الحب موضوع تناوله الفلاسفة وتغنى به الشعراء والأدباء، حيث كان ولا يزال مصدر الإلهام والوحي لهم. روايات وقصص كثيرة كتبت عنه، أشعار وأفلام جسدته… هو الضيف الدائم والحاضر في أحاديثنا وفي حياتنا ككل. من الصعب إيجاد أو إعطاء تعريف محدد عنه. فهل تساءلت يوماً عن معنى الحب؟ ولماذا نحب؟ ستجدين في هذا الموضوع كل ما تريدين معرفته عن الحب.
معنى الحب
للحب أوجه متعددة، فهناك الحب الذي يأخذ طابع الرومانسية كالحب بين الرجل والمرأة. فهو الشعور الذي من خلاله تذوب الحدود بين الزوجين حيث يصبحان إنسانين في جسدٍ واحد. هو المشاعر الجميلة التي تختلجك، وتجعلك ترين العالم كله في إنسان واحد.
أما الوجه الآخر فهو ذلك الشعور الدافئ المريح، هو الحب الذي يجمعنا بعائلاتنا، أصدقائنا… أكثر ما نحتاج إليه، هو الحب الذي يجعلنا نشعر بالأمان.
لماذا نحب؟
الحب أساسي في حياة الانسان، مهما كان عمر الانسان، فالجميع بحاجة للحب.
* الإنسان بطبيعته يحتاج إلى الصحبة، التي يمكن للحب أن يوفرها له.
المشاركة مع طرف آخر قيمه ومشاعره وإهتماماته وأهدافه من متعة الحياة.
* الحاجة لأن نحب أحداً تدفعنا إلى الحب، لأن قلب الإنسان وخياله بحاجة إلى أن ينبضنا بحب إنسان آخر.
* الحاجة إلى أن يحبنا أحد، من الأمور التي تدفعنا إلى الحب. نحن بحاجة إلى أن نُحَب، أن نشعر بقيمتنا وبإهتمام أحد آخر بنا.
* الحاجة إلى الوعي وفهم وإدراك الذات، تجربة الحب قادرة على جعلنا نكتشف هذه الأمور في أنفسسنا.
ما هو الحب الحقيقي؟
هو الحب الذي يدخل حياتك بلا إستئذان، يحملك إلى عالم الأحلام، ويحوّل حياتك إلى البهجة. يعلّمك الصدق والحب والإخلاص، يحوّل حزنك إلى فرح، يصبح إنساناً يعيش بداخلك وينبض حباً مع كل نبضة قلب.
هو الذي يجعلك تحبينه بجنون كحبه لك، ويشعرك بمسؤوليته تجاهك. هو الحب الذي لا يسلبك حقوقك، ولا يحاصرك بالغيرة. هو الذي يترك وراءه فراغاً إن رحل…
هو العطاء من دون مقابل، هو التضحية، التسامح، الثقة …
فهنالك الحب الذي يجعلك سعيدة جداّ والآخر الذي يجلب لك التعاسة. فعليك أن تقرري مصيرك إمّا العيش بفرح وهناء أو بحزن وكآبة. من هذا المنطلق نقدّم إليك أسوء أنواع الحب التي تغيّر حياتك رأساً على عقب. وإكتشفي هنا أسوء أنواع الحب.
الحب والتضحية
التضحية كلمة رائعة وجميلة تحمل في طياتها الكثير من الحب، والكثير من الصدق والمشاعر النبيلة تجاه من نحب. فلا شيء أجمل من أن يضحّي المرء من أجل حبيبه.
فالتضحية هي إسعاد الآخر حتى ولو على حساب سعادتك، هي التخلي عن بعض المعتقدات والعادات لإرضاء شريك الحياة.
من أجمل قصص الحب المليئة بالتضحيات، نذكر قصة "روميو وجوليت". وكيف ضحى كل منهما في سبيل الآخر. وللإضطلاع على أجمل قصص الحب التي مرت عبر التاريخ، ولمعرفة المزيد عن تضحية روميو وجوليت وقصص حب أخرى إضغطي على هذا الرابط:
التعبير عن الحب
من المعروف عن المرأة أنها أكثر قدرة للتعبير عن المشاعر من الرجل. وخصوصاً مشاعر الحب، الشوق واللهفة والراحة والغيرة والشهوة الجنسية. هذا لا يعني أن الرجال لا يعبرون ولا يشعرون بالحب، بل لديهم صعوبة في الكلام عنه.
فالرجال يحبون سماع الكلام الرومانسي من الزوجة حتّى وإن لم يطلبوا ذلك بشكل واضح. فالرجل كالطفل يحبّ أن يشعر بحنانك ودفء كلماتك، لذا عليك أن تعبّري له عن حبك وشوقك ببعض العبارات الجميلة، وليس الإكتفاء فقط بكلمة "أحبك".
إضغطي على الرابط لاكتشاف أجمل العبارات الرومانسية، وكلام الحب الذي يمكنك أن تقولينه لزوجك.
التمييز بين الحب والإعجاب
الحب هو شعور جميل يمدّك بالسعادة، النابعة من سعادة الحبيب. هنا تكون التضحية، والثقة، وبذل ما بوسعك لإسعاد الحبيب، وتتقبلينه كما هو.
أمّا الإعجاب، فهو شعورك بالإنجذاب إلى شخص ما، هذا الشعور يجعلك فضولية وترغبين في التعرف إلى هذا الشخص عن كثب. لكي تصلي في النهاية إمّا إلى الحب معه، أو تنسينه مع مرور الوقت. من علامات الحب والإعجاب:
– أمام الشخص الذي تحبينه يخفق قلبك بقوة، لكن أمام الشخص المعجبة به ستكونين سعيدة.
– ترغبين بتمضية أطول وقت ممكن مع الحبيب، حيث تنسجمين بالحديث ويمر الوقت من دون أن تشعري به.
– الشعور بالحب يبدأ من العيون،لكن الشعور بالإعجاب يبدأ من حاسة السمع.
– وجود الحبيب بجانبك يعطي الدعم الكافي للتقدم.
الغيرة والحب
الغيرة في الحبّ ضرورية جدّاً فهي تعبير عن عمق المشاعر، شرط أن تكون ضمن الحدود ولا تتخطّاها. فقد تتحول الغيرة من شعور بالحب إلى حب امتلاك واحتكار للآخر، وهو ما قد يولد مشاكل كبيرة تتسبب في قتل مشاعر الحب الرقيقة التي تجمع بينك وبين زوجك. ويمكنها أن تهدم الكثير من العلاقات الزوجية. فالحب الشديد يولّد الغيرة والغيرة الشديدة تقتل الحب. حيث أظهرت بعض الدراسات أنّ الانسان الذي يغار يكون واقعاً ضحية مرضين كبيرين يتجاذبانه: الخوف من تخلّي الآخر عنه، والخوف من ألا يكون على المستوى المطلوب. وبالتالي فإنّ الغيرة المفرطة تكون تعبيراً واضحاً ومباشراً عن عدم ثقة الانسان بذاته.