عبر العصور التاريخية المتعاقبة حتّى اليوم، تنظر المجتمعات للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة نظرة مختلفة وسلبية في أغلب الأحيان. في هذا السياق، أجرينا مقابلة مع د. لمى بنداق، إختصاصية في التقييم النفسي التربوي لتسليط الضوء على موضوع الأطفال ذوي الإحتياجات والصعوبات التي يواجهونها، خصوصاً في المجال التربوي التعليمي.
تحليق أول سعودي من ذوي الاحتياجات الخاصة
1* من هم الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة؟
”أن كل شخص، كل متعلم، لا يمكنه التدرج داخل النظام التعليمي العام بدون مساعدات خاصة تعليمية أو تأهيلية هو صاحب حاجة خاصة مما يلزم الأهل والجهاز التعليمي والتأهيلي بالتوقف ودراسة الوضع وإقتراح الحلول والوسائل المساندة والسعي إلى تطبيقها.“
2* كيف تختلف الصعوبات التعلمية عن الإعاقات التعلمية؟
إن التلامذة الذين يعانون من صعوبات تعلمية لا يظهر عليهم عوارض مرضية وشكلهم الخارجي مثل اقرانهم، ولذلك درجت التسمية بالإعاقة الخفية. أما بالنسبة للذين يعانون من متلازمات وإعاقات أو إضطرابات فذلك يظهر في اغلب الحالات منذ الصغر.
3* ما هي خصائص التّلامذة ذوي صعوبات التعلّم؟
* قلة الإنتباه والتركيز.
* الفشل في ربط المصدر بما يسمعه مما يعجزه عن إعطاء الإستجابة المناسبة.
* تبديل مواقع الحروف والأرقام.
* اضطراب الإدراك البصري.
* الفشل في تحديد الفكرة الرئيسة أو تسلسل الأحداث أو الحقائق الأساسيّة.
* نقص مهارات التّفاعل الإجتماعي مع الآخرين .
* قصور في إدراك الإتجاهات والأماكن ومواقعها وعلاقتها بالنّسبة لغيرها.
* تدنّي مستوى تفكير الطّفل الذي ينتج في كثير من الحالات عن تدنّي الخبرات الحسيّة.
* سيطرة التَّمثيل الحسّي العملي على تفكير الطّفل.
* زيادة الطّاقة وسيطرتها بدرجة كبيرة على أداء الطّفل وحركته.
* تدنّي تكيّف الطّفل مع العالم المحيط به.
* عدم القدرة على تصنيف الأشياء أو فهم لغة الحساب والمنطق الرياضي.
* تكرار الفشل في المهام الدّراسيّة فضلاً عن الصّعوبات اللّغوية.
4* هل نسبة الذين يعانون من صعوبات أو إعاقات تعلمية كبير؟
في عالم يشكل فيه ذوي الإحتياجات الخاصة 10% من مجمل عدد سكان الأرض، و80% منهم متواجدون في البلدان النامية حسب إتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2006. . وبناءً على دائرة الإحصاء المركزي اللبناني عام 1994 التي حددت أن 40% من الطلاب يتسربون من المدرسة بين الحضانة والثانوي. وقد بادرت وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان عام 2013 تحديد 22 نيسان من كل عام اليوم الوطني لذوي الصعوبات التعلمية، وبناء على إحصاءات شبه رسمية وجدت ان أكثر من 7% من التلامذة اللبنانيين يعانون صعوبات تعلّمية.
5* من خلال عملك ما هي أكثر صعوبات التعلّم إنتشارًا في لبنان؟
إن إضطراب قلة التركيز وكثرة الحركة Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD) ، وصعوبة القراءة Dyslexia هم من أكثر المشاكل إنتشارًا. وبطء التعلم وبعض حالات الصرع Epilepsy التي تؤثر بشكل مباشر على ذاكرة التلميذ.
6* ما هي النصيحة التي تتوجهين بها إلى الأهل؟
إن كل مشكلة أو صعوبة أو إضطراب يتم إكتشافه في بداية الطريق وتشخيصه بطريقة صحيحة، يعطي الفرصة الأكبر للعلاج وللتقدم والإكتساب. فتحديد المشكلة هو بداية العلاج. ومن ثم تتتابع الخطوات في الطريق السليم. وقد أثبتت الدراسات أن ليس هناك أي طفل غير قابل للتعلم والإكتساب.
7* هل يمكن للتلميذ الذي يعاني من صعوبة تعلمية أن يتخطى صعوبته وينجح في الحياة؟
بالطبع والدليل على ذلك العديد من المشاهير الذين عانوا من صعوبات تعلميّة وإستطاعوا الوصول إلى أعلى المراكز ففي عالم الهندسة والإختراعات والعلوم، نذكر ألبرت اينشتاين، وتوماس أديسون، والكسندر جراهام بل، وفي عالم الرّسم والكتابة نذكر ليوناردو دا فينشي، ووالت ديزني، وفي المجال العسكري والسياسي نذكر ونستون تشرتشل والجنرال جورج باتون وفي مجال الفن والتمثيل نذكر شير، وبي غولدبرغ، وسوزي هامسفير. وفي مجال الرّياضة نذكر جاكي ستيوارت ودانكون جود هيو.