سنكشف لكِ عن أعراض التسنين القوية في الأسطر القادمة من هذا المقال الجديد على موقعنا الرسميّ “عائلتي”، والتي سنقدّم من خلالها أهمّ النصائح والتوجيهات التي يضمن اتّباعها تخفيف تأثيرها والمساهمة في عمليّة ظهور الأسنان عند الأطفال.
التسنين هو مرحلة مهمة وحرجة في تطور الطفل، تبدأ عادةً بين عمر 6 إلى 24 شهرًا وخلالها تظهر الأسنان الأولى للطفل من خلال اللثة، وهي عملية طبيعية ولكنها قد تكون مؤلمة ومزعجة، لذا فهي تُشكّل تحديًا للأهل والأطفال على حد سواء، حيث يمكن أن تسبّب حدوث مشاكل في النوم عند الأطفال، وزيادة العصبية، والعديد من العوارض الأخرى.
العوارض الشائعة للتسنين
سنكشف لكِ عن أبرز أعراض التسنين القوية وأكثرها شيوعًا في ما يلي، وذلك من خلال عرض مختلف المشاكل التي قد يتعرّض لها الطفل خلال هذه المرحلة، وتشمل:
1. الألم والانزعاج
إنّ الشعور بالألم هو أكثر العوارض شيوعًا وأشدها تأثيرًا خلال فترة التسنين، وهو عادةً ما يحدث نتيجة ضغط الأسنان المتكونة حديثًا على الأنسجة الرقيقة للثة أثناء اختراقها.
تشير الدراسات العلمية إلى أن هذا الألم يمكن أن يكون ناتجًا عن استجابة التهابية في اللثة، حيث يتم إفراز مواد كيميائية مثل البروستاجلاندينات والهستامين التي تزيد من الشعور بالألم، الأمر الذي يؤدّي إلى حدوث تغيير في سلوك الطفل مثل زيادة البكاء والعصبية.
2. التورم والاحمرار في اللثة
يعتبر حدوث التورم والاحمرار في اللثة لدى الرضيع علامة أخرى واضحة على التسنين، حيث يتسبب الضغط الناتج عن نمو الأسنان في تحفيز الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم إلى المنطقة، ممّا يؤدي إلى تورمها واحمرارها، أمّا التفاعل الالتهابي فيساهم في تفاقم هذه العوارض، حيث تتراكم الخلايا المناعية لمحاربة أي عدوى محتملة، مما يزيد من الاحمرار والتورم.
3. اللعاب المفرط
إنّ زيادة إفراز اللعاب هو واحد من العوارض الشائعة خلال التسنين، إلّا أنّ يؤدّي دورًا وقائيًا من خلال مساعدته في ترطيب اللثة وتسهيل خروج الأسنان، إلّا أنذه في الوقت عينه قد يُسبّب حدوث طفح جلدي حول الفم نتيجة التهاب الجلد جرّاء التعرض المستمر للرطوبة والإنزيمات الموجودة في اللعاب.
4. الحمى الخفيفة
قد يُعاني بعض الأطفال من حمى خفيفة خلال التسنين، ولكنها عادة لا تكون شديدة، وهي عادةً ما تكون نتيجة استجابة الجسم الالتهابية لتطور الأسنان، لذا يجب على الأهل مراقبة درجة حرارة الطفل، وإذا تجاوزت الحمى درجة حرارة الطفل الطبيعية، قد يكون من الضروري استشارة الطبيب لاستبعاد أي أسباب أخرى.
5. اضطراب النوم
يمكن أن يؤثر الشعور بالألم الناتج عن التسنين على نمط نوم الطفل بشكل كبير، فقد يستيقظ بشكل متكرر خلال الليل، مما يسبب له الإرهاق ويؤثر على راحته وراحة الأهل، ليس ذلك فقط، بل يمكن أن يؤدي إلى حدوث تغييرات في مستويات الهرمونات مثل الميلاتونين والكورتيزول، ممّا يزيد من صعوبة النوم.
6. الرغبة في العض
يشعر الأطفال برغبة قوية في العض خلال التسنين كوسيلة لتخفيف الألم، حيث تُساعد هذه الوسيلة في توزيع الضغط على مساحة أكبر من اللثة، ممّا يمكن أن يخفف الألم بشكل مؤقت، بالإضافة إلى ذلك، إنّ ممارسة الضغط باللثة على الأشياء الباردة يمكن أن يقلل من التورم بفضل تأثير التبريد.
