تعرفي معنا في هذه المقالة كيف تساعد قراءة القصص لطفلك في تطوير المهارات العاطفية لديه، التفاصيل في المقالة التالية.
تعد قراءة القصص هي من الطرق المناسبة للتعرف على طريقة تفكير الآخرين ومشاعرهم. ومع مرور الوقت، يتحول هذا الأمر إلى عادة تدفعنا للتعاطف مع الآخرين والشعور بهم. وقد يهمك اجمل قصص تعليمية وقصيرة وخيالية للاطفال
قراءة القصص تساعد في تطوير مهارات التفكير
من جهة خبراء التربية، فهم يرون أن القراءة تساعد في تطوير مهارات التفكير والحصول على المعلومات، كما أنها تعلم القارئ الإحساس بمشاعر الآخرين وفهم وجهات نظرهم، وهذا ما يسهل بطبيعة الحال فهم الآخرين والعالم من حولهم.
يؤكد بدوره اختصاصي الطب النفسي الدكتور أسامة كنعان أن “قراءة القصص عن حياة الآخرين، يساعد في تطوير القدرة على فهم العالم من خلال رؤيته بمنظور شخص آخر، لينمو التعاطف بشكل غير مباشر”.
كما يشرح أنه “أظهر بحث أكاديمي، أجراه كيث أوتلي وريموند مار من جامعة يورك ونشرته مجلة هارفارد بزنس ريفيو، أن قراءة الروايات والقصص الخيالية تنشط مسارات الخلايا العصبية في الدماغ، مما يساعد على تحسين قدرات الذكاء العاطفي لدى القارئ، ويحسن من مهاراته الاجتماعية بشكل عام”. واكتشفي ما فوائد قصص قبل النوم للاطفال سن 6 وكيفية اختيارها!
قراءة القصص وزيادة التعاطف
من هنا يذكر كنعان، بعضًا من الفوائد العديدة التي تترتب على قراءة القصص، مما يبرز بشكل خاص تأثيرها الإيجابي على زيادة مستوى تعاطف الفرد مع الآخرين:
زيادة الفهم والتقدير
عندما يتفاعل الفرد مع القصة، فإنه يدخل عالمًا جديدًا، ويتعرف على تحديات الشخصيات ومشاعرها والصعوبات التي تواجههم، كما أنه يفهم الظروف التي قد تؤثر على سلوكهم. هذا التفاعل يساعد بشكل كبير على فهم وتقدير تنوع الخبرات الإنسانية، وبالتالي يصبح أكثر قدرة على التعاطف مع الآخرين في حياته اليومية. وهنا عبارات من الضروري على طفلك سماعها من أجل صحته النفسية
توسيع آفاق الفهم
من خلال قراءة القصص، يتعرف الفرد على ثقافات وعادات وتقاليد مختلفة، ويكتسب معرفة وفهم أعمق للتنوع الثقافي والاجتماعي في العالم.
تطوير القدرة على التصور العاطفي
قدرة الفرد على التصور العاطفي، أو القدرة على إدراك وفهم مشاعر الآخرين، تعتبر أساسًا للتعاطف، وقراءة القصص تمنح القارئ فرصة لممارسة هذه القدرة بشكل متكرر.
تحفيز العمل الخيري والمساهمة الاجتماعية
تساعد القصص القارئ للمساهمة في تحسين واقع الآخرين من خلال العمل الخيري والمساهمة الاجتماعية، فعندما يتعاطف الفرد مع شخصية تعاني أو تواجه صعوبات عدة، فإن ذلك يشعره بالرغبة الملحة في المساهمة في تخفيف معاناتها أو مساعدتها على تحقيق أهدافها.
يخلص كنعان إلى أن “القصص توضح لنا أن الإنسانية متشعبة ومتنوعة، وأن كل فرد يختلف عن الآخر في تجاربه ومشاعره وظروفه. ومن خلال فهم هذه التنوعات والتعايش معها من خلال القصص، يمكن للفرد أن يزيد من مستوى تعاطفه مع الآخرين”. وإليك لقاء خاص مع مؤلّفة القصص السعوديّة مها الخلاوي: عالم الخيال مهم للأطفال ويجب التمسّك به
متعة المداومة على قراءة القصص
أما كاتبة القصص ربيعة الناصر فقالت إن: “مما لا شك فيه أن المداومة على قراءة الروايات والقصص تترك أثرًا على منظومة المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية، بل السياسية أيضًا، وخاصة على من اكتشف متعة القراءة في مرحلة مبكرة من العمر، التعاطف واحدة من تلك المفاهيم والقيم التي قد تسهم في تشكيل شخصية الفرد وتوجهاته”.
وأضافت الناصر قائلة بأن على سبيل المثال، أسهمت قصة “الأم” لمكسيم غوركي وغيرها من الأدبيات في الأدب الروسي التي تناولت أوضاع العمال، آنذاك في رفع مستوى التعاطف الاجتماعي والإنساني مع هذه الفئة المهمشة والمظلومة من المجتمع، ولفتت النظر إلى أهمية الدور والقيمة المجتمعية التي تقدهما.
كذلك كان للروائي العربي نجيب محفوظ في الأدب العربي دور في الالتفات إلى أهمية نظرة المجتمع التي تسهم في تعزيز السلوك السلبي مع تغييب التعاطف الإنساني. مثل قصة “اللص والكلاب” وثلاثية “قصر الشوق”، إذ يطرح فيها نماذج ينبذها المجتمع، بحسب محتوى القصة. وهنا دراسة جديدة: التحدّث إلى الأطفال قد يساعد في بناء أدمغتهم
كما علقت قائلة: “ومن الأدب العالمي بالنسبة لي، كان لروايات إميل زولا عميقًا في نظرتي للحياة بشكل عام وللمستضعفين بشكل خاص، كما كان لقصص وأشعار وخواطر جبران خليل جبران أثر في تعزيز مفهوم التعاطف وتفهم تناقضات الحياة. وتأتي روايات كل من عبد الرحمن منيف وغالب هلسا في مقدمة الروائيين العرب الذين تعزز شخصياتهم الروائية المتنوعة في تعزيز قيمة التعاطف”.
كما ختمت بالنهاية معبرة عن رأيها الذي تكون نتيجة عدة تجارب شخصية متابعة القول: “لا يعني ذلك أن هذه الأمثلة هي فقط من أثرت في تعزيز قيمة ومفهوم التعاطف، فهناك كثير من الشخصيات الروائية التي رافقتنا في مسيرة حياتنا الشخصية والمهنية على اختلاف مراحل حياتنا العمرية”.
أهمية مشاركة القصص مع أطفالنا قبل النوم
تكمن أهمية مشاركة القصص مع أطفالنا بعدة طرق وهي على الشكل التالي:
- يتعرف الطفل على الأصوات والكلمات واللغة ويطور من مهارات القراءة والكتابة المبكرة.
- يتعلم الطفل قيمة الكتب والقصص.
- تثير القصص المقروءة قبل النوم خيال الطفل وتحفز فضوله.
- تساعد القراءة في تطوير دماغ الطفل من خلال تعزيز قدرته على التركيز وتنمية المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل.
- تعلم القصص الطفل الفرق بين الأحداث “الحقيقية” و”الوهمية”.
- تساعد الطفل على فهم الأحداث الجديدة وتجربة المشاعر المختلفة.