من منّا لا يوجد في عائلته أفراد لا يحبّهم أو يتجنّب التّواجد معهم لأسباب عديدة! ولكن، هل يجوز قطع الأقارب المؤذين، خصوصًا عندما يتعلّق الأمر بالأذى النّفسي؟
يحثّ الله تعالى في كتابه الكريم وتعاليمه على صلة الرّحم مع الأهل والأقارب، فقال تعالى: {وَاتَّقُوُا اَللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}. [النساء: 1]، ولكن، ماذا لو كان هؤلاء الأقارب يتسببون بالأذى لنا؟ فهل يجوز قطع الأقارب المؤذين؟ أيضًا، إليكِ دليل الزوجة الذكية: هكذا تضعين حدودًا مع حماتك وتحافظين على الاحترام!
هل يجوز قطع الأقارب المؤذين
حدث ذلك على عهد سيدنا رسول الله ﷺ، وجاءه رجل يشكو من أقاربه، من إساءة وسوء معاملة، فعن أبي هريرة، أن رجلًا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأُحسِن إليهم ويُسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: «لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك». [أخرجه مسلم]
على الإنسان الصبر على إيذائهم، وابتغاء المثوبة والجزاء الجزيل من رب العالمين على ذلك، وإن كان على يقين أنهم لن يَكُفُّوا عن الإساءة له ولأهله، فلتكن صلته بهم بأدنى درجات الصلة، في المناسبات والأعياد، وتهنئتهم في أفراحهم، وزيارة مريضهم، ومواساتهم في مصابهم، ولو عن طريق الهاتف، ولكن يحرم عليه القطيعة بشكل كامل.
تصرّفات الأقارب التي تدفع إلى مقاطعتهم
يمثل أفراد الأسرة مجموعة لا مثيل لها لأننا مرتبطون بهم. وهذا يعني أنه قد يكون من الصعب التعامل معهم ببساطة لأننا نعتقد أننا لا نستطيع التخلص منهم. يكون الأمر أكثر تعقيدًا عندما يكون الناس علاقات دم، وعندما، لأنك عائلة، ربما ستحتاجين إلى أن تكون حولهم في العديد من المناسبات.
قد يكون أفراد الأسرة عن قرب والديك وإخوتك وعماتك وأعمامك وأجدادك وأي شخص له علاقة بعيدة بأي منهم. من الصعب قطع الناس عندما لا يزال الآخرون المقربون منك متورطين معهم. من الصعب قطع الناس عندما يكون لدى أفراد الأسرة الآخرين آراء محددة ويحاولون التصليح. أن تكوني مرتبطة يعقد الأمور ولكن الحقيقة هي أنه عندما يفشل كل شيء آخر، يمكننا وغالبًا ما نحتاج إلى استبعاد بعض أفراد الأسرة من حياتنا.
ولكن قبل أي شيء، فقط للمراجعة، ما الذي يجعل الشخص سامًا؟ في ما يلي بعض الخصائص الأساسية.
- إنهم يتلاعبون: سيفعلون كل ما يحتاجونه للسيطرة عليك وأي موقف يشعرون أنه في مصلحتهم.
- إنهم يلومون الآخرين على كل شيء، وخاصة الأشياء المتعلقة بأنفسهم التي لا يريدون الاعتراف بها. نادرًا ما يقولون إنهم آسفون على أفعالهم.
- إنهم لا يتحملون أي مسؤولية عن أفعالهم الخاصة. في أذهانهم، لا يمكنهم ارتكاب أي خطأ.
- ليس لديهم أي اهتمام بأفكار أو مشاعر أو احتياجات أي شخص آخر.
- غالبًا ما يكونون ناقدين وحكميين وقاسيين. ببساطة لا يوجد مرشح عاطفي ولا يرى أي سبب للتحكم في كيفية تعبيرهم عن أنفسهم – الصراخ، والتسمية، والأسوأ من ذلك.
- إنهم يجعلونك تشعرين بالذنب تجاه الأشياء التي لم تفعليها.
- إنهم يكذبون ويغشون للحصول على مبتغاهم.
كيف أتعامل مع الأقارب المؤذين
ضعي حدودًا
القول أسهل من الفعل، ولكن من الضروري جدًا القيام به. بالتأكيد، من السهل الوقوع في شبكة السلوك السام إذا كنت جديدة في اللعبة، مما يعني أنك بدأت للتو في تجربة ما يشبه أن تكوني بصحبة شخص سام.
قد تستغرق كيفية وضع الحدود بعض الوقت لمعرفة ذلك، خاصة إذا كانت هناك حدود قليلة أو معدومة داخل عائلتك، أو مع أفراد معينين من العائلة. النقطة المهمة هي أن الأشخاص السامين لا يريدون أن يكون لديك حدود لأنه من الصعب السيطرة على شخص لا يمكن الوصول إليه بسهولة. يعيش الشخص السام من أجل غزو حدود الآخرين. بهذه الطريقة يمكنهم أن يقولوا ويفعلوا أي شيء يشعرون به في أي وقت يريدونه. إن إنشاء الحدود يحد من الكثير من سلوكهم. ستجدين بين مقالاتنا مقالًا يتحدّث عن كيفيّة التعامل مع أمّ الزوج التي تكرهك وتغار منك.
حددي اتصالك
قد يكون من الصعب القيام بذلك، خاصة وأن أفراد الأسرة غالبًا ما يجتمعون في مناسبات مختلفة. وعلى الرغم من أنك قد لا تكونين قادرة على تجنب هذا الاتصال تمامًا، يمكنك إيجاد طرق للتأكد من أنك تحيطين نفسك بالأشخاص الذين تتفقين معهم كوسيلة لعزل نفسك عن العائلة السامة. لا تسمحي لنفسك أن تحاصري بمفردك في غرفة.
تجنبي الوثوق في أحد أفراد العائلة الذي تبين أنه شخص لا يمكنك الوثوق به، واحرصي على عدم مشاركةالمعلومات الشخصية التي يمكن استخدامها ضدك. إذا كان عليك التواصل على الإطلاق، فاجعلي الأمر واضحًا وبسيطًا. في الثانية التي تشعرين فيها بالجدال أو المواجهة، لا تشاركي. بدلًا من ذلك، اتركي المساحة بأسرع ما يمكن.
لا تنخرطي أكثر من اللازم
بصرف النظر عن الحد من اتصالك، من المهم عدم الخوض في أي تفاعل، خاصة عندما يكون استفزازيًا وجدليًا. من الصعب في بعض الأحيان أن تمسكي لسانك عندما يقول شخص ما ويفعل أشياء فاحشة ولكن من المهم أن تتعلمي القيام بذلك من أجل مصلحتك وعقلك. أي شيء قد تقولينه قد يكون ضدك ولا شيء تقولينه سيغير رأي أي شخص على أي حال.
برأيي الشّخصي كمحرّرة، عليكِ أن تعرفي أن الأقارب جزء لا يتجزأ من العائلة، وقد يصعب وضع حدود معهم في كثير من الأحيان. ولكن، عندما يؤذونكِ ويصبح الأمر على حساب صحّتكِ النفسية، عليكِ أن تضعي نقطة على السّطر في علاقتكِ مع هؤلاء الأشخاص.
