زوجي لا يحترمني امام الناس ، وقد كانت هذه العبارة تدور في ذهني مرارًا وتكرارًا بعد العديد من التعرّض للعديد المواقف التي شعرت فيها بالإهانة أمام الآخرين. كانت تلك اللحظات تؤثر عليّ بشكلٍ كبير. إذ جعلتني أفقد الثقة بنفسي وتساءلت عمّا إذا كان بإمكاني الاستمرار في هذه العلاقة من دون التحدث أو التصرف حيال كثرة المشاكل الزوجيّة التي تحدث بيننا.
في هذا المقال، سأشارككِ تجربتي الشخصية في مواجهة هذه المشكلة الكبيرة التي كادت تؤثّر على حياتي الزوجيّة بشكلٍ دائم. سوف أتحدّث عن التصرّفات السلبيّة التي واجهتها، والأثر الذي تركته هذه التصرّفات على علاقتي بزوجي، بالإضافة إلى الخطوات التي اتّخذتها لحلّ هذه الأزمة والتمتّع بحياة زوجيّة أفضل. كل خطوة كنت أتخذها كانت نتاج بحث عميق واستشارة مصادر موثوقة حول العلاقات الزوجيّة.
التصرّفات السيئة التي يفعلها معي أمام الناس
عند التفكير في السلوكيّات التي واجهتها، أجد أنّ زوجي لا يحترمني امام الناس من خلال فعل مجموعة من التصرّفات المستفزّة التي تتنوّع ما بين السخرية من آرائي وأفكاري أمام الأصدقاء أو العائلة، إلى التجاهل المتعمّد في النقاشات أو حتى الاستهانة بقدراتي وإنجازاتي.
في عدّة مناسبات، كان يعترض على كلامي أو يصحّحه بطريقةٍ توحي بأنّي غير مدركة لما أقول. أحيانًا أخرى، كان يسخر من آرائي في مواضيع تهمّني أو يقلّل من قيمة ما أفعله. وهذا ما سبّب قلّة ثقتي بنفسي.
في البداية، حاولت تبرير هذه التصرفات بأنّه قد يكون متوترًا أو غير واعٍ لأثرها عليّ. ومع ذلك، جعلني تكرار هذه الأفعال أشعر بالاستياء والغضب المستمر. لم أعد قادرة على تحمّل تلك اللحظات التي كنت أشعر فيها بأنّ كرامتي تُمَسّ علنًا. خاصّةً أنّ هذه التصرفات لم تحدث مرّة أو مرّتين. بل كانت تحدث بشكلٍ متكرّر في التجمّعات العائليّة والاجتماعيّة.
تأثير هذه التصرّفات على علاقتنا
بلا شك، تركت هذه التصرّفات أثرًا عميقًا على علاقتي بزوجي. زوجي لا يحترمني امام الناس ، ممّا جعلني أشعر بعدم الأمان والاستقرار العاطفي. بدأت أشعر بأنّ حبي له يتضاءل تدريجيًا مع كلّ موقفٍ يمرّ. في كل مرّة كنت أتعرّض لموقفٍ مشابه، كنت أشعر بأنّ جزءًا من العلاقة يتلاشى. فقدت ثقتي بزوجي وأصبحت متردّدة في مشاركته أفكاري أو مشاعري أمام الآخرين خشيةً أن يسخر مني.
كانت العلاقة التي مبنيّة على الحبّ والتفاهم بين الطرفين، وتحوّلت إلى شعورٍ دائمٍ بالقلق والتوتر. بدأت أشعر بأنّني لا أستطيع أن أكوّن نفسي معه. وكأنّني أعيش في قوقعة خشيةً من نظرة الآخرين لي بسبب تصرّفاته. وازدادت المشكلة سوءًا عندما بدأتُ أتساءل عمّا إذا كانت هذه التصرّفات ستؤثّر على ثقتي بنفسي خارج إطار علاقتنا. مع كلّ موقفٍ، كنت أشعر بالتقليل من قيمتي كفردٍ. وهذا التأثير امتدّ إلى حياتي اليوميّة.
كيف تعاملت مع هذه المشكلة؟
عندما وصلت إلى نقطة لم أعد أتحمّل فيها أنّ زوجي لا يحترمني امام الناس ، قرّرت أن أواجه المشكلة مباشرة. كان أوّل قرار اتخّذته هو التحدّث مع زوجي بصراحة. خصّصت وقتًا لمناقشة المشكلة بهدوءٍ وتفسير مدى تأثير تصرّفاته أمام الآخرين على مشاعري. أوضحت له أنّني لا أطلب المثاليّة، لكنّني أحتاج إلى أن يشعرني بالاحترام والتقدير. خاصّةً في المواقف العامّة.
إلى جانب ذلك، بدأتُ أبحث عن حلول عمليّة تساعدني في التعامل مع هذه المشكلة بشكلٍ منطقي. ووجدت أنّ العديد من الدراسات تؤكّد على أنّ التواصل هو المفتاح الأساسي لحلّ المشاكل الزوجية. وفقًا لمجلة “Psychology Today”، إنّ العلاقات التي تقوم على الحوار الصريح والمفتوح تحقّق مستوياتٍ أعلى من الرضا والتفاهم بين الشريكين. ولذلك، حاولت بناء هذا الحوار مع زوجي بطريقٍة تُبرز مشاعري من دون أن أشعره بالهجوم أو الانتقاد الشخصي.
بعد هذه المحادثة الصريحة، بدأت ألاحظ تغييرات تدريجيّة في سلوك زوجي. أصبح أكثر وعيًا بتصرّفاته أمام الآخرين، وبدأ يعاملني باحترامٍ أكبر. لم يكن هذا التغيير سريعًا أو سهلًا، لكنّه كان نتيجة الحوار المستمرّ بيننا. كما لجأت إلى تطوير الثقة بنفسي، حيث بدأت في ممارسة الأنشطة التي تعزّز من تقديري لذاتي. ممّا ساعدني على مواجهة أيّ موقفٍ مستقبلي بثباتٍ أكبر.
إنّ مواجهة مشكلة عدم الاحترام أمام الناس لم تكن بالأمر السهل، لكنّها كانت ضرورية لاستعادة التوازن في حياتي الزوجيّة. بالاعتماد على الصراحة والتواصل الفعّال، استطعت تحويل علاقتي إلى الأفضل. من المهمّ أن يدرك كلّ طرفٍ في العلاقة أنّ الاحترام هو أساس كلّ شيء، ولا يمكن لعلاقة أن تستمرّ أو تنجح إذا كان أحد الشريكين يشعر بالتقليل أو الإهانة. وتذكّري دائمًا أنّ الحوار بين الزوجين هو مفتاح التفاهم والانسجام.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أؤمن بأنّ الحلّ يبدأ دائمًا من التحدّث بصدقٍ مع الشريك. إن أردتِ الحفاظ على علاقتكِ الزوجية وتحقيق السعادة، يجب أن تتأكّدي من أن لديكِ الشجاعة لمواجهة المشاكل والتحدث عنها. فالثقة بالنفس والقدرة على الحوار البنّاء هما الأساس لأي علاقة ناجحة.