إسفنجة منع الحمل هي احدى وسائل تنظيم الحمل المعروفة بـ”الحاجزيّة”. وكغيرها من الوسائل، لديها ايجابيّات وسلبيّات سنكتشفها في هذا المقال.
ويشرح موقع “MSD MANUAL” الطبّي أنّ وسائل تنظيم الحمل الحاجزيَّة، العائلة التي تنتمي اليها إسفنجة منع الحمل، تعمل عن طريق منع وصول الحيوانات المنويّة الى رحم المرأة، وبالتّالي منع التقاء حيوان منوي بالبويضة وتخصيبها. وتشمل هذه الوسائل: الواقي الذكري، الواقي الأنثويّ، سدادة عنق الرحم المخاطية، مُبيد النطاف، الإسفنجة المانعة للحمل. سنخصّص هذا المقال لتوضيح كل ما تحتاجين معرفته عن إسفنجة منع الحمل، بكلّ جوانبها، في حال كنت تُفكّرين باستخدامها.
ما هي الإسفنجة المانعة للحمل؟
تُعرف إسفنجة منع الحمل أيضًا بـ”الإسفنجة المهبليّة”، وهي عبارة عن إسفنجة توضع في المهبل، بهدف منع الحيوانات المنويّة من الوصول إلى الرَّحم باحتوائها على مادّة مُبيدة للنطاف. يُمكن شراءها من دون وصفةٍ طبيةٍ، كالواقي الذكري ومبيدات النطاف، في حين تحتاج العوازل الأنثويَّة وسُدادات عُنق الرَّحم الى وصفة طبيّة لكونها تأتي بأحجامٍ مُختلفة.
يُمكنك وضع هذه الإسفنجة داخل المهبل لمدَّة لا تتخطّى الثلاثون ساعة، وهذه مدّة فعاليتها القصوى. ويُمكنك في فترة وجودها في الداخل مُمارسة العلاقة الحميمة بقدر ما ترغبين، فهي تصلح للاستخدام المتكرّر ما لم تتمّ ازالتها.
تقي الإسفنجة المانعة للحمل من الحمل غير المرغوب به ولكنّها لا توفّر الحماية ضدّ الأمراض المنقولة جنسيًّا. فإذا كنتِ تشعرين أنّك بحاجة إلى حماية من هذه الأمراض في حال مُعاناة زوجك من أيّ منها مثلاً، عليك استخدام وسائل حماية إضافية مثل الواقي الذكري المطاطي الذي يُعتبر النَّوع الوحيد الذي يُؤمِّن الوقاية من أنواع العدوى الشائعة المنتقلة جنسيًّا بنسبة كبيرة جدًّا، بما فيها العدوى بفيروس العَوَز المناعي البشري، ولكن طبعًا في حال استخدامه بشكلٍ صحيح.
كيفيّة عمل هذه الوسيلة
تعتمد وسيلة منع الحمل الحاجزيَّة هذه على نقطتين أساسيّتين لمنع حدوث الحمل غير المرغوب، وهي:
- قتل الحيوانات المنوية أو تعطيل قدرتها على الإخصاب، عن طريق المادة المبيدة للنطاف أو المبيدة للحيوانات المنويّة الموجودة فيها.
- منع وصول الحيوانات المنويّة إلى عنق الرحم حيث تتواجد البويضة، وتعمل بالتّالي كحاجز ميكانيكي لمنع حدوث الإخصاب.
مدى فعاليّة اسفنجة منع الحمل
يمكن أن تكون الاسفنجة المانعة للحمل فعّالة بشكل كبير عند استخدامها بشكل صحيح. حيث يُقدّر أن نسبة فعاليتها تتراوح بين 76% إلى 88%، وفقًا للبحث الذي استند عليه الموقع الطبّي. ما يعني أنّ عدم فعاليّتها بمنع الحمل قد يتراوح بين 12% و24% خلال سنة من استخدامها. ويعتمد مدى فعاليتها على عوامل عدّة أبرزها:
- عدم التأكد من وضعها في مكانها بشكل صحيح.
