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي.
جميل وبثينة
وهي قصة انتهت بالصدّ، فجميل بن معمر الذي عاش في العصر الأموي، وأحب بثينة وكلاهما من بني عذرة مع اختلاف الفرع، وقد تقابلا في مرابع الإبل في مشادة بسبب الهجن في البداية انتهت إلى هيام، لم ينل وطره من بثينة، إذ مانعه أهلها. لكنه لم يقتل الحب، رغم أن محبوبته ذهبت لزواج رجل آخر بإملاء الأهل، وظلت في نفسها مع هواها الأول والأخير، ويقال إنهما كانا يتقابلان سراً أحياناً ليبلا الأشواق ولكن في لقاء عفيف بحسب المرويات. ويشار إلى كلمة “الحب العذري” جاءت من هذه القبيلة “بني عذرة” وسياق قصة جميل وبثينة، أي ذلك الحب العفيف والطاهر.
بعد زواج بثينة ضاق الحال بجميل فسافر إلى اليمن لأخواله، ثم عاد إلى مرابع الأهل في وادى القرى لاحقاً دون أن ينسى هواه، فوجد أن بثينة قد غادرت مع أهلها إلى الشام، فقرر أن يهاجر إلى مصر وظل هناك إلى أن مات يتذكر حبه القديم، وهناك أنشد في أيامه الأخيرة قبل رحيله:
وما ذكرتك النفس يا بثين مرة
من الدهر إلا كادت النفس تتلف
وإلا علتني عبرة واستكانة
وفاض لها جار من الدمع يذرف
تعلقتها والنفس مني صحيحة
فما زال ينمى حب جمل وتضعف
إلى اليوم حتى سلّ جسمي وشفني
وأنكرت من نفسي الذي كانت أعرف
وقيل إن بثينة عرفت بالخبر ففجعت وأنشدت شعراً في رثاء الحبيب المكلوم، ويجب الإشارة إلى أن الرواة قد تفاوتوا في توصيف شخصية جميل، فثمة من رآه عفيفاً ومن قال إنه كان ماجناً، وفي نهاية الأمر فإن القصة أخذت طابعاً أسطورياً وجمالياً أكثر من عمقها الحقيقي، مثلها مثل كل قصص الحب عند العرب.
قيس وليلى
وقعت قصة حب قيس بن الملوح وليلى العامرية في القرن الأول الهجري، وبالتحديد في زمن خلافة مروان بن الحكم. يحكي الأديب فالح الحجية الكيلاني قصة ذلك الحب في كتابه “الغزل في الشعر العربي” فيقول: إن قيس أحب ليلى بنت سعد العامري ابنة عمه حيث نشأ معها وتربيا وكبرا سويًا حيث كانا يرعيان مواشي والديهما “فأحب أحدهما الآخر فكانا بحق رفيقين في الطفولة والصبا فعشقها وهام بها.
وكما هي العادة في البادية، عندما كبرت ليلى حُجبت عنه، وهكذا نجد قيس وقد اشتد به الوجد يتذكر أيام الصبا البريئة ويتمنى لها أن تعود كما كانت لينعم بالحياة جوارها. وهكذا هام قيس على وجهه ينشد الأشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة الأدب له في حب ابنة عمه ويتغزل بها في أشعاره، ثم تقدم قيس لعمه طالبًا يد ليلى بعد أن جمع لها مهرًا كبيرًا وبذل لها خمسين ناقة حمراء، فرفض أهلها أن يزوجوها إليه، حيث كانت العادة عند العرب تأبى تزويج من ذاع صيتهم بالحب وقد تشبب بها، أي تغزل بها في شعره”.
بحسب القصة المعروفة فإن أهل ليلى قد قاموا بتزويجها من رجل آخر. بينما بقي قيس حزيناً يعاني آلام الفقد ومرارة الحرمان. جاء في بعض الروايات أن قيساً ذهب لزوج ليلى فسأله
بربّك هل ضممت إليك ليلى
قبيل الصبح أو قبلت فاها
وهل رفّت عليك قرون ليلى
رفيف الأقحوانة في نداها
كأن قرنفلاً وسحيقَ مِسك
وصوب الغانيات شملن فاها
فلما أخبره زوجها أنه قد قبل ليلى بالفعل، وضع قيس يده في النار من حزنه حتى سقط مغشياً عليه. إليكِ قصة قصيرة عن الصدق للأطفال تعلمه القيم
برأيي الشّخصي، لعلنا نفتقد اليوم إلى هذا النوع من الحبّ الطاهر النقي، البعيد كلّ البعد عن المصالح والماديات. لقد قدّمنا لكِ أغرب قصص الحب التي عرفها التاريخ، وستظل خالدة لأنها تجسد قوة الحب وتأثيره عند هؤلاء العشاق.