ربّما قد سمعتِ سابقًا عن مصطلح “التّخبيب”، ولكن هل تعرفين معناه؟ وماهو التخبيب بين الزوجين على وجه الخصوص؟
نشهد مؤخّرًا الكثير من حالات الطّلاق بسبب طرف ثالث يدخل في حياة الزوجين ويفسدها عليهما بأكثر من طريقة، إمّا رغبةً في تهديم الأسرة. ولكن، ماهو التخبيب بين الزوجين؟ خيبة الامل في الزوج.. متى تكون النهاية هي الحلّ الوحيد؟
ماهو التخبيب بين الزوجين
التخبيب بين الزوجين هو كالفايروس الفتّاك الذي ينخر بينهما فيحرّض طرفًا على الآخر. في التّخبيب يتمّ إفساد الرّجل على زوجته أو الزّوجة على زوجها، رغبة في الأذيّة والتّسلية بحياة الآخرين.
قد يأتي التّخبيب من الأصدقاء أو الأقرباء، ممّا يجعل أحد الزوجين غير راضٍ عن حياته، وذلك من خلال مقارنة حياته بحياة الآخرين.
مثال واقعي: تقول إحدى الزّوجات “كانت لي صديقة مقرّبة وقد حضرت إلى منزلي ذات يوم. فور وصولها، راحت صديقتي تنتقد أغراض منزلي، وتقارن حياتي بحياة صديقة مشتركة بيننا، مسلطةً الضوء على ما يقدمه زوج صديقتنا لها من مشاعر وحب وهدايا وراحة بال. لم أنم تلك الليلة وأنا أفكر في تقصير زوجي تجاهي، وكانت هذه الأفكار تراودني وتكبر في داخلي يومًا بعد يوم، حتّى أصبحت لا أطيق زوجي وأشعر بالنفور منه. راحت الأمور تتفاقم بيني وبين زوجي حتى وصلنا إلى مرحلة الانفصال، عندها قررنا أن نحكم بيننا أحد الشيوخ الحكيمين في البلدة. اعراض الصدمة العاطفية عند المرأة.. علامات خطيرة لا تتجاهليها!
وبعد جلسة انفرادية وسؤال الشيخ عن سبب نفوري من زوجي أخبرته بالحديث الذي دار بيني وبين صديقتي فأخبرني بأنّ هذا ما يُسمّى بالتّخبيب، أي دخول شخص ما بين طرفين وإفساد علاقتهما. راجعتُ نفسي كثيرًا واكتشفتُ كم كنت مخطئة عندما رحت أقارن حياتي بحياة الآخرين، وأكملت رحلتي الزوجية بسعادة تامّة، خصوصًا بعدما أخبرتني صديقة مشتركة بإعجاب تلك الصديقة التي زارتني بزوجي! منذ ذلك الوقت لم أعد أسمح لأحد بأن بتدخل في حياتي الزوجية .
كيف تتعاملين مع من يحاول إفساد حياتكِ الزوجيّة؟
يحتاج العديد من الأزواج إلى نصائح زواج حول كيفية الدفاع بنشاط عن علاقاتهم من التدخل الخارجي. وذلك لأنه كبشر، هناك العديد من الأشخاص أو المصالح التي تتنافس على اهتمامنا في أي وقت من الأوقات، مثل العائلة والأصدقاء والأطفال والعمل والهوايات. يمكن أن يكون هذا التدخل مدمرًا في غياب الحدود المناسبة.
ضعي حدودًا صحية!
إذا كنتِ تعرفين أن شخصًا ما لديه سلوكيات سامة، فحددي مقدار الوقت الذي تقضينه معه. إذا لم يكونوا أشخاصًا ذي ثقة، فكوني حذرة من مقدار المعلومات الشخصية التي تخبرينهم بها. تذكري أن أي شخص يستنزفك في كثير من الأحيان، أو تشعرين أنه يحدك من أن تكوني شخصًا أفضل، يجب أن يكون فقط حولك وحول عائلتك من حين لآخر.
واجهي الشخص حول السلوك المحدد الذي يظهره من حولك
عليك أن تكوني حذرة جدًا في كيفية الاقتراب منه أو منها. أنتِ لا تريدين أبدًا أن تتكبدي عناء التفكير في ما يقولونه لكِ. وفي كثير من الأحيان يمكن للأشخاص السامين وضع جدران لحماية أنفسهم من التعرض للأذى. عندما تواجهينهم بكل صراحة في الأمور التي يحاولون التدخل فيها، سوف تساهمين في التخلص من هذه المشكلة.
في بعض الأحيان تتطلب الأوقات القاسية اتخاذ تدابير جذرية
قد تحتاجين إلى التفكير في قطعها من حياتك. يمكنك أن تحبي الشخص، ولكن ليس عليك تحمل سلوكياته، خاصة إذا كان ذلك يؤثر على زواجك وعائلتك بطريقة سلبية. هذا يبدو قاسياً، نحن نعلم، ولكن عليكِ أن حماية زواجك بكل ما لديك، حتى لو كان ذلك يعني التخلص من شخص سام. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن 12 خطوة يومية لا تهمليها للمحافظة على صحتك النفسية!
تدخل الأقارب في الحياة الزوجية
يتدخل الأصهار والأصدقاء في الزواج طوال الوقت، لكنهم ليسوا المشكلة الحقيقية. المشكلة الحقيقية هي أن العديد من الأزواج ليس لديهم أي فكرة عن كيفية وضع الحدود والتواصل مع أسرهم وأصدقائهم. وضع الحدود أمر صعب بشكل خاص للأزواج الذين يعتمدون ماليًا أو عاطفيًا على أسرهم أو أصدقائهم.
على سبيل المثال، من الصعب إخبار الأصهار أنه لا يمكنهم الدخول وقتما يريدون إذا كانوا يساعدونك في دفع الفواتير. من الصعب أيضًا إخبار الأصدقاء بعدم التدخل في زواجك عندما تخبرينهم بكل ما يحدث في الزواج.
يجب أن تعرفي حدودك الجسدية والعاطفية والعقلية والروحية من أجل وضع حدود. هذا يعني تحديد ما يمكنك تحمله وما يجهدك. عندما تراقبين، ستعرفين بالضبط ما يجب أن تكون عليه حدودك. الخطوة التالية هي توصيل هذه الحدود معًا كزوجين للعائلة والأصدقاء. أخبريهم بما يزعجك وناقشي كيف يمكنك العمل معًا لمعالجة المشكلة.
برأيي الشّخصي كمحررة، هذه النصائح للزواج هي بمثابة هدية رائعة للعروسين حديثي الزواج، والأزواج الأكبر سنًا الذين يرغبون في زواج سعيد. إذ تكمن السّعادة الزوجية في مدى الحفاظ على الخصوصية ومنع أي طرف ثالث في المشاركة بين الزوجين.