- عدم وضعها قبل الجماع بوقت كافٍ إذ يُفضّل وضعها قبل 15 دقيقة على الأقل.
- عدم تركها في المهبل لمدّة كافية، لا تقلّ عن ستّ ساعات بعد الجماع.
ارشادات لاستخدامها بشكل فعّال
للاستفادة من الفعاليّة القصوة لوسيلة منع الحمل هذه، ننصحك باتّباع الإرشادات التالية:
- التأكّد من ترطيب الاسفنجة بالماء قبل وضعها داخل المهبل، ما سيساعد على تفعيل مبيدات النطاف الموجودة فيها.
- اتّباع التعليمات حول كيفيّة إدخالها بدقّة وعناية والتأكّد من ثباتها في مكانها ومن تغطيتها لعنق الرحم بشكل كامل.
- تركها مكانها لمدّة تتراوح بين ستّ وثماني ساعات بعد الجماع.
- إزالتها بلطف بعد انتهاء فترة فعاليّتها التي تكون عادةً من 24 إلى 30 ساعة.
الأعراض الجانبيّة المحتملة للإسفنجة
على الرغم من أنّ العوارض الجانبيّة المُحتملة لاستخدام إسفنجة منع الحمل نادرة وخفيفة جدًّا، الّا أنّها موجودة ويجب الانتباه اليها، ومنها:
- ألم أثناء إدخال أو إزالة الإسفنجة في حال عدم استخدامها بالشكل الصحيح.
- جفاف المهبل الذي يُولّد شعورًا بعدم الراحة قد يصل حدّ الألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
- تهيج في الأنسجة الحسّاسة في المهبل، بسبب مبيد الحيوانات المنويّة الموجود في الاسفنجة، وهذا التهيّج يؤدّي إلى احمرار وشعور بالحكّة.
- طفح جلدي أو تهيج كردّ فعل تحسّسي على المواد الكيميائيّة المستخدمة في الإسفنجة، والذي قد يُؤدّي في حالات نادرة جدًّا الى التهاب المهبل.
- عدوى المهبل أو المسالك البولية في حال استخدامها تركها لفترة طويلة أو بشكل خاطئ.
نصائح تُخفّف من احتماليّة حدوث هذه الأعراض
- المحافظة على نظافة المنطقة الحسّاسة لديك دائمًا لتقليل خطر الإصابة بأي عدوى أو التهاب.
- اتباع تعليمات استخدام الإسفنجة بدقة لضمان فعاليّتها أوّلًا وتقليل مخاطر المعاناة من العوارض الجانبيّة المحتملة لاستخدامها.
- التأكد من أنّك لا تعانين من أي حساسيّة تجاه المواد المُستخدمة في الإسفنجة عن طريق تجربة استخدامه لوقت قصير قبل استخدامه خلال الجماع.
- استشارة الطبيب بمجرّد شعورك بأي أعراض من التي ذكرناها سابقًا لتحديد أسبابها. فقد يلجأ الى تغيير وسيلة منع حمل الى أخرى تناسبك بشكل أفضل.
برأيي الشخصي كمحرّرة، يمكن أن تكون اسفنجة منع الحمل وسيلة فعّالة لمنع حدوث حمل غير مرغوب به، ولكن يجب استخدامها بدقّة وبالطريقة الصحيحة. وننصحك، في حال كنتِ تبحثين عن وسيلة منع حمل فعّالة وتناسبك، بزيارة طبيبك، واستشارته لمناقشة الخيارات المتاحة أمامك. ونقدّم لك، في هذا السياق، طرق لمنع الحمل بشكل طبيعي، التي قد تكون فعّالة في حال انتظام الدورة الشهريّة لديك.
