الحياة بحد ذاتها مدرسة لا تكف عن اعطائنا الدروس والخبرات التي نحملها معنا في كل مرحلة منها وحتى اليوم الأخير. وفي الحياة أمور كثيرة تنطبع في الفرد من خلال الخبرات والتجارب التي يمر فيها. وطبعًا، بالنسبة الى المرأة بشكل خاص فحياتها قبل ان تصبح أمًا تختلف كثيرًا عن ما بعدها!
أنا كأم وقبل أن أصبح أمًا كنت أعيش حياتي كما يحلو لي، أقوم بكل ما يسعدني أنا وزوجي، نسافر، نتنزه ولا نأبه لأي شيء آخر. أما بعد الإنجاب فأمور كثيرة قد تغيرت، بدأت أتعلم درسًا تلو الآخر، وصحيح أن تحمل المسؤولية هو من أكثر الأمور التي تبدّلت في حياتي وفي شخصيتي والذي تعلمته من خلال غريزة الأمومة التي ولدت في داخلي منذ اليوم الأول من حملي. الا أن أهم الأمور التي تعلمتها من أمومتي هي الصبر والصبر ثم الصبر!
بدأت أتعلم الصبر منذ اليوم الأول لي كأم، أحاول إطعام طفلي الذي لا يكف عن البكاء، أقوم بكل ما بوسعي لأجعله ينام ولكنه لا يرضخ لكل محاولاتي اليائسة هذه.
وقبل ولادة طفلي، لم أكن أتحمل رؤية الأطباق المتسخة في المجلى او الأغراض في غير أمكانها، الا أن طفلي كان يجبرني على الصبر والرضوخ للواقع فكنت اضطر لتركها على حالها للإهتمام به وبحاجاته.
وعندما بدأ يكبر سنة تلو ألأخرى، بدأ مشواره المدرسي يمدني أكثر بالصبر الذي كنت أفتقده سابقًا، فليس علي تحمل نوبات عناده فحسب بل بت مشرفة على دروسه وآدائه في المدرسة وفي المجتمع كذلك الأمر وكلي عزم وإصرار على مساعدته للنجاح والتقدم وهذا جل ما أتمناه كأم. وأخيرًا، الأمومة علمتني الكثير وجعلتني أملك أثمن ما في الحياة وهم أطفالي!
إقرأي أيضًا: الأمومة… الوظيفة الأصعب في العالم!