قد يكون الطلاق أمراً مؤلماً ومزعجاً بالنسبة إلى الزوجين، ولكنّه أكثر من ذلك بالنسبة إلى الابناء الذين غالباً ما يُهمّشوا عند اتخاذ قرار بهذا الحجم وهذه الأهمية.
اقرأي أيضاً: أسئلة طفلك كثيرة حول الطلاق… كيف تجيبين عليها؟
إن كنتِ، لا سمح الله، تخوضين هذه التجربة وتخشين على طفلكِ من انعكاساتها، فاعلمي أنّ ما كل الأطفال المتحدّرين من عائلات مفكّكة يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية. ولكن ثمة تأثيرات سلبية محتملة، تعرّفي عليها في ما يلي حتى تتمكّني من التعامل معها بحكمة وإنقاذ حياة طفلكِ ومستقبله من براثنها:
القلق: مع تغيّر الأوضاع على طفلكِ بعد الطلاق، سيكون القلق والتوتر والاستغراب عناوين حياته الجديدة. ومن الممكن أن تنطلي التجربة الأليمة التي يعيشها على ظروف مواعدته في المستقبل وعلاقاته العاطفية بشكلِ عام. وللتخفيف من حدة المشكلة، سيكون عليك أن تتلافي خوض نقاشات أو حوارات ذات صلة بالطلاق في حضوره.
التشاؤم: من الممكن أن يبعث الطلاق في نفس طفلك التشاؤم ويحضّه على رسم صورة سوداوية للعلاقات العاطفية والحياة ككل. لكن، إذا عاملتِ زوجكِ السابق باحترام وكرامة، فقد يتعلّم طفلكِ بأنّ الخلافات ما بين اثنين لا تعني بالضرورة الانهيار الكلي للرابط الذي يجمع ما بينهما.
مشاكل في الثقة: إن كان الطلاق ما بينك وبين زوجك سببه الخيانة، من المهم أن تتكتمي عن المسألة وتتعاملي معها بحذر أكبر، وتتجنبي الحديث عنها أمامه. فقلة الثقة مشكلة شائعة جداً في أوساط الأطفال الذين شهدوا على طلاق أهلهم نتيجة تحديات مختلفة في علاقتهما. لذا إن كنت تخوضين الطلاق مع زوجك لأسباب مماثلة، تذكّري بأن تشرحي الأمر لطفلك بطريقة دبلوماسية ومخفّفة.
مشاكل اجتماعية: من المحتمل أن يعاني طفلكِ من مشاكل اجتماعية تصل أحياناً كثيرة إلى حد المرضية والصعوبة في إقامة علاقة أو خوض تجربة عاطفية.
مشاكل على مستوى الدراسة: تُظهر الدراسات بأنّ الأطفال الذين عاشوا وسط عائلات مففكة وخاضوا تجربة الطلاق يعانون من مشاكل في دراستهم، حيث يتأرجح آدائهم الأكاديمي ويظهر لديهم خلل في النمو على خلاف الأطفال الذين يعيشون وسط عائلات سعيدة وملتحمة.
وبالإضافة إلى كل ما سبق، يمكن للطلاق في الحالات القصوى أن يسبب للطفل مشاكل عقلية وجسدية خطيرة تصل إلى حد ترك المدرسة والانحراف وفقدان المهارات الاجتماعية، كما يجعله أكثر عرضةً لارتكاب المعصيات والانتحار والموت المبكر.
وبوجود كل هذه الانعكاسات، سيكون عليكِ أن تُحسني التعامل مع الطلاق وتداعياته حتى يشكرك طفلك على ذلك مدى حياته.