كيفية التعامل مع عوارض التسنين القوية
بعدما أطلعناكِ على أعراض التسنين القوية في ما سبق، سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات للتعامل مع هذه المضاعفات هذه الحال، وتشمل:
1. استخدام العضّاضات الباردة
تعد العضّاضات الباردة وسيلة فعالة لتخفيف آلام التسنين، لذا يمكن وضعها في الثلاجة (وليس المجمد) لتبريدها، مما يساعد في تقليل التورم والألم عن طريق تخدير المنطقة مؤقتًا; العضّاضات المصنوعة من مواد آمنة وخالية من الـBPA هي الأفضل لضمان سلامة الطفل.
2. تدليك اللثة
يمكن أن يساعد تدليك لثة الطفل بلطف في تخفيف الألم، لذا يمكن استخدام إصبع نظيف أو قطعة قماش مبللة للضغط عليها بحركات دائرية لطيفة وتحفيز تدفق الدم وتقليل التورم عن طريق توزيع الضغط بشكل متساوي على اللثة.
3. تقديم الأطعمة الباردة
إذا كان الطفل قد بدأ في تناول الأطعمة الصلبة، يمكن تقديم الأطعمة الباردة مثل الزبادي أو الفواكه المبردة لتقليل الالتهاب وتخدير الألم بشكل طبيعي، لذا من المهم اختيار الأطعمة التي تكون ناعمة وسهلة البلع لتجنب أي خطر اختناق.
4. استخدام مسكنات الألم
في بعض الحالات، يمكن استخدام مسكنات الألم الخاصة بالأطفال مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين بعد استشارة الطبيب، فهذه الأدوية تعمل على تقليل الألم والالتهاب، ولكن من المهم اتباع الجرعات الموصى بها بعناية لتجنب أي آثار جانبية محتملة.
5. الحفاظ على نظافة الفم
إنّ الحفاظ على نظافة فم الطفل خلال فترة التسنين ضروري لمنع انتقال العدوى أو حدوث التهاب، لذا يمكن استخدام فرشاة أسنان ناعمة ومبللة لتنظيف اللثة والأسنان الجديدة بلطف وإزالة أي بقايا طعام وتقليل مخاطر الإصابة بالعدوى.
النصائح العامة لتخفيف آلام التسنين
بعدما أطلعناكِ على أعراض التسنين القوية ، سنقدّم لكِ المزيد من النصائح العامّة التي قد تفي بالغرض للتعامل مع المصاعب خلال هذه الفترة في ما يلي:
- الصبر والهدوء: إنّ المحافظة على الصبر والهدوء يُعتبَر من أهم العوامل التي تساعد الأهل والطفل خلال فترة التسنين، لذا يمكن استخدام طرق مختلفة لتحقيق ذلك مثل الغناء، الهدهدة، أو حمله، فوجودكما بجانبه يعطيه شعورًا بالأمان والراحة.
- تجنب تقديم الأطعمة الصلبة: خلال فترة التسنين، يجب تجنب إعطاء الطفل الأطعمة الصلبة أو القاسية التي قد تزيد من آلامه، ويُفضّل استبدالها بالأطعمة اللينة والباردة مثل الزبادي والفواكه المبرّدة لأنها لا تجهد اللثة الملتهبة.
- استخدام الجل المخصص للتسنين: يمكن أن تكون بعض أنواع الجل المخصصة لتخفيف آلام التسنين مفيدة، حيث أنّها تحتوي مكونات تخديرية تعمل على تخفيف الألم مؤقتًا، لذا يمكنكِ استخدام هذه المنتجات بعد استشارة الطبيب للتأكد من سلامتها وفعاليتها.
- توفير بيئة مريحة: يمكن أن يساعد توفير بيئة مريحة وهادئة للطفل في تقليل شعوره بالتوتر والانزعاج، لذا يجب توفير الإضاءة الهادئة والأصوات المنخفضة لتخفيف قلقه ومُساعدته على التعامل مع الألم بشكل أفضل.
- الاستشارة الطبية: إذا كانت عوارض التسنين شديدة جدًا وتسبب قلقًا كبيرًا، يجب استشارة الطبيب للحصول على نصائح إضافية أو وصف علاجات خاصة لتخفيف الألم بالإضافة إلى استبعاد أي مشاكل صحية أخرى قد تكون متزامنة مع التسنين.
التسنين هو جزء طبيعي من نمو الطفل، ولكنه يمكن أن يكون مرحلة مليئة بالتحديات لكل من الطفل وأهله، لذا من خلال فهم عوارضه القوية واستخدام الأساليب العلمية للتعامل معها.
في الختام، نذكّركِ بضرورة استشارة الطبيب المختصّ قبل اتّباع أيّ نصيحة مذكورة للتأكّد من أنّها تتناسب مع حال طفلكِ الصحيّة، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على جدول التسنين عند الرضع بحسب العمر.