تعتبر وضعيات الولادة الصحيحة من الأمور الحيوية التي يجب أن تكون كل أم على دراية بها، فهي تؤثر بشكل كبير على سير عملية الولادة وتخفيف الألم، فضلًا عن أنّها تضمن عن أنّها تساهم في جعل الولادة سهلة وسريعة من دون ألم.
سنتطرق إلى معلومات علمية موثوقة ومبنية على دراسات بهدف إلى تقديم محتوى غني ومفيد لكل أم تستعد لاستقبال مولودها، لذا سيتناول هذا المقال أولًا أنواع وضعيات الولادة الصحيحة، ثم التمارين الرياضية التي تسهّل الولادة، وأخيرًا أهمية اتخاذ هذه الوضعيات.
أنواع وضعيات الولادة الصحيحة
سنكشف لكِ عن وضعيات الولادة الصحيحة في ما يلي، وذلك من خلال عرض أهمّها وأكثرها فعالية في تسهيل الإنجاب، والتي يمكن اتّخاذها لا سيّما بعد ظهور علامات قرب الولادة، وهي تشمل:
وضعية الجلوس المستقيمة
تُعد وضعية الجلوس المستقيمة من أكثر الوضعيات شيوعًا في غرف الولادة الحديثة، حيث تساعد هذه الوضعية في توسيع الحوض وتسهيل مرور الطفل من قناة الولادة، فقد أشارت دراسة بعنوان “Effect of maternal birth positions on duration of second stage of labor: systematic review and meta-analysis” نُشرت على موقع (BMC Pregnancy and Childbirth) عام 2019، إلى أن النساء اللواتي اعتمدن هذه الوضعية كنّ أقل عرضة للحاجة إلى تدخلات طبية مثل الشق الجراحي. وللمزيد من التفاصيل عن هذه الدراسة يمكنكِ الضغط هنا.
وضعية الركوع
تُعتبر وضعية الركوع من الوضعيات التقليدية التي تساعد في تخفيف الضغط عن الظهر وتسهيل تحرك الطفل نحو الأسفل، فبحسب تقرير بعنوان “Upright kneeling position during second stage of labor: a pilot study” من موقع (International Journal of Reproduction, Contraception, Obstetrics and Gynecology)، نُشر عام 2018، أشار إلى فعالية هذه الوضعية في تقليل مدة الولادة وتخفيف الألم. وللمزيدعن هذا التقرير، يمكنكِ الضغط هنا.
وضعية القرفصاء
تُعزز وضعية القرفصاء من تدفق الدم إلى منطقة الحوض وتزيد من قطر قناة الولادة بنسبة تصل إلى 10%، فوفقًا لمقالة بعنوان “Why Giving Birth in the Squatting Position May (or May Not) Be for You” نُشرت في مجلة “healthline” عام 2021، فإن النساء اللاتي اعتمدن هذه الوضعية كُنَّ أقلّ عرضة للإصابة بتمزقات العجان.وللمزيد من التفاصيل يمكنكِ الضغط هنا.
وضعية الاستلقاء الجانبية
تعتبر وضعية الاستلقاء الجانبية مفيدة خاصة للنساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في القلب، حيث يساعد اتّخاذها في تحسين تدفق الدم إلى المشيمة وتخفيف الضغط على الأوعية الدموية الكبيرة.
نُشِرَت دراسة بعنوان “A review and comparison of common maternal positions during the second-stage of labor” على موقع (NIH, National Library of Medicine)، أكدت أهمية اتّخاذ هذه الوضعية في تحسين نتائج الولادة. وللمزيد من التفاصيل عنها يمكنكِ الضغط هنا.
التمارين الرياضيّة التي تسهّل الولادة
إلى جانب وضعيات الولادة الصحيحة التي سبق وأطلعناكِ عليها، سنكشف لكِ عن أبرز التمارين الرياضيّة والنشاطات التي تُساهم في تسهيل عمليّة الولادة، وتشمل:
تمارين كيجل
تقوي تمارين كيجل عضلات قاع الحوض، مما يساعد في تحكم أفضل خلال الولاد، فقد نُشِرَت دراسة بعنوان “The benefits of Kegel’s exercises during pregnancy” على موقع (International Egyptian Journal of Nursing Sciences and Research)، أكّدت أن النساء اللواتي مارسن تمارين كيجل بانتظام كانت ولادتهن أسهل وأقل ألمًا. وللمزيدمن التفاصيل عن هذه الدراسة، يمكنكِ الضغط هنا.
