يُعتبَر التعرّف على أسباب ألم القلب المفاجئ من المواضيع المهمّة والأساسيّة للحفاظ على الصحّة العامّة، حيث أنّ المعاناة من هذه المشكلة يمكن أن تكون دليلًا على وجود مشاكل صحيّة خطيرة تتطلب اهتمامًا فوريًا، حيث أنّها قد تكوّن متلّعقة بالإصابة بأحد أنواع مرض القلب.
سنتطرق في البداية إلى شرح العوامل المتعدّدة أي اسباب الم القلب المفاجئ ، ثمّ نستعرض المضاعفات المحتملة لهذه الحال، وبعد ذلك، سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات التي تدلّك على كيفية التخفيف من هذه العوارض.
العوامل التي تؤدّي إلى الشعور بألم مفاجئ في القلب
تتعدّد اسباب الم القلب المفاجئ وتتراوح بين العوامل البسيطة والمعقدة التي تتطلّب تدخّلًا فوريًا، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها وأكثرها شيوعًا، وتشمل:
- النوبات القلبية: تحدث هذه المشكلة نتيجة مواجهة عوارض انسداد الشرايين التاجية، ممّا يمنع وصول الدم إلى عضلة القلب بشكل كافٍ. وفقًا لدراسة بعنوان “Acute Myocardial Infarction” نُشرت في مجلة “The New England Journal of Medicine” عام 2017، فإن النوبات القلبية تُعد السبب الرئيسي لألم القلب المفاجئ، كما أوضح هذا البحث أنّ العوارض قد تشمل الشعور بالألم الشديد في الصدر، التعرق البارد، وضيق التنفس. وللمزيد من التفاصيل عنه، يمكنكِ الضغط هنا.
- الذبحة الصدرية: تنتج عن تضيق في الشرايين التاجية، مما يقلل من تدفق الدم إلى القلب، ويؤدي إلى الشعور بألم وضيق في الصدر ويكون في هذه الحال شكل تخطيط القلب غير طبيعي، وبحسب مقال على موقع (the heart.org, Medscape) نُشر عام 2018 تحت عنوان “Angina Pectoris” فإنّ الذبحة الصدرية هي أحد الأسباب الشائعة لألم القلب المفاجئ، وفي هذه الحال قد تتضمن العوارض الشعور بالألم في الصدر الذي يمتد إلى الذراعين أو الرقبة، ويحدث عادةً أثناء ممارسة الجهد البدني أو التوتر. وللمزيد من التفاصيل عن هذا المقال، يمكنكِ الضغط هنا.
- مشاكل الصمامات القلبية: تؤدّي المعاناةمن هذه المشكلة إلى حدوث اضطرابات في تدفق الدم داخل القلب، مما قد يسبب ألمًا مفاجئًا في الصدر. فقد أكّد دراسة بعنوان “Valvular heart disease: from mechanisms to management” نُشرت في مجلة “The Lancet” عام 2024 أنّ هناك العلاقة بين مشاكل الصمامات وألم القلب المفاجئ، كما تناولت تأثير تلف الصمامات على تدفق الدم وكفاءة عمل القلب، مما قد يؤدي إلى عوارض عديدة أوّلها الألم وضيق التنفس. وللمزيد من التفاصيل حول هذه الدراسة يمكنكِ الضغط هنا وتحميل الملفّ الكامل عنها.
المضاعفات الجانبيّة لهذه المشكلة
إنّ مواجهة هذه المشكلة يمكن أن يكون لها مضاعفات خطيرة، لذلك بعد أن كشفنا لكِ عن اسباب الم القلب المفاجئ في ما سبق، سنطلعكِ في ما يلي على أبرزها واكثرها تأثيرًا على الصحّة، وتشمل:
- النوبة القلبية: إذا لم يتمّ التعامل مع ألم القلب المفاجئ بشكل صحيح، فقد يتطوّر إلى نوبة قلبية حادة، الأمر الذي يمكن أن يتسبّب في تلف دائم لعضلة القلب، ممّا يؤثّر على قدرته على ضخّ الدم بشكلٍ فعّال إلى الجسم.
