نسعى جميعًا لبناء علاقات تُضيف إلى حياتنا وتُشعرنا بالسعادة. فالعلاقات الجيّدة هي أساس رفاهيتنا النفسيّة وتمنحنا الإحساس بالأمان والراحة. ولكن، بناء علاقة متينة ومستدامة لا يحدث بالصدفة؛ بل يحتاج إلى بذل جهودٍ واعية واختيار ذكي للشريك. لذا، إذا كنتِ تودّين بناء علاقة تدوم طويلًا، فكّري فيها وكأنّك تبنين بيتًا تحلمين بالعيش فيه مدى الحياة، حيث تتطلب منك أسسًا ثابتة وتوافقًا مشتركًا مع الشريك لتحقيق السعادة الزوجيّة.
يُعتبر علم النفس مرشدًا رائعًا لفهم كيفيّة بناء علاقات تتّسم بالاستقرار والقوّة. إليك ثلاث استراتيجيّات نفسيّة فعّالة، يمكنك استخدامها لتطوير علاقة قوية تُلبي احتياجاتك العاطفية وتُعزّز حياتك بشكلٍ مستمر.
1. اختاري شريكًا يشارككِ قيمكِ الأساسيّة
تنشأ العلاقات القويّة عندما يتشارك الشريكان في القيم الأساسيّة. أي، عندما تتطابق قيمك مع قيم الشريك، يصبح لديكما أهداف مشتركة. الأمر الذي يسهّل التواصل والتعاون بينكما. فالأهداف المشتركة تبقى مهمة، لكن القيم – مثل الآراء حول المال، والدين، والأدوار الاجتماعية – هي التي تشكل الأساس لكيفيّة تحقيق هذه الأهداف وتوجه مسار العلاقة.
إنّ التفاهم حول هذه القيم الجوهرية يعزّز فرص نجاح العلاقة. وقد أظهرت الدراسات أنّ الأزواج المتوافقين في القيم يشعرون برضا أكبر في حياتهم الزوجيّة. لذلك، احرصي دائمًا على اختيار شريك يشاركك نفس المبادئ التي تؤمنين بها، ممّا يجعل حياتكما أكثر انسجامًا واستقرارًا على المدى الطويل.
2. ابحثي عن شريكٍ يشعل بداخلك الإلهام والتحفيز
إنّ الشريك الذي يلهمك ليصبح أفضل نسخة من نفسك هو الكنز الحقيقي. فالعلاقات التي تعتمد على الإلهام المتبادل تشعل شعلة التحدّي الإيجابي داخلنا وتجعلنا نتطلّع دائمًا إلى تحسين أنفسنا. ومن المعروف أنّ العلاقات العميقة والقوية تتطلب أن يكون الشريك هو الشخص الذي يجعلك تشعر بالدافع لتحقيق المزيد، ويشجّعك على تجاوز كل العقبات التي تواجهك.
أن تكوني في علاقةٍ تحفّزك يعني أنّك مستعدّةً لتقبّل التحديّات والمسؤوليّات، وتمنحي الشريك أيضًا نفس النوع من التشجيع. لا تخشي من اختيار شريك يتحدّاك للخروج من منطقة الراحة. فهذه العلاقات هي التي تُثمر تجارب مميّزة وتدفعك للنمو المستمر.
3. اختاري شريكًا يمنحك الدعم الفعلي
يكمن أساس العلاقات الناجحة في الدعم المتبادل. فأنتِ تستحينق شريكًا يكون بجانبك كما تكونين أنت بجانبه، ويمنحك القوة عندما تحتاجينها. علاوةً على ذلك، لا يمكن أن ننسى أنّ العلاقة الصحية تُبنى على الثقة بأن هناك شخصًا يمكنك الاعتماد عليه ويشاركك الحب والدعم بشكل دائم.
بالإضافة إلى ذلك، يحقق الدعم الحقيقي توازنًا مستمرًا بين الأخذ والعطاء، ممّا يعزز استقرار العلاقة ويمنحها قوة لمواجهة تحديات الحياة. وعندما يقدّم كل طرف دعمه بصدق، تتوطّد الروابط وتصبح أقوى مع مرور الوقت. لذلك، ابحثي عن شريك يبقى بجانبك في كل لحظة، يدعمك في الأفراح والمحن، ويشاركك كل خطوات الحياة.
إذا أردتِ بناء علاقة تدوم، عليكِ أن تتأكّديمن وجود ثلاثة عناصر أساسيّة فيها: توافق القيم، والتحفيز المتبادل، والدعم المستمر. من خلال اختيار شريك يشاركك هذه الصفات، يمكنك بناء علاقة قويّة تبقى معك على المدى الطويل وتجعلك تنمين وتزدهرين بشكلٍ مستمر. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أهميّة الكلام الطيب بين الزوجين لعيش حياة زوجيّة سعيدة ومستقرّة.