تندرج متلازمة اسبرجر ضمن إطار الحالات العديدة التي ينطوي عليها مرض التوحّد، وتُعرّف على أنها أحد أنواع الاضطرابات العصبية الحيوية التي تظهر على شكل صعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل والابتكار وتطوير المهارات المعرفية.
وفي الإجمال، يتمكّن الطبيب من تشخيص متلازمة اسبرجر في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخمس والتسع سنوات. فالأعراض تبدو أكثر وضوحاً في هذه المرحلة العمرية. ولكن هذا لا يمنع من أن تتربّصيها وتُحاولي الكشف عنها في عمرٍ صغير.
اقرأي أيضاً: علامات التوحّد في عمر السّنتين
وفيما يلي بعض العلامات الخطيرة لمتلازمة اسبرجر في الأطفال ما بين العام الأول والثلاثة أعوام:
الصّعوبة في التواصل
قد لا يجد الطفل المصاب بمتلازمة اسبرجر صعوبةً في الكلام، لغةً ومفردات. ولكنّه سيجد صعوبةً حقيقيةً في التواصل والتعبير عن نفسه. فترينه يتكلم ويتكلّم ويتكلّم من دون أن ينجح في إيصال فكرته.
الصّعوبة في التركيز على أنشطة جماعية
يمكن للطفل المصاب بمتلازمة اسبرجر أن يجد صعوبة في القيام بأي نشاط يتطلّب تركيزاً من قبل جماعة، كالجلوس مع والديه لقراءة قصة والنظر معهما إلى الصور لتتبع الأحداث.
الصّعوبة في الإشارة إلى الأشياء
في الإجمال، ينجح الطفل منذ العام الأول في الإشارة إلى الأشياء التي يرغب فيها، ولكن بالنسبة إلى الطفل المصاب بمتلازمة اسبرجر، الأمر مختلف تماماً.
الصّعوبة في استعمال حركات اليدين
من الممكن أن يجد الطفل المصاب بمتلازمة اسبرجر صعوبةً في القيام بأبسط حركات اليدين كالتلويح مثلاً. كما من الممكن أن يتأخّر في تحقيق هذه المعالم التنموية نتيجة عدم ارتياحه للتفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
فقدان التواصل غير الشفويّ
الأرجح أن يجد الطفل المصارب بمتلازمة اسبرجر صعوبةً في النظر في عيون الآخرين، والكشف عن مكنونات قلبه من خلال تعابير الوجه. وفي بعض الحالات، قد يكون للطفل المصاب بعض حركات الجسم واليد غير الاعتيادية.
تأخّر المهارات الحركيّة
قد يتأخّر الطفل المصاب بمتلازمة اسبرجر في تطوير مهاراته الحركية أم قد لا يطورها البتة. ويمكنكِ الكشف عن هذا التأخر إن كان صغيرِك يمشي على أصابعه مثلاً أو يجد صعوبةً في الدخول إلى المرحاض أو اللعب في الطابة وإلى ما هنالك. وفي أكثرية الحالات، يتصرّف الطفل المصاب بطريقة خرقاء ولا يركّز أبداً على ما يفعل.
الحساسية المفرطة
في أغلب الأحيان، يشعر الطفل المصاب بمتلازمة اسبرجر بحساسية كبيرة تجاه الأضواء والأصوات، إلى جانب حساسية خاصة إزاء لمسة الأشخاص وملمس الأقمشة.
الصّعوبة في التعاطي مع الأوضاع الاجتماعية
الأرجح أن يجد الطفل المصاب بمتلازمة اسبرجر صعوبةً في التفاعل مع الآخرين، إذ يعتبر اللعب مع الأطفال من عمره تحدياً كبيراً.
والجدير ذكره أنّ ظهور الأعراض السالفة الذكر في الأطفال ما بين العام الأول والثلاثة أعوام قد يكون جزءاً من مسيرة نموّهم ولا يعني بالضرورة أنهم يعانون من حالة طبية معيّنة. ومع ذلك، تنصحكِ "عائلتي" بأن تُبقي طفلكِ تحت ناظريكِ وتُراقبي نمط تصرّفه عن كثب، وتُطلعي طبيبه على أي سلوكيات تجدينها مُقلقة.
اقرأي أيضاً: هل تظهر سِمات التوحّد على الطفل من دون أن يكون مريضاً؟