مع تغيّر المناهج التربوية بشكل جذريّ، بدأنا نلحظ في الآونة الأخيرة ميل بعض المدراس حول العالم إلى فصل صفوفها ما بين فئتين "مجتهدة" و"غير مجتهدة"، لتتضارب الآراء حول هذه الظاهرة ما بين مؤيد ومعارض… فأي طرف يُعتبر على حقّ، إن أخذنا إستفادة التلميذ كمعيار أساسي؟
هذا ما أراد الباحثون في جامعتي جامعة Bourgogne وCNRS التوصّل إليه، بعد أن أجروا دراستهم على حوالي 20 ألف طالب من مختلف المستويات التعليمية. وبعد فترة من الأبحاث، تمّ التوصّل إلى النتيجة التالية: التلميذ الذي تلقّى تعليمه ضمن الفئة المصنّفة "مجتهدة" حقّق تقدماً بمعدّل نقطتين أكثر ممّا يحرزه التلميذ التي تلقّى تعليمه في الفئة "غير المجتهدة".
وبطبيعة الحال، فإن دمج هاتين الفئتين في صفّ غير متجانس يقوم بـ"تضييق الفجوات"، أي أنّ الطالب الذي يواجه صعوبة في إحراز نتائج أكاديمية متفوّقة يستفيد من مستوى زميله الأكثر إجتهاداً. ولكنّ النقطة السلبية الوحيدة في هذا السياق هي إضطرار الطلاب المتفوقين في بعض الأحيان للتأقلم مع مستوى الصفّ المعتدل، بدلاً من التنافس على مستوى عالٍ نسبياً.
لكن اللافت في الأمر هو أنّ هذه الدراسة نفسها أظهرت الفارق الكبير والمعاكس في تعامل الأساتذة مع نوع الصفّ، حيث أنّهم يركّزون بشكل أكبر على شرح المنهج وضبط الصف في فئة المجتهدين، في حين أنّهم يولون اهتماماً أكبر لتوثيق العلاقة بالطلاب وطرح اساليب أكثر سهولة ومرونة لحفظ الدروس في الفئة غير المجتهدة.
ولعلّ كلّ ما توصّلت إليه هذه الدراسة يدعم فكرة التخالط ما بين مختلف المستويات في الصفّ، علماً بأنّ الفوائد التي تطال التلامذة "الكسالى" تفوق الأثر الذي قد يبطئ ولو بشكل لا يذكر أداء الأكثر إجتهاداً!
إقرئي المزيد: نصائح عملية للتعامل مع الطفل الكسول