ابدئي فورًا باتباع نصائح بعد القيء لتحمي نفسكِ من المضاعفات الخطيرة التي قد تتفاقم في دقائق. فالتقيؤ ليس مجرّد عرض بسيط، بل قد يكون مؤشرًا على أمراض معدية أو اختلال في توازن الجسم. قد تعانين من دوخة، وضعف عام، وحتى من انخفاض حاد في ضغط الدم، ما يجعل التعامل السريع والذكي أمرًا ضروريًا.
سنقدّم لكِ في هذا المقال العلمي مجموعة خطوات دقيقة مبنية على توصيات طبية موثوقة لتساعدكِ على التعافي السليم بعد القيء، وتفادي اقتراف الأخطاء الشائعة التي تؤدي إلى الجفاف أو تكرار الحال. سنمرّ على أبرز الأطعمة والسوائل المفيدة، ومتى يُمنع الأكل، وكيف تعيدين توازن الإلكتروليتات، ومتى عليكِ استشارة الطبيب.
أعيدي ترطيب جسمكِ فورًا
بعد القيء، يفقد الجسم كمية من السوائل والأملاح. لذلك، أولى نصائح بعد القيء هي التركيز على الترطيب. لكن لا تشربي كميات كبيرة دفعة واحدة! بل ابدئي بالحصول على رشفات صغيرة من الماء الفاتر أو محلول الإماهة الفموية كل خمس دقائق.

توصي Mayo Clinic ومراكز السيطرة على الأمراض CDC باستخدام محلول الإماهة الفموية (ORS) لأنه يحتوي نسب متوازنة من الصوديوم والبوتاسيوم. ما يساعد على استعادة التوازن الداخلي وتجنّب التشنّجات والدوخة.
إذا شعرتِ بالغثيان عند الشرب، توقّفي لدقائق، ثم عودي تدريجيًا ببطء.
امنحي المعدة وقتًا كافيًا للراحة قبل الأكل
من الضروري أن ترتاح معدتكِ لمدة تتراوح بين 30 دقيقة وساعتين بعد التقيؤ. لا تتسرّعي في تناول الطعام حتى لو شعرتِ بالجوع. لأن الأكل مباشرةً بعد القيء قد يؤثّر على المعدة ويؤدي إلى التقيؤ مجددًا.
بعد مرور الوقت المناسب، ابدئي بأطعمة خفيفة مثل:
- الموز الناضج
- الأرز الأبيض المسلوق
- التوست المحمّص من دون زبدة
- التفاح المبشور أو صلصة التفاح
تحتوي هذه الخيارات نشويات سهلة الهضم ولا تجهد الجهاز الهضمي. تجنّبي تناول الأطعمة الدهنية، والحامضة، والمبهّرة في هذه المرحلة.
راقبي علامات الجفاف بدقة
يُعَدّ الجفاف من أخطر مضاعفات القيء، وخصوصًا لدى الأطفال أو النساء الحوامل. لذا، من أبرز نصائح بعد القيء التي لا يمكن تجاهلها، هي مراقبة المؤشرات التالية:

- جفاف الشفتين واللسان
- انخفاض كمية البول أو تحوّله إلى اللون الداكن
- الدوخة عند الوقوف
- تسارع ضربات القلب
عند ملاحظة أي من هذه العوارض، من الأفضل التوجّه إلى أقرب مركز صحي أو تناول محلول الإماهة تحت إشراف طبي. في بعض الحالات، قد تحتاجين إلى تعويض السوائل عبر الوريد (IV).
راقبي السبب الأساسي للتقيؤ
القيء ليس مرضًا بحدّ ذاته، بل نتيجة لحال أخرى. لذا من الضروري التفكير في سبب التقيؤ:
- هل تناولتِ طعامًا غير نظيف؟
- هل تعانين من صداع نصفي أو تقلصات في المعدة؟
- هل ترافق القيء مع حرارة أو إسهال؟
بحسب تقرير صادر عن Johns Hopkins Medicine، فإن أسباب القيء تختلف بين العدوى الفيروسية، والتسمم الغذائي، الحمل، أو مشاكل في الجهاز العصبي. إذا تكررت النوبة أو استمرت أكثر من 24 ساعة، عليكِ مراجعة الطبيب فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة.
أعيدي بناء قوتكِ بعد يوم من القيء
في اليوم التالي، من المهم أن تعودي إلى نظامكِ الغذائي تدريجيًا. ابدئي بأطعمة طرية وسهلة المضغ، مثل:

- البطاطا المهروسة
- شوربة الدجاج الخفيفة
- الخبز الأسمر المحمّص
احرصي على تناول وجبات صغيرة متعددة بدلًا من ثلاث وجبات رئيسية. كذلك، واظبي على شرب الماء ومغلي الأعشاب المفيدة مثل النعناع أو الزنجبيل، لأنهما يهدئان المعدة ويمنعان الغثيان.
لا تنسي أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة والنوم، فالجسم يحتاج إلى طاقة لإتمام عملية التعافي.
لا تهملي الراحة النفسية بعد التقيؤ
بعد التقيؤ، لا يتأثر الجسم فقط بل تتأثر الحال النفسية أيضًا، خاصة إذا كان السبب مرتبطًا بالشعور بالتوتر أو القلق. من المهم أن تمنحي نفسكِ مساحة للحصول على الاسترخاء، بعيدًا عن الضغوط اليومية. مارسي تمارين التنفّس العميق، أو استمعي إلى موسيقى هادئة، فذلك يساعد في تهدئة المعدة أيضًا. تشير أبحاث نُشرت في Psychosomatic Medicine إلى أن الشعور بالقلق يمكن أن يفاقم اضطرابات الجهاز الهضمي، لذا من المفيد أن تعتني براحتكِ النفسية تمامًا كما تهتمين بجسدكِ من الداخل والخارج.
نكرّرها لكِ: لا تهملي أبدًا نصائح بعد القيء، حتى لو بدت بسيطة. فالعناية الصحيحة من اللحظة الأولى تقيكِ من تدهور صحتكِ أو الحاجة للعلاج في المستشفى. احرصي على شرب الماء ببطء، راقبي نفسكِ، اختاري طعامكِ بعناية، ولا تتردّدي في طلب المساعدة الطبية إذا استمرّت العوارض أو تفاقمت. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ أنّ الماء الذي تشربينه يوميًا قد يحتوي مواد مسرطنة بسبب هذا التصرف!
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن وعي المرأة بهذه الخطوات الدقيقة يمنحها القوة والسيطرة على صحّتها، حتى في المواقف الصعبة. فالعناية بالتفاصيل، مثل التمهّل في الشرب أو مراقبة علامات الجفاف، تُحدث فرقًا كبيرًا. أنصح كل امرأة بتعليم هذه النصائح لبناتها وأخواتها، لأن الوقاية تبدأ من المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب.