سألت نفسي مراراً وتكراراً "ما الذي أوصلنا إلى تلك الحال" ونحن كنا من الثنائيات التي يُضرب بها المثل؛ فالحب كان يشع من عيوننا وفكرة الطلاق لم تكن أبداً في الحسبان!
ولكن، بعد 5 سنواتٍ من الزواج، ازدادت ضغوطات الحياة، ومعها المشاكل التي جعلتنا شخصين مختلفين عن اللذين التقيا ببضعهما للمرّة الأولى… ومع هذه التّجربة، تعلّمت الكثير خصوصاً وأنّه كان بالإمكان إنقاذ هذا الزواج لو:
تحلينا بالصبر
وفقاً لما عشته خلال هذه التجربة، أعتقد أنّ الصبر هو من أهم المفاتيح التي تساهم في استمرار الحياة الزوجية. الصّبر أو "النفس الطويل" حيث يُمكنك العد للعشرة قبل التفوه بأي كلمةٍ أو جملةٍ قد تدمّر كل شيء ولا تترك أي مجالٍ للعودة إلى الوراء.
لا تتركي نفسك للغضب، إبتعدي قليلاً حتى تهدئي ومن بعدها اجلسي مع زوجك وتناقشا بهدوء، والأهم هو أن تختاري الوقت المناسب؛ فالوقت يلعب دوراً بالغ الأهمية في التأثير على مجرى الحديث بينكما.
تشاركنا همومنا
لقد أخطأت حين اعتقدت أنّ عدم الحديث عما يزعجني قد يوفّر عليّ الدخول في مشاكل وخلافاتٍ زوجية لا تنتهي. فالحقيقة هي أنّ الأمور التي زعجتني قد تراكمت في داخلي حتى وصلت إلى درجة الإنفجار.
سواء كنتما تخططان للزواج، متزوجان حديثاً، أو تسعيان كل ما في وسعكما لنجاح زواجكما، عليكما أن تعرفا أنّ الزواج يجعلكما شخصاً واحداً، ما يعني أنّكما تحتاجان إلى التفكير سوياً، ومشاركة همومكما ومشاكلكما وعدم التكتم عنها. فالكتمان يولّد هوّة والهوّة إهمال ومن بعدها عدم اهتمام، فتعيشان تحت سقفٍ واحدٍ وكأنّكما مستأجران، وهو أمرٌ لا يُطاق!
منحنا الأولوية لعلاقتنا
وأخيراً، لو وضعنا علاقتنا في الأولوية وجعلنا هدفنا استمرار حياتنا الزوجية، لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم! بدلاً من ذلك، انشغلنا بهموم الحياة وجعلناها تقف في ما بيننا.
الزواج ليس فستان عرسٍ ومكياج وسهرة وتسريحة شعر، هو حياة لا يُمكن القول عنها بأنها حياة سهلة وسعيدة كما في قصص الخيال؛ هي حياة تتطلّب الصبر، والنضال، والتضحية، والتفكير معاً كشخص واحد وليس كشخصين منفصلين… لقد سمعت سابقاً كثيراً عن حالات الطلاق، ولم أكن أعلم يوماً أنها ستطالني!