يؤكد إختصاصيون في الطب أنّ مخاطر تعرض المرأة للوفاة تزداد مع الحمل والولادة المتكررين، ما يجعل الدول ذات معدلات الخصوبة المرتفعة الأعلى من حيث الوفيات المرتبطة بالحمل. وتوصلت دراسة بريطانية إلى وجود علاقة واضحة بين البلدان التي ترتفع فيها معدلات الخصوبة، حيث تلد النساء ما بين ستة إلى سبعة أطفال، ونسب وفيات الأمهات. ففي النيجر مثلاً تلد المرأة بمعدّل ثمانية أطفال في الشهر، ويقل المعدل إلى ما بين ستة إلى سبعة أطفال في دول أخرى كأوغندا ومالي والصومال. ومن جانبها، تقول منظمة الصحة العالمية إنّ مضاعفات الحمل والولادة هي من بين الأسباب الرئيسية للوفاة بين النساء اللواتي يعشن في البلدان النامية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، إذ تتضخم المخاطر الصحية للأم مع كل حمل، تحديداً لدى اللواتي تنعدم لديهن فرص الحصول على الرعاية الصحية. ورغم أنّ الحمل والولادة جزء لا يتجزأ من دورة الحياة، لكنهما يحملان في طياتهما مضاعفات خطيرة قد تفضي إلى الموت، إذ تواجه امرأة من بين سبع تلك المخاطر، وفق خبراء. ويعتقد خبراء أنّ الحمل المتقارب لا يمنح الأم الوقت الكافي للتعافي وتعويض ما فقده الجسم خلال الحمل السابق وفترة الرضاعة من حديد وحمض الفوليك، وهو ما يعرف بـ"متلازمة نضوب الأمومة". ويؤدي الحمل المتقارب إلى إستنزاف المواد الغذائية الأساسية ما يعرض الأم لخطر الإصابة بالأنيما (فقر الدم) ومضاعفات أخرى كتمزق الرحم، كما يعرض المواليد في دورهم لخطر الولادة ناقصي الوزن أو قبل الأوان "خدج". وتقدر منظمة الصحة العالمية أن نحو ألف إمرأة يمتن حول العالم يومياً جرّاء مضاعفات الحمل والولادة. وتزداد عوامل الخطر عند حمل المرأة وهي في سن صغيرة أو عند التقدم في العمر أو جراء الحمل المتكرر أو الحمل بفترات متقاربة. وتقول المنظمة إنّ قرابة 200 مليون زوج في الدول النامية يرغبون في تأجيل الحمل أو وقفه، من دون استخدام موانع لأسباب عدة منها عدم توفرها أو لمحدودية الخيارات، أو نظراً إلى المخاوف أو لدواع ثقافية أو دينية.