ما هو سبب نبض اسفل البطن للحامل في الشهر الخامس ؟ يشعر العديد من النساء بتغييرات مختلفة في أجسامهنَّ خلال فترة الحمل، ومن بينها الإحساس في نبض أسفل البطن، والذي يُعتبَر من الظواهر التي تثير القلق لدى الكثير من النساء، حيث يتسائل معظمهنَّ عن السبب وراء هذا الشعور وعن تأثيره المحتمل على صحّة الطفل أو على مراحل نمو الجنين في الرحم.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل الأسباب المحتملة لهذا الشعور أثناء الحمل، وسنوضّح علاقته بصحّة الجنين وكيفيّة التعامل معه بشكل صحيح، حيث سنبدأ بتفسير الأسباب المحتملة لهذا النبض، ثم سنتطرّق إلى علاقة هذا الشعور بصّحة الجنين، وأخيرًا سنقدّم نصائح حول كيفيّة التعامل مع هذه الحال بطريقة علميّة وسليمة.
الأسباب المحتملة لهذا الشعور خلال الحمل
تشعر الحامل خلال الحمل بتغيرات كبيرة في جسمها، ومن بينها هو إحساس نبض اسفل البطن للحامل في الشهر الخامس، ويعود هذا الشعور إلى عدّة أسباب محتملة قد تشمل:
- زيادة تدفق الدم: مع تقدّم الحمل، يزداد تدفّق الدم إلى منطقة الرحم لتلبية احتياجات الجنين المتزايدة من الأكسجين والمواد الغذائيّة، الأمر الذي قد يؤدّي إلى شعور المرأة بالنبض في منطقة البطن السفلي، وبحسب موقع baptisthealth.com بالرجوع إلى مقالة نُشِرَت عبره عام 2020 تحت عنوان “Why Can I Feel My Heartbeat in My Stomach?”، قد يؤدي هذا العامل إلى ظهور النبض في الشريان الأورطي البطني السفلي بشكل أكثر وضوحًا، وأحيانًا، قد يتمّ تفسير هذا النبض بشكل خاطئ على أنّه نبض قلب الجنين. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- تمدّد الرحم: مع نموّ الجنين، يتمدّد الرحم ليتّسع له، وهذه العمليّة تضغط تلقائيًا على الأوعية الدمويّة والأعصاب في منطقة الحوض، ممّا قد يسبّب شعورًا بالنبض أو الاهتزاز.
- حركة الجنين: في هذه المرحلة من الحمل، يبدأ الجنين بالحركة بشكل أكثر وضوحًا وقوّد، وهذا ما قد يتسبّب في شعور المرأة بنبض أو اهتزاز في منطقة البطن.
- ضغط الجنين على الأعصاب: مع نموّ الجنين، قد يضغط على بعض الأعصاب في منطقة الحوض، ممّا يؤدّي إلى شعور بالنبض في أسفل البطن.
علاقة هذا الشعور بصحّة الجنين
يُعتبَر إحساس نبض اسفل البطن للحامل في الشهر الخامس غالبًا أمرًا طبيعيًا ولا يدعو للقلق، إلّا أنّ هناك بعض الحالات التي يجب على المرأة فيها استشارة الطبيب للتأكّد من صحة الجنين وسلامته.
من المهم التمييز بين النبض الطبيعي الذي يحدث نتيجة للأسباب التي ذكرناها سابقًا، وبين النبض الذي قد يكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية، لذا سنشرح لكِ عن كلّ حال في ما يلي:
- النبض الطبيعي: كما أشرنا، غالبًا ما يكون النبض الذي تشعر به الحامل نتيجة لتغيّرات طبيعيّة في جسمها مثل زيادة تدفّق الدم أو حركة الجنين، وفي هذه الحال، يمكناعتبار أنّه لا يوجود خطر على صحّة الجنين.
- النبض غير الطبيعي: في بعض الحالات النادرة، قد يكون النبض في أسفل البطن ناتجًا عن مشكلة صحيّة مثل انخفاض في تدفق الدم إلى الجنين أو ضغط غير طبيعي على الحبل السري، وفي مثل هذه الحالات، يجب على الحامل استشارة الطبيب فورًا للتأكّد من سلامة الجنين. فبحسب موقع Cleveland Clinic في مقالة نُشِرَت عبره العام الماضي تحت عنوان “Placental Insufficiency”، تحدث حال القصور المشيمي عندما لا تنقل المشيمة كميّة كافية من الدمّ، الذي يحتوي الأكسجين والعناصر الغذائيّة، بين الأمّ والجنين، وهذا قد يؤدّي إلى عدم حصول الطفل في الرحم على ما يحتاجه للنمو بشكل كافٍ. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
كيفيّة التعامل مع هذه الحال
إذا كانت الحامل تشعر بإحساس نبض اسفل البطن للحامل في الشهر الخامس بشكلٍ متكرّر أو مقلق، هناك عدّة خطوات يمكنها اتخاذها للتعامل مع هذه الحال بشكل آمن، لذا سنقدّم لكِ بعض التوجيهات في ما يلي:
- الحوصة على الراحة وتجنّب التوتّر: ينصح بأخذ قسط من الراحة عندما تشعر المرأة بالنبض أو أي شعور غير مريح، فالاستلقاء على الجانب الأيسر يمكن أن يساعد في تحسين تدفق الدم إلى الجنين، بالإضافة إلى ذلك، من الضروريّ في هذه الحال الابتعاد عن المشاعر السلبيّة لذا من الممكن اتّباع طرق طبيعية لتقليل القلق والتوتر.
- مراقبة العوارض: إذا كان النبض مصحوبًا بعوارض أخرى مثل الشعور بآلام شديدة أو نزيف، يجب على المرأة مراجعة الطبيب فورًا.
- التغذية السليمة: يمكنأن يُساعد تناول وجبات صحيّة ومتوازنة في تحسين تدفّق الدم وتقليل الشعور بالنبض، كما أنّ شرب كميّات كافية من الماء يؤدّي دورًا مهمًا في الحفاظ على صحّة الدورة الدمويّة.
- مراجعة الطبيب بانتظام: من المهمّ أن تحرص الحامل على مراجعة الطبيب بشكلٍ دوري للتأكّد من سلامة الجنين ومتابعة تطور الحمل، حيث سيكون قادرًا على تقديم النصائح المناسبة بناءً على حال المرأة الصحيّة.
في النهاية، يمكن القول إن إحساس نبض اسفل البطن للحامل في الشهر الخامس هو ظاهرة طبيعيّة في معظم الحالات ولا تدعو للقلق، لكن من الضروريّ أن تكون الحامل واعية بعوارضها وتحرص على متابعة حالها الصحيّة مع الطبيب، فالحصول على الراحة، التغذية السليمة، والمتابعة الدوريّة للطبيب هي أفضل السبل للتعامل مع هذا الشعور وضمان الحفاظ على سلامة الجنين. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن سبب انتفاخ القدمين للحامل في الشهر الخامس.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّه يجب على كلّ حامل أن تثق بجسمها وتستمع إلى إشاراته، وفي حال الشكّ، تكون الاستشارة الطبيّة هي الخيار الأمثل للتأكّد من سلامة الجنين وتجنّب الشعور غير الضروريّ بالقلق، فالحمل رحلة مليئة بالتغيّرات الجسديّة والنفسيّة، والتعامل معها بهدوء وثقة سيساعد المرأة على الاستمتاع بهذه المرحلة الجميلة في حياتها.