هل الثعلبة معدية؟ يُطرح هذا السؤال بشكل متكرر عندما نتحدث عن تساقط الشعر المفاجئ في مناطق معينة من فروة الرأس أو الجسم، فالثعلبة هي حال صحيّة قد تسبّب الكثير من القلق لدى المصابين بها أو لدى من حولهم، لا سيّما أنّها تسبب تساقط الشعر بكثرة.
سنتناول في هذه المقالة بشكل مُفصّل أسباب الإصابة بالثعلبة، ومدى احتمالية انتقالها بين الأفراد، وأيضًا سنستعرض بعض العلاجات الطبيعية التي يمكن أن تُساهم في تحسين حال المصابين بهذا المرض، وسوف نحرص على تقديم معلومات موثوقة وعلميّة لمساعدة القرّاء على فهم هذا المرض بشكلٍ أفضل والتعامل معه بفعالية.
أسباب الإصابة بالثعلبة
هل الثعلبة معدية وما هي أسبابها؟ تتنوع أسباب الإصابة بالثعلبة بين العوامل الوراثية والمناعية والنفسية، ولكلّ من هذه العوامل دور مهم في ظهور المرض، وفهمها يُساعد في التعامل معه بشكل أفضل، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
عوامل وراثّية
تؤدّي الجينات دورًا مهمًا في تحديد احتماليّة الإصابة بالثعلبة، فإذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بهذه المشكلة، فإن فرصة الإصابة تكون أعلى، وهذا يعني أن الوراثة يمكن أن تكون عاملًا مؤثّرًا في ظهور الثعلبة، ولكنها ليست العامل الوحيد.
عوامل مناعيّة
تُصنف الثعلبة من بين أخطر الأمراض المناعيّة الذاتيّة، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة بصيلات الشعر بشكلٍ خاطئ، ممّا يؤدي إلى تساقط الشعر في مناطق محددة، وذلك يمكن أن يكون نتيجةً لحدوث خلل في الجهاز المناعي يجعل الجسم يهاجم أنسجته الخاصة بدلًا من حمايتها.
عوامل نفسيّة
إنّ الشعور بالتوتر والضغط النفسي يُعَدّ من العوامل التي قد تُحفّز ظهور الثعلبة، فالأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية مستمرة يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، والإجهاد النفسي يمكن أن يُضعف جهاز المناعة، ممّا يُسهل ظهور الثعلبة.
ووفقًا لموقع (Penn Medicine) في مقالة نُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Hair Loss (Alopecia)”، هذا النوع من الصلع لا عادة ناتجًا عن مرض، بل يرتبط بالتقدم في العمر، والعوامل الوراثية، والتغيرات في هرمون التستوستيرون، ويؤثر الصلع الوراثي أو النمطي على عدد أكبر من الرجال مقارنة بالنساء، ويمكن أن يحدث عند الذكور في أي وقت بعد سن البلوغ. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
احتماليّة انتقال الثعلبة من شخص لآخر
هل الثعلبة معدية ؟ هناك الكثير من التساؤلات حول ما إذا كانت الثعلبة معدية أم لا، ومن المهم توضيح هذا الأمر لتجنّب أي سوء فهم ولطمأنة الأشخاص المصابين ومن حولهم، لذا سنشرح لكِ بعض النقاط التي توضّع هذا الأمر في ما يلي:
عدم انتقال العدوى
الثعلبة ليست معدية بمعناها التقليدي، فهذا المرض لا ينتقل عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر مع المصابين، وذلك لأنّ الأسباب الرئيسية للثعلبة تتعلق بالمناعة الذاتية والجينات، وليست ناجمة عن فيروسات أو بكتيريا يمكن أن تنتقل من شخص لآخر، لذا لا داعي للقلق من التعامل مع شخص مصاب بالثعلبة، وهذا ما أكّده موقع (Pfizer) في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Alopecia Areata”، ولمعرفة المزيد من التفاصيل عنها يمكنكِ الضغط هنا.
الاحتياطات الشخصيّة
على الرغم من أن الثعلبة ليست معدية، إلا أن الحفاظ على النظافة الشخصيّة واتخاذ بعض الاحتياطات يُعتبر خطوة جيدة في التعامل مع أي مرض جلدي، لذا من الأفضل دائمًا استخدام أدوات شخصيّة خاصّة وعدم مشاركة الأدوات مثل الفرش والأمشاط، فهذه الاحتياطات تُساعد في منع انتقال أي عدوى جلدية أخرى قد تكون مصاحبة للثعلبة.
كيفيّة علاج الثعلبة بالأعشاب
هل الثعلبة معدية وكيف يمكن علاجها طبيعيًا؟ يقدّم الطب البديل عدّة خيارات لعلاج الثعلبة باستخدام الأعشاب الطبيعيّة، والتي يمكن أن تُساهم في تحسين حال فروة الرأس وتحفيز نمو الشعر، وتُتعبَر هذه العلاجات الطبيعية بديلًا أو مكمّلًا للعلاجات الطبيّة التقليديّة، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
زيت إكليل الجبل
يُعتبر زيت إكليل الجبل من أكثر العلاجات الطبيعيّة فعالية لتحفيز نموّ الشعر، حيث يحتوي مواد فعّالة تُساعد في تحسين الدورة الدمويّة إلى فروة الرأس، ممّا يُعزّز من نمو الشعر، لذا يمكن تدليك فروة الرأس بهذا الزيت بانتظام للحصول على أفضل النتائج.
عصير البصل
يحتوي عصير البصل نسبة عالية من الكبريت، ممّا يُساعد في تحسين الدورة الدمويّة إلى بصيلات الشعر وتحفيز نموّ الشعر، لذا يمكن استخدامه مباشرةً على فروة الرأس وتركه لبضع ساعات قبل غسله بالشامبو، وهذا العلاج قد يكون فعالًا ولكنّه يتطلّب بعض الصبر بسبب رائحة البصل القويّة.
الصبار (الألوفيرا)
يُعرف الصبار بخصائصه المضادّة للالتهابات والمهدّئة لفروة الرأس، لذا يمكن استخدام جل الصبار الطبيعي مباشرة على المناطق المصابة وتركه لبضع ساعات قبل غسله بالماء الفاتر لتهدئة الفروة وتقليل الالتهابات، ممّا يُساهم في تحفيز نمو الشعر.
هل الثعلبة معدية؟ لقد تبيّن من خلال هذا المقال أنّها ليست معدية ولا تنتقل من شخص لآخر، فالثعلبة هي حال صحية تتطلّب فهمًا عميقًا ورعاية مناسبة، لذا باستخدام الأعشاب الطبيعية واتّخاذ بعض الإجراءات البسيطة، يمكن تحسين حالة فروة الرأس وتحفيز نمو الشعر، ولكن يجب استشارة الطبيب المختصّ أوّلًا.ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أفضل علاج لإنبات الشعر من الصيدلية وأهم الطرق الطبية الحديثة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن التعامل مع الثعلبة يتطلّب صبرًا والتزامًا بالعلاج المناسب، لذا من المهمّ أن نحافظ على صحّتنا النفسيّة ونبتعد عن التوتر، فهذا يساعد في تقليل فرص الإصابة بالثعلبة، كما أوصي بالاعتماد على العلاجات الطبيعية والتحدث مع المختصّين للحصول على المشورة الطبية الصحيحة، فالأعشاب يمكن أن تكون إضافة مفيدة إلى نظام العلاج العام، ولكن يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل بدء أي علاج جديد لضمان سلامته وفعاليته.