التلقيح الصناعي والحقن المجهري إجراءان طبّيّان يتمّ اللّجوء إليهما لمساعدة الأزواج الّذين يعانون من مشاكل عقم مُعيّنة في الإنجاب.
يختار أغلب الأزواج، الذين قطعوا الأمل بالحمل والإنجاب بالطريقة الطبيعيّة والأساليب التقليدية، إجراء أحد أنواع التخصيب الصناعي كحلّ أخير لمشاكل الإنجاب لديهم. ومن أبرز هذه المشاكل: مشاكل في إنتاج البويضات لدى المرأة أو الحيوانات المنويّة لدى الرجل، تعرّض المرأة للإجهاض المُتكرّر، تشوهات الرحم أو مشاكل في الأنابيب لديها. كما قد يلجؤون اليها في حال كانت المرأة متقدّمة في السنّ لأنّ فرص الحمل الطبيعي تقلّ مع الوقت، أو في حال وجود خطر نقل الأمراض الوراثية إلى الأطفال. أو بكلّ بساطة قد يختار الأزواج اللجوء الى هذه التقنيات لعدم وجود أسباب واضحة لعدم القدرة على الحمل. فما هي هذه التقنيات، الفرق بينها ومخاطرها؟
التلقيح الصناعي داخل الرحم وطريقة تنفيذه
التلقيح الصناعي هو عملية تقنيّة تُستخدم لتحقيق الحمل عبر إدخال الحيوانات المنويّة مباشرةً الى داخل رحم المرأة بشكل اصطناعي، بدلاً من طرق الإخصاب الطبيعيّة.
يتمّ إجراء التّلقيح الصناعي داخل الرحم باتّباع المراحل الأساسيّة التّالية:
- مراقبة الإباضة والتحقّق من مؤشراتها لتحديد توقيت التلقيح.
- جمع الحيوانات المنويّة من الزوج في أنبوب.
- حقنها مباشرة داخل رحم المرأة.
ويجب انتظار انقطاع الدورة لإجراء اختبار الحمل للتأكّد من حدوثه كما في حالة الحمل الطبيعي، ولكن يمكنك أن تتعرّفي على أبرز علامات نجاح التلقيح.
مصدر الصورة: Freepik
الحالات التي تستدعي التلقيح الصناعي
تُستخدم هذه التقنيّة في حالات محدّدة تكون مُشكلة العقم ناتجة عنها، وأبرز هذه الحالات:
- اضطرابات السائل المنوي والحيوانات المنويّة، كقلّة عدد أو ضعف حركة الحيوانات المنويّة ما يؤدّي الى صعوبة وصولها إلى البويضة.
- صعوبات في الحمل من دون معرفة سبب واضح للعقم.
- تشوهات الرحم، انسداد عنق الرحم أو مشاكل مشابهة، تُعيق وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.
الحقن المجهري وطريقة اجراءه
يُعرَف الحقن المجهري أيضًا بالتلقيح الصناعي خارج الجسم، وهو إجراء طبّي مخبري يُعتبر أكثر تطوّرًا من التلقيح الصناعي التقليدي، حيث يتضمن مراحل إضافية تحدث خارج الجسم كتخصيب البويضات في المختبر، ونقل الأجنة مُتكونةً إلى داخل الرحم. وفي هذا السياق، اليك تجربتي مع الحقن المجهري بالتفصيل.
تتم عملية الحقن المجهري باتّباع المراحل التّالية:
- إعطاء المرأة علاج لتحفيز نمو المبيض ونضج البويضات.
- جمع البويضات من المبيض باستخدام إبرة رفيعة يتمّ ادخالها عبر الجلد.
- جمع الحيوانات المنوية من الزوج عبر تعبئتها في أنبوب خاص.
- التخصيب عن طريق إضافة البويضات إلى المحلول الذي يحتوي الحيوانات المنويّة في المختبر، وتحت مراقبة دقيقة بواسطة المجهر.
- نقل الأجنة بعد تكوّنها إلى رحم المرأة، بإدخالها بأنبوب رفيع عبر عنق الرحم. وبهدف زيادة فرص الحمل يتمّ وضع أكثر من جنين.
- وبعد إتمام العمليّة، يتوجّب على المرأة الانتظار حتّى اجراء اختبار الحمل لتأكيد ثبات حمل أطفال الأنابيب.
أسباب استخدام الحقن المجهري
يتمّ الاتّجاه عادةً الى الحقن المجهري في حالات العقم الأكثر تعقيدًا، كمشاكل أو عوامل تجعل التلقيح داخل الجسم غير فعّال، إذ يتيح مزيدًا من السيطرة على عمليّة التخصيب، مما يزيد من فرص الحمل الناجح.
ومن أبرز الحالات الطبيّة التي تتطلّب هذا الإجراء:
- انخفاض جودة البويضات عند المرأة أو جودة الحيوانات المنوية عند الرجل.
- مشاكل أو تشوّهات في الأنابيب أو الأنسجة المحيطة بالرحم تعيق مرور البويضات أو الأجنة.
- محاولات حمل كثيرة غير ناجحة ولمدّة طويلة.
- وجود خطر انتقال أمراض وراثية معروفة الى الأطفال، فتتمّ هذه العمليّة لاختيار أجنّة أصحّاء.
مصدر الصورة: Freepik
مخاطر التلقيح الصناعي داخل الرحم والحقن المجهري
يٌعتبر كلًّا من التلقيح الصناعي والحقن المجهري آمنان، ولكن قد تحصل بعض الأعراض الجانبيّة، إضافةً الى التأثيرات النفسيّة والعاطفيّة على كلا الزوجين.
ومن أبرز هذه المخاطر:
- الحمل المتعدد الذي قد يزيد من مخاطر الحمل مثل الإجهاض أو الولادة المبكرة.
- انتفاخ البطن والحكة والغثيان التي قد تُسبّبها العقاقير المستخدمة لتحفيز المبايض
- عدم نجاح الحمل بسبب عدم تكيّف الجنين وجدار الرحم.
- إحتمال الإصابة بالعدوى نتيجة إدخال أدوات طبية إلى الجهاز التناسلي.
- تكوين كيسات بسبب استخدام الهرمونات في جمع البويضات والتي قد تحتاج إلى رعاية طبية إضافية، وهذا في حالة الحقن المجهري.
- إمكانيّة حدوث مشاكل خلال إدخال الإبر أو جمع البويضات، مثل التهاب أو نزيف.
- مخاطر محتملة لعدم نجاح نقل الأجنة إلى الرحم، وبالتّالي عدم نجاح الحمل.
- ازدياد خطر الإصابة بتعقيدات الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل سكّري الحمل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من الضروري استشارة طبيب أخصّائي عقم، قبل اتّخاذ قرار الخضوع لأي من هذه الإجراءات. وسيقوم الطبيب بتحديد الإجراء الأنسب بناءً على تقييم شامل للتاريخ الطبي للزوجين ونتائج الفحوصات اللازمة لتحديد أفضل خطّة علاجية واختيار نوع التخصيب الصناعي الذي يجب القيام به أوّلًا وفقًا للحالة، وتقييم فرص نجاحه والمخاطر الشخصيّة المحتملة. وإذا أردت، يمكنك الإطّلاع على الممنوعات بعد التلقيح الصناعي.
