تواجه المرأة الحامل خلال يومها الكثير من التحديات، تبدأها مع محاولة العثور على ملابس مريحة تُلائم جسمها الذي يتّسع ويتمدّد يوماً بعد يوم، وتنتقل منها إلى مكافحة الغثيان الصباحي والإرهاق فيما تحاول عبثاً تنفيذ بعض المهام المطلوبة منها في العمل، وصولاً إلى السعي من أجل تناول مأكولات وأطباق تُرضي شهيتها الكبيرة من دون أن تؤذي معدتها وتحضّها على التقيؤ. باختصار، تقضي المرأة الحامل يومها في محاولة إرساء التوازن بين هذه وتلك من الأمور. وعندما يحين الوقت كي تسترخي وترتاح في فراشها، تواجهها صعوباتٌ كثيرةٌ من نوعٍ آخر تجعل النوم في قاموسها مهمّة شبه مستحيلة:
* في الدقائق الأولى، تشعر المرأة بهبات ساخنة وحرّ شديد لا يُحتمل مع العلم أنّ أجواء الغرفة منعشة والمكيّف يعمل بأقصى قوّته.
* وفي الدقائق التالية، يتغيّر شعورها إلى الإحساس بالبرد القارس وتنتابها القشعريرة.
* فجأةً، يحين موعد دخولها إلى المرحاض الذي لم يمرّ على زيارتها الأخيرة له أكثر من 20 دقيقة.
* بعدئذٍ، تعود المرأة إلى فراشها على أمل الحصول على القليل من النوم، ولكن هذه المرة سيكون عليها مواجهة الآلام والتشنجات في ساقيها جراء التعب الشديد.
* وإن لم تكن آلام الساقين سبباً كافياً لجعل ليلة المرأة الحامل سيئة، يأتي بطنها الكبير ليقضي على كل أملٍ لها بالرّاحة. * وبعد جهدٍ جهيد، تنجح المرأة بالنوم قليلاً لتستفيق فجأةً على صوت شخيرها وركلات جنينها الذي يجد في استلقائها فرصةً ليتحرّك ويقفز على سجيّته.
* ويمرّ الوقت وتعود المرأة لتغط في النوم. وعلى الفور، تحلم بالطعام وتبدأ معدتها بالهدير. فتستيقظ من أحلامها وفي نفسها رغبة جامحة بالحصول على قطعة حلوى بالشوكولا.
* وبما أنّ الطفل يحصل على ما يريده… تتوجّه المراة نحو المطبخ لتُشفي شهيّتها، فتُقابلها حرقة قوية ومزعجة في المعدة تليها بعد دقائق حاجة ملحّة للتقيؤ.
* عندئذٍ، تُقرر الحامل أن تُنهي صراعها المرير مع النّوم وتبقى مستيقظة…