تعليم الطفل الحمام وقت النوم من أكثر التحديات تعقيدًا التي واجهتني كأمّ، إذ تتطلّب الصبر والبال الطويل والمثابرة، والتعب بطبيعة الحال.
من أصعب المراحل التي تمرّ على الأم خلال سنوات طفلها الأولى هي تدريبه على استعمال الحمّام أو النونيّة وخلع الحفاض. ولكنّ هذه المرحلة التي قد تكون مُعقّدة لدى عدد كبير من الأطفال، وتُصبح أكثر تعقيدًا عند خلع الحفاض ليلًا وتدريبه على عدم قضاء حاجته خلال نومه على السرير وتعليمه دخول الحمام وقت النوم إذا لزم الأمر. فمتى يُمكنك البدء بتدريب الطفل على استخدام الحمام، وخاصّةً خلال الليل؟
العمر المناسب للبدء بتدريب الطفل
يتعلم الطفل عمومًا استخدام المرحاض بين عمر سنتين وأربع سنوات، لأنّ الطفل لا يستطيع أن يعرف شعور بأن أعضائه “ممتلئة” قبل عمر السنتين. ولا يُصبح “نظيفًا” إلّا عندما يبدأ بتعلم التحكم في مثانته وحركات أمعائه، ومع الوقت يبدأ بتمييز متى يكون عليه التبول أو التبرز مثلًا. وبالتالي الحاجة الى التوجّه الى النونيّة أو المرحاض.
ولكن، تجدر الإشارة هنا الى أنّ لكل طفل وتيرته الخاصّة التي عليك مراعاتها لدى البدء في تدريبه على كيفية استخدام المرحاض، الذي يستغرق عادةً بمعدّل 3 إلى 6 أشهر.
وعليك أن تعرفي أنّه ليس هناك ما يُسمّى بـ”تعليم” الطفل على استخدام المرحاض، إذ إنّ هذا الموضوع ليس بيد الأمّ، التي يقتصر دورها في هذه المرحلة على دعم الطفل والإشراف عليه خلال التدريب على استخدام المرحاض.
وليتمكّن الطفل من النجاح في هذه المهمّة، يجب أن يكون جاهزًا من الناحية الفسيولوجية، وقبل كل شيء، من الناحية النفسية.
مصدر الصورة: Freepik
علامات جهوزيّة طفلك
تختلف علامات جهوزيّة الطفل لتعلم دخول الحمام من طفل لآخر. ومن المهم جدًا عدم البدء بالتجربة قبل التأكد من وجود بعض هذه العلامات على الأقل:
- يذهب إلى نونيته بنفسه ويجلس عليها، أو يضع دميته عليها.
- يكون فضوليًّا بهذا الشأن كأن يريد رؤيتك تذهبين إلى المرحاض أ, تخبريه قصصًا عن الموضوع.
- يخلع ملابسه جزئيًا دون مساعدتك.
- يبقى حفاضه جافًا لعدة ساعات.
- يخبرك عندما يكون حفاضه مُتّسخًا.
- يفهم تعليمات بسيطة.
- يُمكنه التعبير عن احتياجاته بوضوح.
مراحل رئيسيّة للتدريب على استخدام الحمام
- اختاري الوقت المناسب لطفلك: من المستحسن أن تبدئي بتدريبه خلال فترة تكونان فيها في المنزل، بحيث لا تخرجان لوقت طويل.
- عرّفيه على نونيته: ضعيها بالقرب من المرحاض واشرحي له الغرض منها. ثم ادعيه للجلوس عليها ولو بملابسه، أو ليُجلس عليها لعبته المفضّلة.
- إنشاء روتين: بعدها اجعلي طفلك يجلس على القصرية في أوقات منتظمة: عند الاستيقاظ، وبعد الوجبات والوجبات الخفيفة، قبل القيلولة، وقت الاستحمام، وقبل النوم.
- استغني عن الحفاض: عندما يبدأ طفلك في استخدام القصرية بشكل دوري، توقّفي عن وضع الحفاضات خلال النهار. سيصبح أكثر تحفيزًا للبقاء جافًا إذا كان يرتدي سراويل قماشية أو سراويل تدريب.
نصائح لنظافة الطفل لدى استعمال الحمام
لا يستطيع الطفل أن يمسح نفسه بشكل صحيح قبل سن الرابعة. وحتى ذلك الحين، يحتاج طفلك الصغير إلى مساعدتك. تذكري أنه يجب على الفتيات المسح من الأمام إلى الخلف لمنع ملامسة البراز للفرج، وحدوث العدوى. علّمي طفلك تقنيات النّظافة الجيدة وذكّريه بغسل يديه دائمًا بعد استخدام المرحاض.
مصدر الصورة: Freepik
الاستغناء عن الحفاض ليلًا
يستغرق التدريب على استخدام الحمام ليلاً وقتًا أطول عادةً. إذ قد يحدث ذلك بسبب عدم اكتمال نمو جهاز طفلك العصبي ليطلق إشارة لدماغه ليستيقظ ويذهب للحمام.
فلا تستعجلي هذه الخطوة كثيراً، ابقِ طفلك مرتدياً الحفاض في الليل خلال فترة التدريب، ولا تزيليه نهائياً إلا بعد أن تتأكدي أنّ طفلك “نظف” كليًّا خلال النهار وتبقى حفاضته جافة خلال القيلولة، وأنه استيقظ لعدة أيام متتالية بحفاضٍ جاف. وشجعيه على مناداتك إذا كان يريد استخدام الحمام، حتى في حال ألبسته الحفاض ليلًا. وخذي احتياطاتك عبر وضع واقٍ للفراش واستخدام سراويل التدريب لطفلك، إذ لا تخلو هذه الفترة الدقيقة من بعض الحوادث العرضية التي عليك التعامل معها.
لا داعي للقلق، قبل سن الخامسة، إذا لم يتمكن طفلك من الاستيقاظ للذهاب إلى الحمام، فعشر الأطفال في هذا العمر يتبولون ليلاً ويحدث الأمر عند الذكور أكثر من البنات.
متى يجب طلب المساعدة؟
قومي بزيارة الطبيب في هذه الحالات:
- إذا تخطّى طفلك الأربع سنوات، وما زال يرفض استخدام الحمام، أو يبدو غير قادر على السيطرة على نفسه، أو لا يظهر أي اهتمام بالتدريب على استخدام الحمام.
- إذا استمر في التبول ليلاً بعد عمر السادسة على الرّغم من نجاحه خلال النهار.
سيقوم الطبيب بالبحث عن أسباب هذا الرفض أو هذه الصعوبة، سواء كانت ذات طبيعة نفسية أو فسيولوجية، وإيجاد الحلول.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، انّ مرحلة التدريب على استخدام الحمّام من أهمّ مراحل النمو لدى طفلك، لذلك أنصحك بالمحافظة على هدوئك. وتعاملي بسلاسة مع الحوادث التي من المُتوقّع أن تحصل، والأهم ألّا توبخي طفلك وتجعليه يشعر بالخجل. كما عليك أن تكوني مستعدة دائمًا لأي طارئ واحتفظي لطفلك بملابس نظيفة معك في حال التنقّل، وفي الحضانة والأماكن التي يتواجد فيها.