ام زوجي تكرهني وتغار مني منذ اليوم الأوّل لزواجي، وأنا لا أعلم الآن كيف أتصرّف لمنع هذا الأمر من التأثير على علاقتي بزوجي!
من بين قصص “الحمى والكنّة” التي لا تنتهي، اشتكت صديقة من هذا الأمر الذي بات يشكّل ضغطًا نفسيًّا كبيرًا عليها، وبدأ يُؤثّر على علاقتها الزوجيّة التي تخشى ألّا تصمد بوجه كره حماتها لها. خاصّةً مع محاولات هذه الأخيرة لافتعال المشاكل وتحوير الحقائق لإشعال الخلافات بين صديقتي وزوجها، لكونها تغار منها ومن علاقة ابنها بها.
انطلاقًا من هذه القصّة، كان لا بدّ لنا من تسليط الضوء على هذه المشكلة التي تتكرّر بكثير من البيوت بسيناريوهات مختلفة، وأدّت الى تدمير بعضها، خاصّةً لدى الأزواج الذين لم يبنوا علاقتهم على أسس متينة.
إذا وجدت نفسك يومًا تتساءلين “لماذا تكرهني حماتي؟” أو فكّرتي للحظة أنّك لم تعودي تستطيعين تحمّلها، فأنت لست وحدك! تابعي هذا المقال لمعرفة العلامات التي تدلّ على غيرة حماتك منك التي تسبب لديك الشعور بأنّها تكرهك، بالإضافة الى نصائح لكيفيّة التعامل معها.
ما سبب غيرة الحموات من زوجات أولادهنّ؟
في البداية، عليك أن تسألي نفسك ما إذا كنت قد سبّبتِ ذلك بطريقة أو بأخرى، فإذا شعرتي أنّك لم تُخطئي التصرّف معها و ليس لديك مشاعر سلبيّة لها من دون سبب، فقد يكون الأمر غير متعلّق بك شخصيًّا بل بالامرأة التي تزوّجها ابنها أيًّا كانت، أو للأمر علاقة بطبعها وسلوكها السلبي. وهناك عدّة أسباب مُحتملة لغيرتها منك وشعورك بأنّها تكرهك، وأبرزها:
- تشعر بأنّك “تهدّدين” علاقتها بابنها، و”أخذه” منها.
- ابنها قد توقّف عن الاهتمام بها منذ أن دخلتِ حياته، فتحمّلك مسؤوليّة ذلك.
- تشعر أنّها استُبعِدت من حياة ابنها منذ دخولك اليها ولم يعد يستشيرها بأمور مُعيّنة.
- ببساطة، لم تتح لها فرصة التعرّف عليك جيدًا.
علامات تدلّ على غيرة حماتك منك
قد يكون شعورك بعدم حبّ حماتك لك يعود الى غيرتها منك أو من علاقتك بابنها، سنقدّم لك في ما يلي العلامات التي تدلّك على أن حماتك تغار منك. وقد تساعدك معرفة هذه العلامات على تقييم الوضع والتعامل معه بأفضل طريقة ممكنة.
- تكون “ذو وجهين” في تعاملها مع، فتتصرف بلطف في وجودك ولكنها تشتكي منك عندما لا تكونين موجودًا.
- تنتقد كل ما تفعليه وتحاول منافستك دائمًا وتظهر أنها أفضل منك.
- تُنكر الجميل ولا تعترف أبدًا بمساهمتك أو مجهودك مهما فعلتي من أجلها أو من أجل عائلتها. وهذا يُعتبر إحدى السمات الكلاسيكيّة للحماة الغيّورة.
- تحرّف الحقائق لتظهر لزوجك ولك بأنّك تؤذيها وتُسبّبين لها الحزن، وتلعب دور الضحيّة دائماً.
- تقارنك بحبيبة زوجك السابقة مثلًا أو بإحدى قريباته، فتحاول عمدًا التحدث أمامك عن جمالها ومدى سعادة زوجتك عندما كان معها لجعلك تغارين.
- تتصرف وكأنها “زوجة” زوجك، وهذه من سمات الحماة السامّة التي تحاول أن تأخذ مكانك، وتبعدك عن زوجك.
- تبذل قصارى جهدها لجذب انتباه ابنها، وتتصل به باستمرار وتأتي من دون اعلامكما.
- تتحدث بالسوء عند أمام زوجك باستمرار، وتُعتبر هذه بمثابة انذار شديد، فانتبهي من ذلك.
- تخبرك كيف يجب أن تربي أطفالك وتبحث دائمًا على أخطاء في أسلوب تربيتك لهم.
- تتدخل دائماً في حياتك وفي شؤونك الشخصيّة وزواجك، تتجاوز حدودها معك ولا تعرف أين عليها التوقّف.
- تلجأ الى السخرية والسلوك العدواني السلبي لإيذائك وإنقاذ نفسها من اللوم، في حال حاولت مواجهتها. اليك أسوأ مواقف وعبارات تصدر عن الحماة.
- تحاول ألّا تدعوك عمدًا إلى مناسبات عائليّة مثلًا أو تنتظر اللحظة الأخيرة لدعوتك، أو تخطّط لمشاريع مع زوجك وأطفالك فقط، بحجج غير منطقيّة.
نصائح للتعامل مع حماتك الغيّورة
والآن بعد أن تعرّفت على العلامات التي تشير إلى غيرة حماتك منك، سنقدّم لك بعض النصائح والأساليب اللّطيفة للتعامل معها:
- تواصلي مع حماتك لمحاولة حلّ أي مشاكل والبدء من جديد. فوفقًا لأخصائي الزواج والأسرة، إنّ تحسين علاقتك بحماتك يفيد زواجك على المدى البعيد.
- حاولي أن تري الأشياء من وجهة نظرها والتّعاطف معها.
- اطلبي من زوجك أن يتصل بها ويسألها إذا كان بإمكانها إعداد إحدى الحلويات المفضلة لديه أو يستشيرها بشأن مسألة معيّنة، هذا الأمر سيخفّف من شعورها بالإبعاد، أو بأنّك “سرقتي” ابنها منها.
- خصّصي وقتًا لزيارتها، وفي حال كان لديك أطفال، حدّد أيامًا وأوقات لزيارتها وتمضية أوقات معها.
- قدّمي المساعدة لها.
- قدّمي لها الهدايا للتعبير عن اهتمامك بها.
- جامليها وامدحيها وحاولي أن تكوني لطيفةً معها.
- تجنّبي الصراع عندما تشعرين أنّها تحاول جرّك اليه، من خلال التحلّي بالصبر، وتجاهلي سلوكها السيّء. استعيني بهذه الطرق لتفادي المشاكل بينكما!
- اطلبي الدعم من زوجك، فأحيانًا تكون هذه الطريقة الوحيدة للتعامل مع حماتك إذا كانت علاقتها بك سامّة. عبّري لزوجك عمّا تشعرين به واطلبي منه التحدّث بالموضوع.
- ضعي أنت وزوجك حدودًا صحيّة بينكما وبينها، والتزما بها.
برأيي الشخصي كمحرّرة، أنصحك بالتعاطف، الصبر والتواصل المنفتح إذا كنت تتعاملين مع أمّ زوج تغار منك ولا تشعرين أنّها تحبّك. وتذكّري أنّه ليس من الخطأ الاعتراف بوجود هذه التحديات، ولكن الأهم من ذلك هو التعامل معها. ومن خلال تطبيق النصائح المُقدّمة سابقًا، يمكنك أن تعملي على انسجام أكبر في العائلة والتقرّب من حماتك لتعتبرك كإبنتها!