يمكن لكحّة طفلكِ الرضيع أن تشير إلى حالات مختلفة، والمشكلة أن لا يمكنكِ أن تسأليه عنها أو تعرفي منه لما تصيبه. وفي أحيان كثيرة، تجدين نفسكِ مكبّلة اليدين ومحتارةً فيما إذا ينبغي عليكِ استدعاء الطبيب أو حجز موعد لمعاينةٍ طبية لاحقة أو المسارعة بطفلك إلى غرفة الطوارئ.
والكحّة بحسب التعريف الصريح للأطباء، هي الطريقة التي يتّبعها جسم الإنسان للدفاع عن نفسه وتنقية قصباته الهوائية والتخلّص من البلغم والمخاط العالقين أسفل حلقه أو أي طعام أو مادة غريبة دخلته عنوةً واستقرت في موقع غير مناسب.
والكحّة نوعان:
الكحّة الجافة: تتأتّى هذه الكحّة عن إصابة الرضيع بالزكام أو الحساسية. وهذا النوع من الكحّات يساعد في التخلّص من احتقان الأنف والحساسية الناتجة عن تقرّح الحلق.
الكحّة الرطبة: تتأتّى هذه الكحّة عن مرض تنفسي يترافق عادةً مع التهاب جرثومي وينتج عنها بلغم أو مخاط في قصبات الرضيع الهوائية.
في الإجمال، تعتبر الكحّة عند الرضع ما دون الأربعة أشهر مصدر خوف ومدعاة قلق، إذ يمكن أن تكون دليلاً الى إصابة الطفل بالتهاب خطير. أما عند الأطفال الأكبر سناً، فهي أقل خطورة، ويمكن أن تدلّ الى التقاط الطفل عدوى الزكام وحسب.
اقرأي أيضاً: ما هو علاج تشنّج الاطفال؟
لمساعدتكِ في الكشف عن الحالات الصحية التي تدل إليها كحّات طفلكِ وتتأكدي ما إذا كانت تستدعي تدخلاً طبياً، تنصحكِ "عائلتي" بأن تحافظي على هدوئك وتُصغي جيداً لسعال صغيركِ وتتّبعي التوجيهات التالية:
الرّشح أو الزّكام
من علاماته:
– كحّة جافة
– سيلان الأنف
– تقرّح الحلق
– بعض المخاط
– حمى ليلية
لعلاج كحّة الزكام، تنصحكِ "عائلتي" باللجوء إلى الطرق الطبيعية التي يُوصيكِ بها أفراد أسرتك والمقرّبين منك، متفادية أنواع الأدوية التي تباع في الصيدليات من دون وصفة طبية.
الخانوق
من علاماته:
– النوم المتقطّع والاستيقاظ في منتصف الليل بسبب سعال مدوٍّ.
– الصعوبة في التنفس بسبب انتفاخ القصبة وانسداد مجاري الهواء.
– سماع سعال أشبه بصفير عند الشهيق.
لعلاج الخانوق، تنصحكِ "عائلتي" إما بإدخال طفلكِ إلى الحمام وتشغيل المياه الساخنة حتى تعبق بالمكان وتُليّن مخاطه وتُحسّن تنفسه، إما بتقريبه من جهاز ترطيب الأجواء ليستنشق هواءه أو يإخراجه من المنزل لاستنشاق الهواء العليل.
التهاب الرئة
من علاماته:
– كحّة مليئة بالبلغم
– الارهاق الشديد
– كحّة شديدة مع بلغم باللونين الأخضر والأصفر
للتعامل مع التهاب الرئة، لا بد من أن تتصلي بالطبيب لاسيما إن كانت حال طفلكِ مصاحبة بارتفاعٍ في الحرارة.
التهاب الشعب الهوائية أو الربو
من علاماتهما:
– كحّة أشبه بالأزيز
– سيلان الأنف وأعراض أخرى شبيهة بالزكام
– صفير أثناء التنفس نتيجة التعرّض لعوامل عديدة منها عوامل بيئية كالغبار
– تدمع العينين
– حمى خفيفة
– فقدان الشهية
بالنسبة إلى حالات الربو، فهي قلّما تصيب الأطفال ما دون السنتين. وإن أصابتهم، فالأرجح أن يكونوا من ضحايا الأكزيما أو يتحدروا من عائلة لها سجل طبي حافل بالحساسية.
أما بالنسبة إلى حالات التهاب الشعب الهوائية، فهي لا تصيب الأطفال ما دون العام إلا إذا كانت نتيجة عدوى فيروسية. وعندئذٍ، تكون حالة الطفل خطيرة وتستدعي مراقبة تنفسه وإحالته على الطبيب.
السّعال الديكي
من علاماته:
– كحّة سريعة وقوية
– تغيّر في لون الوجه
– جحوظ العينين
– التصاق اللسان
الوقاية هي أفضل علاج للأطفال في هذه الحالة، بمعنى آخر، إحرصي على أن يحصل طفلكِ على جرعاته الثلاث من اللقاح المضاد للسعال الديكي كي يبقى بمنأى عنه.
لكن إن حدث وأصيب صغيركِ بهذا المرض التنفسي الخطير قبل اكتمال الجرعات المطلوبة، فستكون المستشفى هي الحل الوحيد لعلاجه.
وفي الختام لا بدّ من التنبيه إلى أنّ أي نوع من أنواع الكحّة أعلاه يستوجب تدخلاً طبياً إن ألمّ بطفل رضيع ما دون الشهر الرابع من العمر.
اقرأي أيضاً: نصائح لعلاج الزكام عند الرضع