سؤال اليوم: هل النهوض مباشرة بعد العلاقة الزوجية يمنع الحمل ؟ هذا السؤال يشغل بال الكثير من الأزواج الذين يسعون إلى تحقيق حلم الإنجاب، ممّا يدفعهم للبحث عن إجابات دقيقة وصحيحة علميًا بهدف زيادة فرص الحمل.
تتضمّن الخطّة التي سنتبعها في هذا المقال مقدّمة تعريفيّة، ومن ثم استعراض تأثير النهوض بعد الجماع على فرص الحمل، تليها مناقشة العوامل الأخرى التي تؤثر في التخصيب، وسنختتمه بتقديم نصائح علميّة وعمليّة لزيادة فرص الحمل ومواجهة مشاكل الخصوبة بمختلف أنواعها.
تأثير النهوض بعد ممارسة الجماع على احتماليّة حدوث التخصيب
تعتبر احتمالية حدوث الحمل عملية معقدة تتأثر بالعديد من العوامل، وأحد أهمّ الأسئلة الشائعة هو: هل النهوض مباشرة بعد العلاقة الزوجية يمنع الحمل ؟ للإجابة على هذا السؤال، نحتاج إلى فهم كيفية انتقال الحيوانات المنوية إلى البويضة.
وفقًا لدراسة نُشِرَت على موقع Fertility Centers OF ILLINOIS تحت عنوان “Immobilisation versus immediate mobilisation after intrauterine insemination: randomised controlled trial”، في المملكة المتحدة، تمّ استنتاج أن الاستلقاء لمدة 15 دقيقة بعد التلقيح الصناعي يرفع معدل الحمل عند المرأة إلى 27% مقارنة بـ 18% عند النساء اللواتي ينهضن مباشرةً بعد ممارسة الجماع. وللمزيد من التفاصيل حول هذه الدراسة، يمكنكِ الضغط هنا.
العوامل الأخرى المؤثرة في فرص الحمل
هل النهوض مباشرة بعد العلاقة الزوجية يمنع الحمل ؟ إلى جانب تأثير النهوض بعد الجماع، هناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر في فرص الحمل، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
- التوقيت خلال الدورة الشهرية: تعتبر الفترة الأكثر خصوبة في الدورة الشهرية هي الأيام التي تسبق الإباضة بيومين أو ثلاثة، وهذا هو الوقت الذي تكون فيه البويضة جاهزة للتخصيب، ويكون المخاط العنقي أكثر قدرة على دعم حركة الحيوانات المنوية، ممّا يساهم في زيادة فرص الحمل خلال كل مرحلة من مراحل الدورة الشهرية.
- صحة الحيوانات المنوية: تؤثّر جودة وكميّة الحيوانات المنويّة بشكل كبير على احتماليّة حدوث الحمل، فكلّما كانت تتمتّع بالحركة السريعة والشكل الطبيعي تكون أكثر قدرة على الوصول إلى البويضة وتخصيبها، وهذا ما يمكن تحقيقه من خلال المواظبة على استخدام أفضل خلطة زيادة الحيوانات الذكرية عند الرجل.
- الصحّة العامّة للأم: يمكن أن تؤثر العديد من العوامل مثل العمر، والتغذية، ومستويات التوتر في فرص الحمل، فعلى سبيل المثال، إنّ النساء اللواتي يتناولن غذاءً غنيًا بالفيتامينات والمعادن ويمارسن التمارين الرياضية بانتظام لديهن فرص أعلى للحمل.
نصائح لزيادة فرص الحمل
إذا كنت تسعين لزيادة فرص الحمل، يمكن اتباع بعض النصائح والتوجيهات، لذلك بعد الإجابة عن سؤال، هل النهوض مباشرة بعد العلاقة الزوجية يمنع الحمل ؟ سنقدّم لكِ أبرزها في ما يلي:
- اختيار التوقيت المناسب: كما ذُكِر في تقرير المعاهد الوطنية للصحة (NIH, National Library of Medicine) بعنوان “Timing of sexual intercourse in relation to ovulation. Effects on the probability of conception, survival of the pregnancy, and sex of the baby”، فإن محاولة الحمل خلال فترة الإباضة تزيد من فرص النجاح بشكل كبير، وهي عادةً ما تحدث في منتصف الدورة الشهرية، لذلك فإن الجماع خلال هذه الفترة يكون الأكثر فعالية لتحقيق الحمل. وللمزيد من التفاصيل حول هذا التقرير، يمكنكِ الضغط هنا.
- الحفاظ على صحّة جيدة: يمكن أن تحسن بعض العادات مثل الحصول على التغذية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام من فرص الحمل، فتناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون يمكن أن يدعم صحّة الجهاز التناسلي لكل من الرجل والمرأة.
- تخفيف التوتر: يمكن أن يؤثر الشعور بالتوتر والقلق سلبًا على الخصوبة، لذا يجب محاولة تخفيفه من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل، ففي دراسة تشرتها المعاهد الوطنية للصحة (NIH, National Library of Medicine) عام 2010، تحت عنوان “The effect of relaxation techniques to ease the stress in infertile women”، تبيّن أنّ النساء اللواتي يمارسن تقنيّات الاسترخاء بانتظام لديهن معدلات حمل أعلى بنسبة 20% مقارنة بمن لا يمارسنها. وللمزيد من التفاصيل يمكنكِ الضغط هنا.
في الختام، يمكن القول أن النهوض مباشرة بعد العلاقة الزوجية قد يؤثّر بشكل طفيف على فرص الحمل، ولكنه ليس العامل الوحيد الذي يجب النظر فيه، فالعوامل الأخرى مثل التوقيت وصحة الحيوانات المنوية والصحة العامة تؤدّي دورًا كبيرًا في تحقيق الحمل.
بالتأكيد، يتطلّب هذا الموضوع المزيد من البحث والدراسة، ولكن بالاعتماد على الأدلّة العلميّة الحاليّة، يمكن للأزواج اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين فرصهم في الحمل،لذا فإنّ الفهم الجيد لهذه العوامل والالتزام بالنصائح العلمية يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف الأسرية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أفضل طرق الجماع للحمل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من المهم أن يكون لدى الأزواج فهم شامل للعوامل المؤثرة في الحمل وأن يعتمدوا على مصادر علمية موثوقة عند اتخاذ قراراتهم، فالاهتمام بالصحة العامة والتخطيط الجيد يمكن أن يساعد في تحقيق حلم الإنجاب بشكل أكثر فعالية.