رغم الدراسات الكثيرة التي تتناول الوضعية الأفضل لنوم الأطفال الرضع إلّا أنّه لا يزال من المواضيع المثيرة للجدل لا سيّما لدى الأمهات للمرّة الأولى. فهناك من ينصحك بتنويمه على جنبه وهناك من يُفضّل وضعية النوم على الظّهر. فما الذي تقوله أحدث الأبحاث العلمية؟
ربّما تشعرين بالقلق من أنّ طفلك قد يختنق إذا قام بالقيء أثناء النوم على ظهره. ولكن، وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة التي تقدّم مصدراً موثوقاً في هذا المجال، تُعد الفكرة التي تقول "أن النّوم الجانبي يمنع الإختناق" من الخرافات التي لا تمتّ إلى الواقع بصلة. في الحقيقة، وبحسب المعاهد الوطنية للصحة، فإنّ النوم على الظهر يساعد الأطفال على تنظيف الشعب الهوائية، وذلك من خلال ردود الفعل التلقائية التي تجعلهم يسعلون أو يبتلعون خلال نومهم.
> في حال لم تتمّ معالجته مبكراً قد يرافق طفلك حين يكبر ويؤثر على ثقته بنفسه.
من جهةٍ أخرى، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ الوضعية الأنسب لنوم الطفل الرضيع هي على الظّهر، وذلك تفادياً لمتلازمة الموت المفاجئ للرّضع. ولكن، بعد حملة "النوم على الظهر" التي أجرتها المنظّمة عام 1994، لاحظ باحثون في الولايات المتحدة الأمريكية أنّ معدّل تعرّض الأطفال لحالة الرأس الوارب أو الرأس المسطّح المعروفة في اللغة الإنكليزية بالـ"Positional Plagiocephaly" قد ارتفع بشكلٍ ملحوظ بين الأطفال الرضع الذين ينامون على جنبهم. إذا كنت لم تسمعي سابقاً عن متلازمة الرأس المسطّح، فهي حالة من عدم التناسق أو الاتساق في شكلٍ الرأس أو عندما تكون الجمجمة مسطّحة من جهة واحدة. لا تحدّ هذه الحالة بشكلٍ عام من كيفية نمو دماغ الطفل إلّا أنّها قد تؤثر على مظهره الخارجي إذ تبدو ملامح الوجه غير متماثلة وكأنّ الجهة اليُسرى مختلفة عن الجهة اليُمنى أو مائلة قليلاً؛ الأمر الذي في حال لم تتمّ معالجته مبكراً قد يرافق طفلك حين يكبر ويؤثر على ثقته بنفسه.
من هنا، وتجنّباً لحدوث ذلك، عليك مراقبة وضيعة نوم طفلك لاسيّما خلال السنة الأولى؛ فالنوم لمدّة طويلة على الظّهر أو على جانبٍ واحد قد يؤثّر على شكل الرأس ويعرّض الطفل لمثل هذه المتلازمة.
في حال لاحظت أي تغيّر غير طبيعي في جمجمة رأس طفلك أو في عنقه، لا تتجاهلي الأمر إذ يُمكنك أن تخلّصي طفلك من مشكلة أكبر عبر تعديل وضعيات نومه أو الإستعانة بالخوذة الطبية التي من شأنها أن تساعد في إعادة التوازن إلى شكل رأسه قبل بلوغه الـ6 أشهر.