- فشل القلب الاحتقاني: قد يؤدّي استمرار الشعور بالألم والإهمال في العلاج إلى ضعف عضلة القلب وعدم قدرتها على ضخ الدم بكفاءة، وهذا الفشل يمكن أن يسبّب تجمّع السوائل في الرئتين والأطراف، ممّا يؤدي إلى ضيق التنفس وتورم الساقين.
- اضطرابات النبض القلبي: يمكن أن تؤدّي المعاناة من مشاكل الشرايين والصمّامات إلى مواجهة اضطرابات في ضربات القلب، ممّا يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحيّة إضافيّة مثل الرجفان الأذيني أو البطيني.
- السكتة الدماغية: قد تزيد بعض مشاكل القلب من خطر تكوّن جلطات دموية، التي يمكن أن تنتقل إلى الدماغ وتسبب سكتة دماغية، الأمر الذي يؤدّي إلى المعاناة من تلف دائم في الدماغ ويؤثر على القدرة الحركية والإدراكية الطبيعيّة.
كيفيّة التخفيف من عوارضها
للحدّ من اسباب الم القلب المفاجئ وعوارض هذه المشكلة، يُنصح باتباع بعض النصائح والتوجيهات الأساسيّة، والتي سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
- اتباع نظام غذائي صحي: يُنصَح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف والفيتامينات، والابتعاد عن الدهون المشبعة والسكريات، فقد أشار تقرير بعنوان “Dietary patterns, dietary nutrients and cardiovascular disease” نُشر على موقع “National Library of Medicine” عام 2022 إلى أهمية النظام الغذائي الصحي في الوقاية من أمراض القلب، وأكّد أنّ تناول الأطعمة مثل الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون يمكن أن يعزز صحة القلب. وللمزيد من التفاصيل عنه يمكنكِ الضغط هنا.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تساعد ممارسة التمارين الرياضية في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية وتقليل التوتر، فقد أكّدت مقالة بعنوان “Exercise and the Heart” نُشرت على موقع “Johns Hopkins Medicine” على فوائد ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي، الركض، وركوب الدراجات، حيث أنّها يمكن أن تساعد في تحسين وظائف القلب وتقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية. وللمزيد من التفاصيل يمكنكِ الضغط هنا.
- الإقلاع عن التدخين: يُعتبر التدخين أحد العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، و هذا استنادًا إلى تقرير “Smoking and heart disease” نُشر في “Better Health Channel” عام 2018 أشار إلى الأضرار الكبيرة للتدخين على القلب، وأكّد أنّ الإقلاع عن هذه العادة السيّئة يمكن أن يحسّن صحّة القلب بشكل كبير ويقلّل من مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وللمزيد من التفاصيل يمكنكِ الضغط هنا.
- التحكّم في مستويات الضغط والتوتر: يمكن ممارسة تقنيّات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا للحد من التوتر، فهذه التقنيات تساعد في خفض مستويات التوتر النفسي وتحسين الصحة العامة للقلب.
- مراجعة الطبيب بانتظام: وهذا من أجل إجراء الفحص الدوري والكشف المبكر عن مواجهة أي مشاكل صحية قد تؤدي إلى الشعور بألم القلب المفاجئ، فهذا يساعد في الكشف المبكر عن أمراض القلب ويضمن تقديم العلاج المناسب قبل تفاقم العوارض.
في الختام، تعتبر اسباب الم القلب المفاجئ متعدّدة ومتنوّعة، ويمكن أن تكون مؤشرًا على وجود مشاكل صحية خطيرة، لذا من المهم التمتّع بالوعي الكافي عنها واتباع النصائح الطبية للحدّ من المخاطر والمضاعفات المحتملة التي قد تنتج عنها. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أسباب خفقان القلب المفاجئ والحيل المنزلية لتهدئته.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أن زيادة الوعي حول أهمية الفحوصات الدورية وتبنّي نمط حياة صحي يمكن أن يسهم بشكل كبير في الوقاية من هذه المشاكل الصحية، لذا يجب عليكِ أن تكوني على دراية بالعوارض المحتملة لهذه المشكلة وأهمية الحصول على الرعاية الطبية الفورية عند الشعور بها.