ثمّة فرق بين حساسية الحليب وعدم التحمّل الخلقي للاكتوز. فالأول سببه خللٌ في أداء الجهاز المناعي، بحيث يتعرّف جهاز مناعة الرضيع أو الطفل على بروتينات الحليب على أنها "مخلوقات" مؤذية وهدامة لا بدّ من التخلّص منها عبر إطلاق الأجسام المضادة (IgE) لتقوم بدورها بإصدار مادة الهيستامين المسؤولة عن أعراض حساسية الحليب.
فوائد الحليب بالنسبة إلى الأطفال
أما الثاني، فسببه عدم قدرة معدة الطفل بين عمر الشهر والثلاث سنوات على هضم اللاكتوز أو سكر الحليب بشكلٍ صحيح، بمعنى آخر، إخفاق أمعاء طفلك الصغيرة بإنتاج ما يكفي من أنزيم اللاكتاز الضروري لهضم الحليب وامتصاص عناصره الغذائية. وهذه الصعوبة في الهضم هي ما يُعرف طبياً بعدم التحمل الخلقي للاكتوز.
وبالنسبة إلى أعراض حساسية الحليب وعدم التحمل الخلقي للاكتوز، فمتشابهة إلى حد ما. وفي حين تطال أعراض الحساسية مجموعة من الأجهزة وتأتي على شكل طفح جلدي وهبات ساخنة وتقيؤ وإسهال وألم في المعدة وصفير عند التنفس وأنف جارٍ وعيون دامعة، تقتصر أعراض عدم التحمل الخلقي للاكتوز على منطقتي المعدة والمصران وتأتي على شكل انتفاخ في البطن وألم في المعدة وإسهال وغازات وتقيؤ.
وإن كان طفلكِ مصاباً بحساسية الحليب، فعليكِ أن تلغي الحليب ومشتقاته من نظامه الغذائي بالكامل. أما إن كان يعاني من أعراض عدم التحمل الخلقي للاكتوز، فيمكنه أن يتحمّل الحليب نوعاً ما. ومعظم من هم في مثل حالته، يستطيعون شرب الحليب بمعدل نصف كوب يومياً، ويمكنهم مبدئياً أن يتناولوا مروحة واسعة من منتجات الحليب، بما في ذلك الزبدة والأجبان واللبن والآيس كريم والحليب الخالي من اللاكتوز. ويمكنهم كذلك أن يتناولوا حبوب أنزيم اللاكتاز قبل شرب الحليب لتلافي الأعراض.