يمكن أن يكون الحمل بعد القيصرية بشهر تحديًا كبيرًا للأم والجنين، فعندما تواجه المرأة هذا الوضع، تكون أمام سلسلة من الصعوبات والمخاطر التي قد تؤثّر على صحّتها وصحّة الجنين الجديد، وكذلك المولود السابق، وعادةً ما تبدأ هذه التحدّيات من التعافي الجسدي بعد العمليّة وصولًا إلى التأثيرات النفسيّة والجسديّة التي قد تتعرّض لها الأمّ في هذه الفترة القصيرة.
في هذا المقال، سنتناول بشكلٍ مفصّل الأضرار المحتملة للحمل بعد القيصرية بشهر على الأم، وكيف يمكن أن يؤثّر هذا الحمل الجديد على المولود السابق والجنين الجديد. كما سنناقش أيضًا التحديات التي قد تواجهها الأمّ من حيث الصحّة العامّة والتعافي بعد الولادة القيصرية.
أضرار الحمل من جديد بعد الإنجاب بشهر عبر عمليّة قيصريّة على الأمّ
عند الحديث عن الحمل بعد القيصرية بشهر ، من الضروريّ التركيز على المخاطر الصحيّة التي قد تواجهها الأم، لذلك سنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي:
تُعتبَر العمليّة القيصريّة من الجراحات الكبيرة التي تتطلّب وقتًا كافيًا للتعافي، فالجسم يحتاج إلى فترة للشفاء من الجرح الداخلي والخارجي، واستعادة القدرة على التكيّف مع حملٍ جديد يتطلّب قوّة جسديّة وعقليّة.
المخاطر الجسديّة
يمكن أن يزيد الحمل بعد القيصرية بشهر من احتماليّة حدوث تمزّق في الرحم. وهذا يمكن أن يكون مهدِّدًا للحياة، حيث يؤدي إلى نزيف داخلي قد يحتاج إلى تدخل جراحي فوري. بالإضافة إلى ذلك، قد تزيد هذه الفترة القصيرة بين الولادتين من خطر حدوث مشاكل في المشيمة، مثل المشيمة الملتصقة، والتي قد تؤدي إلى نزيف حاد أثناء الولادة.
بحسب موقع Mayo Clinic في مقالة نُشِرَت عبره عام 2022 تحت عنوان “Placenta accreta”، تمثّل المشيمة الملتصقة تمثل حال خطيرة حيث تنمو المشيمة بشكلٍ عميق داخل جدار الرحم. في الأحوال الطبيعيّة، تنفصل المشيمة عن جدار الرحم بعد الولادة، لكن في حال المشيمة الملتصقة يبقى جزء أو كلّ المشيمة ملتصقاً. هذا الأمر قد يؤدي إلى نزيف حاد بعد الولادة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
التأثير النفسي
قد يؤدّي الحمل في هذه الفترة القصيرة إلى ضغط نفسي كبير على الأم، فقد تجد نفسها غير قادرة على التكيّف مع متطلّبات الحمل الجديد مع استمرار احتياجات المولود السابق، وهذا ما يؤثّر سلبًا على صحّة الأم وقدرتها على العناية بالجنين والمولود الجديد.
تأثير الحمل الجديد على المولود
إنّ الحمل بعد القيصريّة بشهر قد يكون له تأثير مباشر على المولود السابق. هذا الطفل، الذي لا يزال يحتاج إلى رعاية مكثّفة من الأم، قد يتعرّض لإهمال غير مقصود بسبب الحمل الجديد الذي يتطلّب تركيزًا إضافيًا من الأم.
التأثير العاطفي
يمكن أن يشعر المولود السابق بنقص في الاهتمام والعناية، ممّا قد يؤثّر على تطوره العاطفي والنفسي. فقد تجد الأم التي تواجه تحديات جسدية ونفسية مع الحمل الجديد صعوبة في تقديم الدعم الكامل للمولود السابق، ممّا قد يؤدّي إلى مشاكل في الترابط بين الأم والطفل.
التأثير الجسدي
إذا كانت الأم تعاني من مضاعفات صحيّة نتيجة للحمل بعد القيصرية بشهر ، قد تجد نفسها غير قادرة على تلبية الاحتياجات الجسديّة للمولود السابق، مثل الرضاعة الطبيعية أو حمل الطفل. هذا قد يؤدي إلى تأثيرات سلبيّة على صحة الطفل وتطوّره الجسدي.
تأثير هذه الحال على الجنين الجديد
لا يُشكِّل الحمل بعد القيصرية بشهر خطرًا فقط على الأمّ والمولود السابق، بل قد يكون له تأثيرات سلبية أيضًا على الجنين الجديد، لذلك سنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي:
التأثيرات الجسديّة
قد يتعرّض الجنين الجديد لمضاعفات صحيّة نتيجة لعدم استعداد جسم الأم بشكلٍ كامل لاستقبال حمل جديد. فهذه الفترة القصيرة بين الحملين قد تؤدّي إلى مشاكل في نمو الجنين، مثل نقص الوزن عند الولادة أو الولادة المبكرة. كما أن التوتر الجسدي والنفسي الذي تعاني منه الأم قد يؤثر على تدفق الدم إلى الجنين، ممّا قد يؤدّي إلى مشاكل في تغذيته ونموه، وهذا ما أكّده موقع المعاهد الوطنية للصحة National Institutes of Health في دراسة نُشِرَت عبره العام الماضي تحت عنوان “Effects of maternal anxiety on fetal and maternal circulation”. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عنها يمكنكِ الضغط هنا.
التأثيرات النفسية على الأم وأضرارها على الجنين
قد يؤثّر الشعور بالتوتر والقلق الناتج عن الحمل بعد القيصرية بشهر على الجنين، فقد أشارت الأبحاث إلى أنّ مستويات التوتّر العالية لدى الأم قد تؤثّر على تطور الجنين العصبي، ممّا يزيد من احتماليّة إصابته بمشاكل نفسيّة وسلوكيّة في المستقبل.
في النهاية، يمكن القول إنّ الحمل بعد القيصرية بشهر يشكّل تحديات كبيرة على الأمّ والمولود السابق والجنين الجديد. لذا من الضروري على النساء اللواتي يجدنَ أنفسهنَّ في هذا الموقف استشارة الأطباء والمختصّين قبل اتّخاذ أيّ قرار بخصوص الحمل مرّة أخرى. فقد يساعد الحصول على الرعاية الطبيّة المستمرّة والمتابعة الدقيقة في تقليل المخاطر المحتملة وضمان الحفاظ على صحّة جيّدة للأمّ والأطفال. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على سبب وجع الرجلين بعد الولادة القيصرية.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّه يجب على الأمهات التروّي والتفكير بعناية قبل اتّخاذ قرار الحمل مرة أخرى بعد القيصرية بشهر ، وذلك لأنّ الصحّة النفسيّة والجسديّة للمرأة تؤدّي دورًا كبيرًا في رعاية أطفالها الجدد والسابقين، لذا من المهمّ أن تحصل على الوقت الكافي للتعافي والاعتناء بنفسها قبل التفكير في حمل جديد.