تمثل علامات نقص الاوكسجين عند الاطفال خصوصًا، تحديًا كبيرًا في مجال صحة الجهاز التنفسي لديهم. إذ يمكن أن يكون له آثار خطيرة على صحة الأطفال.
نظرًا للتأثير الكبير للعوامل البيئية وأنماط الحياة والظروف الطبية على صحّة الجهاز التنفسي، فإن فهم نقص الأكسجين له أهمية قصوى. هذه الحالة، على الرغم من أنها غير واضحة في كثير من الأحيان، يمكن أن تظهر بطرق مختلفة ويمكن أن تؤثر على الفئات العمريّة كافّة، خصوصًا لدى الأطفال. لذلك، سنكشف لك في هذه المقالة، العوارض المختلفة لنقص الأكسجين، خطورته وطرق الوقاية منه.
ما هو نقص الأكسيجين وما هي مخاطره لدى الأطفال؟
نقص الأكسيجين لدى الأطفال هي حالة طبيّة معقّدة، تُعرف أيضًا باسم نقص الأكسجة، وهو انخفاض في تركيز الأكسجين في الدم. يمكن أن يحدث بشكل مؤقّت لدى التعرّض لمرض أو فايروس معيّن في الجهاز التنفّسي أو قد يكون مزمنًا. وفي كلتا الحالتين، تتطلب هذه الحالة رعاية طبيّة لتجنب حدوث مضاعفات.
أمّا بالنسبة لمخاطر نقص الأكسجة لدى الطفل، قد يؤدي نقص الأكسجين عند الأطفال إلى نتائج ومضاعفات غير مرجوّة، نذكر منها: ضيق في التنفس وألم في الصدر، وصولًا إلى اختلالات وظيفية عدد من أعضاء الجسم مثل الدماغ أو الرئتين، نظرًا الى أنّ هذا الاضطراب يُؤثّر على إمدادات الأكسجين، الضروري لخلايا وأنسجة في الجسم. ولعلّ أخطر هذه المضاعفات هي تلف الدماغ، ما يؤدي إلى اضطرابات عصبيّة، تأخّر في النموّ وإعاقات عقليّة وجسديّة.
العوارض الأكثر شيوعًا لنقص الأوكسجين
يمكن أن يكون لنقص الأكسجين لدى الأطفال مجموعة متنوعة من العوارض. فيما يلي بعض العلامات التي يجب الانتباه اليها:
- صعوبة في التنفس: إذا كان طفلك يعاني من صعوبة أو سرعة في التنفس أو يصدر أصوات صفير عند التنفّس. بالمراقبة يمكنك تمييز ما إذا كانت طريقة تنفّس طفلك طبيعيّة أم لا.
- تحول لون طفلك إلى الأزرق: جلده أو شفتيه أو أظافره.
- بكاء الطفل بشدّة من دون مُبرّر.
المصدر: Freepik
- التعب الشديد: إذا كان طفلك متعب جدًا أو يعاني من الخمول وصعوبة في البقاء مستيقظا.
- ارتفاع في درجة حرارة جسمه.
- السعال المستمر والمتفاقم.
- ألم في الصدر.
تشخيص الإصابة بنقص الأكسجين وعلاجاته الأوّليّة
عندما تَشكّين في ملاحظتك لعوارض من الّتي ذكرناها سابقًا، استشيري الطبيب دائما لإجراء تقييم دقيق، وتقديم العلاج السريع والمناسب عند الحاجة لمنع أي مضاعفات.
يتطلب اكتشاف انخفاض تشبّع الأكسجين لدى الأطفال تقييمًا سريعًا لأخذ التدابير المناسبة. فيما يلي الخطوات التي يقوم الطبيب باتباعها عادةً:
- يُجري الطبيب المعالج الفحص السريري أولًا، لمعرفة ما إذا كانت العوارض الّتي تصيب طفلك هي فعلًا عوارض نقص الأكسيجين.
- يمكنه تأكيد نقص الأكسجة عن طريق فحص طبّي يُسمّى “غاز الدم”. هذا الأخير يتكون من أخذ الدم من شرايين الذراع من أجل قياس ضغط غازات الدم ودرجة الحموضة في الدم.
- يقوم بقياس تشبع الأكسجين النبضي (SpO2) باستخدام مقياس التأكسج النّبضي، إذ قد يشير إلى نقص الأكسجة إذا كانت نسبته أقل من 95٪ أثناء اليقظة وأقل من 92٪ أثناء النوم. وقد يؤدّي الى تغير لون الجلد و/أو الأغشية المخاطية الى اللون الأزرق إذا كانت نسبته أقل من 80٪.
- يقوم بالعلاج الأولي: يتُمّ التعامل الطبّي مع نقص الأكسجة أولاً بتحديد وعلاج السبب الكائن وراء الحالة، إذا عُرف، كالإصابة بمرض معيّن يكون مٌسبّبًا كفايروس كورونا مثلًا، ثم تطبيق الأوكسيجين للطفل المصاب في حالة انخفاض SpO2. إنّ العلاج المناسب والصحيح في وقت مبكر قد يُساعد على شفاء طفلك من نقص الأكسجين.
نصائح للوقاية من نقص الأوكسجين عند الأطفال
الوقاية من نقص الأوكسجين لدى الأطفال أمر ضروري لتجنّب تعرّضهم لأي من عواقب الإصابة به والحفاظ على صحة جهازهم التنفّسي. فيما يلي بعض التدابير الوقائية الّتي ننصحك باتّباعها:
- تطعيم طفلك في عمر مبكر: تأكّدي من حصول طفلك على لقاحاته في الوقت المُحدّد، لأن بعض الأمراض يمكن أن تسبب ضائقة تنفسية.
- تجنب التعرض للدخان: يمكن لدخان التبغ أن يتلف الرئتين ويقلل من القدرة على امتصاص الأكسجين. تجنّبي إبقاء طفلك بين مُدخّنين واحمه من التّعرّض للتدخين غير المباشر.
- تعزيز بيئة صحية عن طريق القيام بتهوئة الغرف بانتظام (لتحسين جودة الهواء)، تجنّب مسبّبات الحساسية (كالغبار والعفن والمواد الكيميائية)، وإبقاء طفلك بدرجة حرارة مُعتدلة.
المصدر: Freepik
- المراقبة الطبية: زوري طبيب الأطفال الُتابع لطفلك بانتظام لإجراء فحوصات روتينية، واطلبي العناية الطبيّة على الفور إذا كان طفلك يعاني من أي أعراض تنفسية.
- السلامة المنزلية: تجنّبي الأشياء الصغيرة التي قد يستنشقها الأطفال الصغار وتجنّب وضع الأشياء حول رقبة طفلك. وننصحك أيضا بتعلّم الإسعافات الأولية للتعرف على علامات الضائقة التنفسية وإجراءات الطوارئ وكيفيّة التّصرف عند الحاجة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، من الضروري أن تثقي بغريزة الأمومة لديك. وإذا كنت تشكّين بنقص الأكسجين لدى طفلك، عليك استشارة أخصائي الرعاية الصحية لإجراء تقييم دقيق واتّخاذ التدابير المناسبة.
إن فهم الآثار المترتبة على نقص الأكسجين أمر بالغ الأهمية وتساعدك العلامات التحذيريّة الواردة في هذا المقال على منع العواقب الضارّة لنقص الأكسجين لدى الأطفال.