التمارين الهوائية
تساهم ممارسة التمارين الهوائية مثل المشي والسباحة في تحسين اللياقة البدنية وتحمل الألم خلال الولادة، لذا توصي الجمعية الأمريكية للنساء والتوليد (American College of Obstetricians and Gynecologists) بممارسة هذه التمارين لمدة 30 دقيقة يوميًا من خلال مقال بعنوان “Physical Activity and Exercise During Pregnancy and the Postpartum Period” نُشرت في مجلة “ACOG Clinical Review” عام 2020. وللمزيد من التفاصيل عنه، يمكنكِ الضغط هنا.
تمارين الإطالة
تساعد ممارسة تمارين الإطالة في تحسين مرونة الجسم وتخفيف التوتر في العضلات، ممّا يساهم في تسهيل عملية الولادة، ولكن يُنصح تحت إشراف مختص لتجنب أي إصابات.
أكّد مقالة بعنوان “Pregnancy stretches” نُشِرَت على موقع (Mayo Clinic) عام 2023 أنّ ممارسة التمدّد أو ما يُعرَف بال”Stretching” تُعَدّ من أفض الوسائل اليت تُسهّل الولادة. وللمزيد من التفاصيل عنها يمكنكِ الضغط هنا.
أهميّة اتّخاذ هذه الوضعيّات
بعد الكشف عن وضعيات الولادة الصحيحة وعن التمارين الرياضيّة التي تُساهم في تسهيل الولادة في ما سبق، سنطلعكِ على أهميّة اعتمادها في ما يلي، وتشمل:
تحسين تدفق الدم
يساعد اتخاذ وضعيّات الولادة الصحيحة في تحسين تدفّق الدم إلى المشيمة، ممّا يضمن توفير الأكسجين والغذاء اللازمين للجنين، وهذا يقلل من مخاطر حدوث مشاكل صحية للجنين أثناء الولادة.
تخفيف الشعور بالألم
يساهم اتّخاذ الوضعيّات الصحيحة في تقليل الشعور بالألم الناتج عن التقلّصات والانقباضات، فهو تساعد في توجيه ضغط الجنين بعيدًا عن المناطق الحساسة في الجسم، مما يجعل عملية الولادة أقل ألمًا.
تخفيض مدّة الولادة
تشير الدراسات إلى أن اتخاذ وضعيات الولادة الصحيحة يقلّل من مدة الولادة بنسبة تصل إلى 25%، حيث أنّه يُخفّف من الشعور بالتعب والإجهاد الذي تتعرض له الأم خلال هذه الفترة.
تقليل الحاجة للتدخلات الطبية
يُقلّل اتّخاذ الوضعيات الصحيحة من الحاجة إلى التدخلات الطبية مثل الشقّ الجراحي أو استخدام الأدوات الطبيّة مثل الملاقط، فهي تسهل عملية الولادة الطبيعية وتقلّل من مخاطر المضاعفات.
يؤدّي اتّخاذ الوضعيات الصحيحة للولادة دورًا مهمًا في تسهيل هذه العملية الطبيعية وتخفيف الألم والمضاعفات المحتملة، لذا من المهم أن تكون كل أمّ على دراية بهذه الوضعيات وتمارس التمارين الرياضية التي تساهم في تحسين اللياقة البدنية وتقوية العضلات. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على وضعيات لتسهيل الولادة الطبيعية بالصور.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أن توعية النساء حول أهميّة وضعيّات الولادة الصحيحة والتمارين الرياضية المناسبة يجب أن تكون جزءًا أساسيًا من برامج التحضير للولادة، فالمعرفة والتمرين يمكن أن يجعلا تجربة الولادة أكثر سلاسة وأقل توترًا.