هل يخطئ اختبار الحمل المنزلي بعد موعد الدورة؟ سؤال تطرحه كثيرات من النساء اللواتي ينتظرن بفارغ الصبر البُشرى السارّة.
سواء كنتِ تحاولين إنجاب طفل أم لا، فإن الفترة التي تتراوح بين بداية شكوكك بالحمل والوقت الذي تتأكّدين فيه من الحمل أو عدمه يمكن أن تكون مقلقة. فلا أحد يحب أن يعيش في حالة من عدم اليقين. وقد تشعر الأمّ أحيانًا بحملها حتّى قبل أن يحين وقت دورتها الشهرية، وتبحث عن طرق منزلية لمعرفة الحمل. ولكن متى يجب إجراء اختبار الحمل حتّى تكون النتيجة مضمونة بنسبة كبيرة؟ اليك ما يجب أن تعرفيه عن هذا الاختبار.
ما هو اختبار الحمل المنزلي وكيف يعمل؟
اختبار الحمل المنزلي هو جهاز صغير تستخدمه المرأة للكشف عن الحمل إذا شكّت به. يتم ذلك عن طريق وضع عيّنة من بول المرأة لقياس مستوى هرمون الحمل المعروف بـ” هرمون الحمل المشيمي” أو الـ”بيتا HCG ” الذي يظهر مع بداية الحمل وتزداد نسبة وجوده في البول تدريجياً. فإذا كان هناك مستوى كافٍ من هذا الهرمون في البول، يُعتبر الاختبار إيجابياً ويُؤكّد وجود الحمل.
يمكن الحصول عليه من الصيدلية من دون الحاجة الى وصفة طبية. ويُستخدم هذا عادةً بمجرّد تأخر الدورة الشهرية، لأنّ الـ”بيتا HCG ” لن تظهر بنسبة كافية قبل ذلك.
مصدر الصورة: Freepik
أنواع اختبار الحمل
إذا سبق لك أن اشتريت اختبار حمل منزلي، فمن المحتمل أنك لاحظت وجود العديد من الخيارات في الصيدلية. ولكن هذه الأنواع باختلافها يُمكن تقسيمها إلى فئتين: اختبارات الحمل المنزليّة العاديّة والاختبارات السريعة.
كما ذكرنا سابقًا، إنّ اختبارات الحمل المنزليّة، هي اختبارات بول يمكنها الكشف عن موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية، أي هرمون (HCG) وهو العلامة الأولى التي يمكن أن تشير إلى الحمل. فما الفرق بين العاديّة والسريعة؟
- الاختبار العادي: يُفضّل الانتظار حتى اليوم الأول من غياب الدورة الشهرية أو انتظار 21 يومًا على الأقل بعد ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجك من دون وقاية، قبل إجراء اختبار الحمل. قد يبدو الانتظار مُزعجًا، ولكنه يسمح لجسمك بإنتاج مستوى من هرمون الحمل بنسبة كافية لاكتشافه بواسطة الاختبار، وبذلك تكون نتيجتك موثوقة بنسبة أكبر.
- اختبار الحمل للكشف المبكر: يقوم على المبدأ نفسه، ولكن يمكنه الكشف عن مجرّد وجود هرمون الحمل حتّى ولو كان بمستويات منخفضة جدًا. ويُمكنك اجراؤه أحيانًا قبل خمسة أيام من موعد حدوث الدورة الشهرية، أي لا حاجة للانتظار غياب الدورة الشهرية.
إذًا متى عليك اجراء هذا الاختبار؟
على الرّغم من أنّ بعض اختبارات الحمل المبكرة التي يتم إجراؤها في المنزل تكون أحيانًا قادرة على اكتشاف الحمل بشكل مبكر، كما ذكرنا سابقًا، الّا أنّه، إذا كنت ترغبين بإجراء الاختبار للحصول على النتيجة الأكثر دقّة، فمن الأفضل التحلّي بالصبر.
إذ تقترح التوصيات الانتظار حتى تأخر الدورة الشهريّة، فاليوم الأول لغياب الدورة هو الفرصة المثالية لإجراء اختبار الحمل. إذا كانت النتيجة إيجابية، يمكنك بعد ذلك الاتصال بطبيبك الذي سيطلعك على ما يجب عليك فعله.
ولكن انتبهي! إذا لم تكن الدورة الشهرية منتظمة لديك، فمن الأفضل الانتظار لمدة أسبوع بعد الموعد المتوقع للدورة الشهرية لإجراء الاختبار.
مصدر الصورة: Freepik
هل نتائج اختبار الحمل المنزلي مضمونة؟
على الرغم من أن اختبار الحمل المنزلي يعتبر عادةً دقيقاً، إذا تم إجراؤه في اليوم الأول من غياب الدورة الشهرية، على الأقل، إلا أنه ليس مضموناً بنسبة 100 في المئة، لأنّ هناك عوامل قد تؤثر على دقّة النتيجة، نذكر منها:
- توقيت الاختبار: تحدّثنا عنه في التفصيل سابقًا. يفضل استخدام اختبار الحمل بعد تأخر الدورة الشهرية بفترة كافية، عادةً 7 إلى 10 أيام بعد التوقع المحتمل للإباضة. استخدامه قبل ذلك قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.
- خطأ خلال اجراء الاختبار: من الممكن أن يؤثر عدم اتباع تعليمات الاختبار بدقّة على النتيجة.
- مشاكل طبية: بعض الحالات الطبية النادرة قد تؤثر على نتائج اختبار الحمل، مثل وجود أورام تفرز هرمون الحمل “بيتا HCG”، أو مشاكل في الكلى قد تؤدي إلى تراكم هذا الهرمون في البول.
- الحمل الكاذب: قد يحدث ما يُسمّى بالحمل الكاذب نتيجة لاستخدام بعض الأدوية (مثل علاجات تحفيز الخصوبة) أو لظروف صحية معينة، ما يؤدي إلى ظهور نتيجة إيجابية رغم عدم وجود حمل حقيقي.
- الحمل الكيميائي: يكون اختبار الحمل إيجابي، ثمّ يُصبح سلبي لعدم ثبات الحمل. يمكنك قراءة أسباب الحمل الكيميائي وعوارضه للاطّلاع على تفاصيله.
- بعد الحمل الأخير: اجهاض أو ولادة حديثة.
- صلاحيّة الاختبار: إذا كان اختبار الحمل مُنتَهي الصلاحية أو تَعرّض لعوامل خارجيّة أدّت الى افساده كالحرارة أو الرطوبة العالية.
برأيي الشخصي كمحرّرة، من الواضح أن الانتظار لمدة أسبوعين قد يكون محبطًا، ولكنّه أفضل للحصول على نتيجة مؤكّدة. لذا حاولي أن تعتني بنفسك خلال هذه الفترة. لا تجاهلي حتى أدنى الأحاسيس أو العواطف، ولا تترددي بالتحدّث عن الأمر مع زوجك والعثور على أنشطة تُريحك وتُشتّت انتباهك الى حين موعد إجراء الاختبار.