يُعَدّ إجراء تحاليل الحمل في الشهر الثاني من الخطوات الضرورية التي تساعد الأم على التأكد من سلامة حملها ومتابعة تطوّر الجنين بطريقةٍ صحيّة. خلال هذه المرحلة، يبدأ جسم الأم في التكيّف مع التغيرات الهرمونية والفسيولوجية. مما يستدعي مراقبة دقيقة لضمان عدم وجود أي مشاكل صحية قد تؤثّر على نمو الجنين في الرحم.
من الضروري أن تكون كل حامل على دراية بالفحوصات اللازمة في هذه الفترة. إلى جانب معرفة النسب الطبيعية لهرمون الحمل، والاحتياجات الأساسية للجنين ليتمكن من النمو بشكل سليم. لذا، في هذا المقال، سنقدم دليلًا شاملًا يغطي جميع هذه الجوانب، معتمدين على أحدث الدراسات والمصادر الطبية الموثوقة.
ما هي فحوصات الشهر الثاني من الحمل؟
ما هي تحاليل الحمل في الشهر الثاني ؟ مع بداية الشهر الثاني من الحمل، تبدأ الأم في الخضوع لمجموعة من الفحوصات الطبية التي تهدف إلى تقييم حالها الصحّية وتطوّر الحمل بشكل طبيعي. هذه الفحوصات ليست فقط للكشف عن وجود الحمل. بل أيضًا للتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية قد تؤثر على نمو الجنين. تشمل هذه الفحوصات ما يلي:
الفحوصات المطلوبة:
- فحص الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): يُجرَى هذا الفحص لتأكيد وجود الجنين داخل الرحم، وتحديد عدد الأجنّة، وقياس عمر الحمل بدقة. كما يسمح بمراقبة نبض القلب، وهو مؤشر مهم على صحة الجنين. وفقًا لموقع Mayo Clinic، يساعد إجراء هذا الفحص في الكشف عن أي تشوّهات مبكرة للجنين قد تتطلب متابعة خاصة.
- تحليل الدم الشامل (Complete Blood Count – CBC): يهدف هذا الفحص إلى التحقق من مستويات الهيموغلوبين وكريات الدم البيضاء والحمراء. ممّا يساعد في اكتشاف وجود فقر الدم أو أي اضطرابات مناعية. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم لفحص مستويات الصفائح الدموية التي تؤدّي دورًا مهمًا في تخثّر الدم. Cleveland Clinic
- فحص فصيلة الدم وعامل RH: يُجرى هذا التحليل لتحديد توافق فصيلة دم الأم مع الجنين. في حال كان عامل الريسوس (RH) للأم سالبًا والجنين موجبًا، قد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية. ممّا يستدعي تلقي حقنة Anti-D في الوقت المناسب. American College of Obstetricians and Gynecologists
- اختبار مستويات السكر في الدم: يهدف إجراء هذا الفحص إلى التأكد من عدم إصابة الأم بسكري الحمل، الذي قد يؤثر على نمو الجنين ويزيد من خطر الولادة المبكرة. وفقًا لجمعية السكري الأمريكية، تُعد السيطرة المبكرة على مستويات السكر ضرورية لحماية صحة الأم والطفل. American Diabetes Association
- اختبارات الأمراض المنقولة جنسيًا (STDs Tests): تتضمن هذه الفحوصات الكشف عن الأمراض مثل الزهري، والتهاب الكبد الوبائي B وC، وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV). هذه الفحوصات ضرورية لأنها تساعد في الوقاية من انتقال العدوى إلى الجنين. Centers for Disease Control and Prevention (CDC)
- تحليل البول (Urinalysis): يُجرى هذا الفحص للكشف عن وجود أي التهابات بولية، أو بروتين زائد قد يشير إلى بداية تسمم الحمل. كما يساعد في الكشف عن أي مشاكل في الكلى يمكن أن تؤثر على الحمل.
