أسباب نزول دم بني في الشهر الثاني من الحمل مع ألم

إنّ نزول دم بني في الشهر الثاني من الحمل مع ألم قد يكون مصدر قلق لكثير من النساء الحوامل، فهذا الأمر قد يثير تساؤلات عديدة حول صحة الحمل وسلامة الجنين، خاصّة أنّ هذه الحال تُعتبَر من بين أبرز المشاكل التي تواجه الحامل.

لذلك، سنتحدث في البداية عن الأسباب المحتملة التي تؤدّي إلى نزول دمّ بنّي في الشهر الثاني من الحمل مع ألم، وبعد ذلك، سنستعرض المخاطر المرتبطة بهذه الحال، ثم ننتقل إلى شرح كيفيّة التعامل معها بفعالية.

الأسباب المحتملة التي تؤدّي إلى مواجهة هذه الحال

إن نزول دم بني في الشهر الثاني من الحمل مع ألم يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل، ومن المهم فهم هذه الأسباب لتقدير مدى خطورة الحال وما إذا كانت تتطلّب تدخلًا طبيًا، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:

النزيف الانغراسي

في بداية الحمل، يمكن أن يحدث نزيف طفيف نتيجة انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم، وعادةً ما هذا النوع منه خفيفًا ومصحوبًا بشعورٍ طفيف بالألم.

يظهر هذا النزيف غالبًا خلال الأسبوعين الأولين من الحمل ويكون نتيجة طبيعية لعملية الانغراس، وهو أمر لا يستدعي للقلق، هذا استنادًا إلى موقع Mayo Clinic في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Is implantation bleeding common in early pregnancy?”. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.

المعاناة من التهابات المهبل أو عنق الرحم

يمكن أن تؤدّي التهابات الجهاز التناسلي إلى نزول دم بني وألم، وقد تتطلّب هذه الحال علاجًا طبيًا فوريًا لتجنّب تفاقم الحال، فالالتهابات المهبلية قد تتسبّب في نزول إفرازات ذات رائحة كريهة وألم عند التبول.

الإجهاض المنذر

في بعض الحالات، قد يكون نزول دم بني في الشهر الثاني من الحمل مع ألم علامة على وجود خطر الإجهاض، لذا يجب مراقبة هذه الحال بعناية واستشارة الطبيب فورًا، وعادةً ما تحدث هذه المشكلة عندما يكون هناك تهديد بإنهاء الحمل، ولكن من دون حدوث الإجهاض الكامل.

الحمل خارج الرحم

وهي حال تحدث عندما تنغرس البويضة خارج الرحم، عادةً في قناة فالوب، وعادةً ما يتسبّب هذا النوع من الحمل في نزيف وشعور بألم شديد يحتاج إلى تدخل طبي عاجل، إذًا الحمل خارج الرحم هي مشكلة طبيّة طارئة، وإذا لم يتم التعامل معها بسرعة، قد تسبّب مضاعفات خطيرة قد تكون نزيف حاد، أو عدوى ،أو حتّى موت أحيانًا، وذلك بحسب موقع Cleveland Clinic من مقالة “Ectopic Pregnancy”، ولمعرفة المزيد من التفاصيل والمعلومات عنها يمكنكِ الضغط هنا.

الاضطرابات الهرمونية

قد تؤدّي التغيرات الهرمونيّة إلى نزول دم بنّي والشعور بألم خلال الأشهر الأولى من الحمل، فتغير مستوياتها بشكلٍ كبير يمكن أن يسبّب حدوث اضطرابات في الدورة الدمويّة ممّا يؤدّي إلى نزيف طفيف.

المخاطر التي قد تترتّب عن هذه المشكلة

قد يترتّب عن نزول دم بني في الشهر الثاني من الحمل مع ألم بعض المخاطر التي قد تؤثر على صحة الأم والجنين، ومن الضروري التعرف عليها لاتخاذ الإجراءات المناسبة، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أكثرها شيوعًا:

خطر الإجهاض

كما ذكرنا سابقًا، قد يكون النزيف علامة على الإجهاض المنذر، وإذا لم يتم التعامل مع الحال بشكل صحيح، قد يؤدّي ذلك إلى فقدان الحمل، وهذا ما قد يترك آثارًا نفسيّة وجسديّة على الأم.

التهابات الجهاز التناسلي

إذا كان النزيف ناتجًا عن التهابات، فإنّ عدم علاجها قد يؤدّي إلى مواجهة مشاكل صحيّة أكثر خطورة للأمّ وقد يؤثّر على الحمل، فالالتهابات المزمنة قد تؤدّي إلى التعرّض لمضاعفات مثل التهاب الحوض.

كيفيّة التعامل مع هذا الوضع

من المهم معرفة كيفية التعامل مع نزول دم بني في الشهر الثاني من الحمل مع ألم لضمان الحفاظ على سلامة الأم والجنين، لذا سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات للتصرّف مع هذه المشكلة في ما يلي:

استشارة الطبيب فورًا

عند ملاحظة نزول أيّ نزيف أو ألم غير طبيعي، يجب استشارة الطبيب فورًا للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، حيث يمكن أن يجري فحوصات ضروريّة لتحديد سبب النزيف ويوجّه الأم نحو تنفيذ الخطوات المناسبة.

الراحة التامة

في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بالحصول على القسط الكافي من الراحة التامّة لتقليل الضغط على الرحم وتقليل النزيف من خلال تخفيف الضغط عن الجنين وتوفير بيئة آمنة لنموه.

تجنب ممارسة المجهود البدني

يجب على الحامل تجنّب ممارسة الأنشطة البدنيّة الشاقة ورفع الأثقال التي قد تزيد من خطر النزيف، بالمقابل يمكن ممارسة الرياضة بشكل معتدل وتحت إشراف طبيب للحصول على فوائدها من دونمواجهة أيّ ضرر.

اتّباع تعليمات الطبيب بدقّة

من الضروريّ اتّباع تعليمات الطبيب بدقّة، سواء كان ذلك من حيث تناول الأدوية أو الالتزام بالنصائح الصحية، فهذا يضمن التعامل الصحيح مع الحال ويقلّل من حجم المخاطر المحتملة.

إنّ نزول دم بني في الشهر الثاني من الحمل مع ألم يمكن أن يكون حال مقلقة، ولكن من خلال الفهم الجيد للأسباب المحتملة والتعامل الصحيح مع الوضع، يمكن تقليل المخاطر والحفاظ على سلامة الأم والجنين، كما أنّه من المهم دائمًا الحصول على الاستشارة الطبيّة الفوريّة عند ملاحظة ظهور أيّ عوارض غير طبيعية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أبرز مشاكل الحمل في الشهر الثاني.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، يجب على كل سيّدة حامل أن تكون على دراية بالتغيرات التي قد تحدث خلال فترة الحمل وأن لا تتردّد في طلب المشورة الطبية عند الحاجة، فالاهتمام بالصحّة العامّة والحفاظ على الراحة النفسية يعتبران من الشروط الأساسيّة لضمان الحفاظ على حمل صحي وآمن.