تسعى الدراسة الحديثة، التي نشرت في مجلة JAMA Network Open، إلى فهم كيف يؤثر التعرض المبكر للجسيمات الدقيقة (PM2.5) وثاني أكسيد النيتروجين (NO2) في التلوث الهوائي على خطر الإصابة بالربو في فترة الطفولة، وتقييم كيفية التحكّم بهذه العلاقة بواسطة عوامل فردية واجتماعية.
سنطلعكِ على مختلف جوانب هذه الدراسة بتفاصيلها من خلال هذه المقالة الجديدة على موقعنا الرسميّ “عائلتي”، والتي سنكشف لكِ عبرها عن النتائج التي تمّ التوصّل إليها.
عن خلفيّة هذا البحث
يؤثر التلوث الهوائي بشكل كبير على صحة الأطفال، حيث يُسهم في إلحاق الضرر بالجهاز التنفسي ويعزّز تطوير الربو لديهم، ومن أبرز مصادره الرئيسيّة هي حركة المرور، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن دور العوامل الفردية ومستوى المجتمع في زيادة العرضة لهذه التأثيرات، خاصةً بين الأطفال، ليس مفهومًا معروفًا، لذا يوفر فريق Environmental Influences on Child Health Outcomes (ECHO) Children’s Respiratory and Environmental Workgroup (CREW) فرصة فريدة لاستكشاف هذه التعقيدات من خلال مجموعة بيانات متنوعة وواسعة تمتد عقودًا وتشمل مجموعات جغرافية وديموغرافية مختلفة، فالمطلوب هو بحثًا أكثر تفصيلًا لفهم التفاعل المعقد بين هذه العوامل وصحّة الطفل، وفي هذا السياق نشير إلى أنّنا سبق وأطلعناكِ على لقاح جديد للحوامل يحمي حديثي الولادة من مرض تنفسيّ.
في ما يتعلّق بهذا البحث
تضمنّت الدراسة الحالية ثماني فئات طويلة المدى من CREW، تغطي مجموعة واسعة من البيئات في الولايات المتحدة، ما بين الحضرية والريفية، وقد تمّ استبعاد الاختيار للمجموعات التي تفتقر إلى نتائج موحدة للربو أو بيانات عن تلوث الهواء في السنوات الأولى.
امتدت هذه المجموعات، من عام 1987 إلى عام 2007 وتمت متابعتها حتى سن الـ11، وامتثلت لمعايير الأخلاقيات، بما في ذلك الحصول على الموافقة المستنيرة والموافقات من لجان المراجعة المؤسسية، بما يتناسب مع دليل تعزيز الإبلاغ عن الدراسات الملاحظية في مجال الوبائيات (STROBE).
نتائج هذه الدراسة
شملت الدراسة فحصًا لمجموعة متنوعة تضم 5,279 طفلًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مع مزيج ملحوظ من الأعراق والأصول: 31.4% من البشرة الغامقة، و15.8% من الهسبان، و48.4% من البيض، و4.3% من غيرهم من الأعراق، وكان توزيع الجنس تقريبًا متساويًا، حيث بلغت نسبة 51.5% للذكور و49.2% للإناث.
بحلول سن الـ11، كان 24.7% من الأطفال قد تم تشخيصهم بالربو، و18.1% كانوا قد حصلوا على تشخيصٍ أيضًا بحلول سن الـ4، وكان لدى نسبة كبيرة من الأمهات (62.8%) بعض التعليم الجامعي أو أعلى، في حين أن 10.7% أبلغن عن تدخينهن أثناء الحمل، بالإضافة إلى ذلك، كان لدى 35.9% من الأطفال تاريخ أسري بالربو.
كشف التحليل عن اختلاف كبير في تعرض التلوث الهوائي، بشكل خاص مستويات PM2.5 و NO2، وفي المتغيرات على مستوى الأحياء عبر المجموعات، وكانت مستويات NO2 ترتبط بكثافة السكان، في حين أظهرت المتغيرات الاقتصادية علاقةً إيجابيّة مع SVI وارتباطًا سلبيًا مع COI، مما يشير إلى الطبيعة المتداخلة للتلوث والوضع الاقتصادي الاجتماعي واحتمالية الإصابة بهذا المرض.
تأثير العوامل الفردية والمجتمعية
استكشفت الدراسة أيضًا كيف أثرت السمات الفردية وعوامل مستوى الحي على العلاقة بين التلوث الهوائي والربو، أظهرت النتائج ارتباطات أقوى بين الأطفال من الأسر ذات التعليم الأقل والأطفال ذات البشرة الغامقة، مما يشير إلى أن التفاوتات الاقتصادية والعرقية تفاقم من تأثيرات التلوث البيئي على الصحة; على سبيل المثال، كان لدى الأطفال ذات البشرة الغامقة مخاطرة أعلى بشكل كبير للإصابة بالربو نتيجةً لتعرضهم لـ PM2.5 مقارنةً بالأطفال البيض، مما يُظهر التأثير المتفاوت لبعض الفئات للمجموعات البيئية.
كما كانت العوامل الأخرى، مثل انخراط التعليم وفرص الفرد، مرتبطة أيضًا بزيادة حدوث الربو، معززةً فكرة أن العوامل الفردية ومستوى المجتمع هي عوامل تؤدّي دورًا حاسمًا في النتائج الصحية، كما دعمت التحليلات هذه النظريّة، مظهرةً تأكيدًا لصحة الارتباطات الملاحظة بين تعرض الهواء للتلوث واحتمالية الإصابة بالربو عند الأطفال.
أخيرًا، يمكنكِ أن تتابعي أيضًا على موقعنا، دراسة جديدة تؤكّد أنّ كتابة الأطفال باليد أفضل لذاكرتهم.