كم يجب أن تكون نسبة هرمون الحمل في الشهر الثاني؟
يؤدّي هرمون الحمل، المعروف باسم Human Chorionic Gonadotropin (hCG)، دورًا أساسيًا في دعم استمرار الحمل. ترتفع مستويات هذا الهرمون بشكل سريع خلال الأسابيع الأولى من الحمل، وتتضاعف تقريبًا كل 48 إلى 72 ساعة. وفقًا لموقع American Pregnancy Association، تتراوح نسبة هرمون الحمل في الشهر الثاني (من الأسبوع الخامس إلى الثامن) بين 1,080 إلى 56,500 ملي وحدة دولية/مل.
من الجدير بالذكر أن هذه الأرقام قد تختلف من امرأة إلى أخرى. لذلك يُنصَح دائمًا بمراجعة الطبيب لفهم ما إذا كانت مستويات الهرمون لديك طبيعية بناءً على حالك الخاصّة. إذا كانت النسبة أقل من المتوقع، قد يشير ذلك إلى وجود مشكلة في الحمل. مثل الحمل خارج الرحم أو خطر الإجهاض. أمّا إذا كانت النسبة أعلى من المتوقع، فقد يشير ذلك إلى وجود حمل متعدّد (توأم أو أكثر).
ماذا يحتاج الجنين في الشهر الثاني؟
بعد التعرّف على تحاليل الحمل في الشهر الثاني في ما سبق، يُطرَح السؤال التالي: ماذا يحتاج الجنين في الشهر الثاني؟ خلال الشهر الثاني، يمر الجنين بمرحلة نمو حاسمة، حيث تبدأ الأعضاء الأساسية بالتشكل، مثل القلب، والدماغ، والكبد. بالإضافة إلى ذلك، تبدأ الأطراف في الظهور، وتتشكل العيون والأذنان بشكل أوضح. لضمان تطور صحي، يحتاج الجنين إلى عدة عوامل أساسية، تشمل:
- التغذية السليمة: يعد تناول الطعام المتوازن والغني بالفيتامينات والمعادن أمرًا ضروريًا في هذه المرحلة. وفقًا لموقع National Institutes of Health (NIH)، تحتاج الحامل إلى تناول 400-800 ميكروغرام يوميًا من حمض الفوليك، لتجنب تشوهات الأنبوب العصبي لدى الجنين.
- الراحة الكافية: من المهم أن تحصل الأم على قسط كافٍ من النوم. حيث يساعد النوم الجيد على تعزيز نمو الجنين وتجنب التوتر الذي قد يؤثر سلبًا على الحمل.
- الابتعاد عن المواد الضارة: يشدد الأطباء على ضرورة تجنب التدخين والكحول وبعض الأدوية التي قد تؤثر سلبًا على تطور الجنين. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يرتبط التدخين أثناء الحمل بزيادة خطر ولادة طفل منخفض الوزن. World Health Organization (WHO)
- المتابعة الطبية المنتظمة: من الضروري أن تتابع الحامل مع طبيبها بشكل دوري لمراقبة تطور الجنين والكشف المبكر عن وجود أي مشاكل صحية.
الخلاصة
في الختام، يُعَدّ إجراء تحاليل الحمل في الشهر الثاني خطوة أساسية لضمان سير الحمل بشكل صحي وسليم. من خلال إجراء الفحوصات اللازمة، ومراقبة مستويات هرمون الحمل، والاهتمام باحتياجات الجنين، يمكن للأم أن تساهم بشكل فعّال في حماية نفسها وجنينها من أي مضاعفات. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن مشاكل الحمل في الشهر الثاني.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن التوعية حول هذه الفحوصات والالتزام بها لا يحمي فقط صحة الأم.بل يمنحها أيضًا شعورًا بالاطمئنان والثقة في أن حملها يسير بشكل طبيعي. لذا، أنصح كل حامل بعدم التردد في استشارة الطبيب والالتزام بجميع الفحوصات الضرورية لضمان أفضل بداية ممكنة لطفلها القادم.
