سؤال اليوم: هل الالتهابات تسبب جفاف المهبل ؟ تعدّ مشكلة جفاف المهبل واحدة من القضايا الصحية التي تعاني منها العديد من النساء في مراحل مختلفة من حياتهنّ، لذا فإّن فهم هذه العلاقة بين هذه المشكلة والمعاناة من الالتهابات يمكن أن يساعد في تقديم العلاجات المناسبة والوقاية من مواجهة الأمراض النسائية الأكثر شيوعًا التي قد تكون مرتبطة بها.
في هذا المقال، سنشرح عن مشكلة جفاف المهبل وأسبابها، ثم نتناول بالتفصيل الأسباب المختلفة لالتهاب المنطقة التناسليّة عند النساء، ونحلّل العلاقة بين هذه الالتهابات وجفاف المهبل، لنختتم بالحديث عن الطرق العلاجية الموصى بها وكيفية الوقاية منها.
أسباب التهاب المنطقة التناسليّة عند النساء
هل الالتهابات تسبب جفاف المهبل ؟ إنّ التهابات المنطقة التناسلية تعدّ من المشاكل الصحية الشائعة بين النساء، ولها أسباب متعدّدة تتفاوت بين البكتيرية والفطرية والفيروسية، وهي حسب موقع Mayo Clinic في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Yeast Infection (Vaginal)” العام الماضي، تتميّز بظهور عوارض متعدّدة مثل: حكة وحساسية في المهبل والفرج، إحساس بالحرقان خاصة أثناء الجماع أو أثناء التبول، احمرار وتورم في الفرج، الشعور بألم في المهبل، طفح مهبلي، إفرازات مهبلية سميكة بيضاء اللون وعديمة الرائحة وتشبه الجبن القريش، وإفرازات مهبلية مائية، ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا. أمّا في ما يلي سنطرح الأسباب والتي قد تشمل:
أسباب بكتيرية
تحدث الالتهابات البكتيريّة عندما يحدث اختلال في توازن البكتيريا الطبيعية في المهبل، حيث تتسبب البكتيريا الضارة في التهاب وحساسية الأنسجة المهبلية، مما يؤدي إلى مواجهة عوارض مثل الحكّة والإفرازات غير الطبيعية، أمّا البكتيريا الشائعة التي تسبب هذه الالتهابات تشمل الغاردنريلا، البريفوتيلا، الموبيلونكوس، الميجاسفيرا، السنيثيا، وهذا وفقًا لموقع منظّمةالصحّة العالميّة (Word Health Organization)، في مقالة نُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Bacterial vaginosis”. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
أسباب فطرية
عادةً ما تكون الالتهابات الفطرية ناتجة عن فرط نمو الفطريات في المهبل، والتي تحدث غالبًا بسبب ضعف جهاز المناعة أو استخدام المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا النافعة، وفطر الكانديدا هو الأكثر شيوعًا بين الفطريات المسببة للالتهابات المهبلية، أمّا العوارض في هيه الحال فتشمل الحكة الشديدة، والإفرازات السميكة، والشضعور بالألم أثناء الجماع.
أسباب فيروسية
تنتج الالتهابات الفيروسية عن الإصابة بفيروسات مثل فيروس الهربس البسيط وفيروس الورم الحليمي البشري، وعادةً ما تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي وتسبب ظهور عوارض مثل القروح والألم والحساسية، وهذه الحال تحتاج إلى علاج مختصّ حيث يمكن أن تكون سببًا في المعاناة من مشاكل صحية طويلة الأمد.
علاقة التهاب المهبل بجفافه
الكثير من النساء يتساءلن: هل الالتهابات تسبب جفاف المهبل ؟ الإجابة نعم، هناك علاقة وثيقة بين الالتهابات وجفاف المهبل، وهذا وفقًا لCleveland Clinic في مقالة نُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Vaginal Atrophy”، أمّا ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا. وفي ما يلي الشرح عن هذه القضيّة:
التأثير المباشر للالتهابات
عند الإصابة بالتهابات المهبل، سواء كانت بكتيرية أو فطرية أو فيروسية، فإن ذلك يؤدي إلى تغيير في بيئة المهبل، ممّا يؤثّر على إفرازات المهبل الطبيعية ويؤدي إلى الجفاف لأنّ هذه المشكلة تسبب حساسية والتهابًا في الأنسجة، ممّا يقلّل من نزول إفرازات الترطيب الطبيعية في المهبل، وبالتالي انخفاض مرونة الأنسجة المهبليّة وجعلها أكثر عرضةً للجفاف.
التأثير غير المباشر للالتهابات
يمكن أن يساهم استخدام علاجات التخلص من الالتهابات، مثل المضادات الحيوية والمضادات الفطرية أيضًا في جفاف المهبل، حيث أنّ تناول هذه الأدوية يؤدّي إلى القضاء على البكتيريا النافعة التي تساعد في الحفاظ على رطوبة المهبل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبّب تناول بعض الأدوية تغيرات هرمونية تؤثر على إنتاج الإفرازات المهبلية.
الطرق العلاجيّة الموصى بها
هل الالتهابات تسبب جفاف المهبل ؟ بعد الإجاية عن هذا السؤال، سنقدّم لكِ بعض النصائح والتوجيهات التي يمكن أن تُساعد في علاج هذه الحال، وتشمل:
العلاج الطبي
لعلاج الالتهابات التي تسبّب جفاف المهبل، يوصى باتباع التعليمات الطبية واستخدام الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء، وقد يشمل العلاج الطبي تناول المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية، والمضادات الفطرية لعلاج الالتهابات الفطرية، والأدوية المضادة للفيروسات لعلاج الالتهابات الفيروسية، كما قد يتطلّب أيضًا الالتزام بتعليمات الطبيب لتجنب تكرار الإصابة وضمان تلقّي العلاج الكامل.
العلاج الطبيعي
إلى جانب العلاجات الطبية، يمكن استخدام بعض العلاجات الطبيعية لتخفيف العوارض وترطيب المهبل، وقد تتضمن استخدام الزيوت الطبيعية مثل زيت جوز الهند وزيت الزيتون، التي تساعد في ترطيب الأنسجة وتقليل الحساسية، كما يمكن تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي والكمبوتشا لتحسين توازن البكتيريا النافعة في الجسم.
إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة
يمكن أن يساعد إجراء تغييرات في نمط الحياة أيضًا في الوقاية من الالتهابات وجفاف المهبل. من النصائح الموصى بها:
- ارتداء الملابس الداخلية القطنية، لأنه تساعد في تهوية المنطقة التناسلية وتقليل الرطوبة التي قد تسهم في نمو البكتيريا والفطريات.
- تجنب استخدام المنتجات المعطّرة في المنطقة التناسلية، لأنّه يمكن أن يسبب حساسية ويزيد من خطر الإصابة بالالتهابات.
- الحفاظ على نظافة وجفاف المنطقة التناسلية، وذلك بغسلها بالماء الدافئ والصابون اللطيف وتجفيفها جيدًا بعد الاستحمام.
- شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على الترطيب العام للجسم، مما يساعد في الحفاظ على رطوبة الأنسجة المهبلية.
في الختام، يمكن القول بأن الالتهابات تؤدّي دورًا كبيرًا في التسبّب بجفاف المهبل، لذا فإنّ إن فهم العلاقة بين هاتين الحالين يساعد النساء على اتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية المناسبة للتخفيف من هذه المشكلة، كما أن اتباع النصائح الطبية والطبيعية يمكن أن يساهم في تحسين الصحة العامة للمهبل والحفاظ على توازنه الطبيعي. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أفضل طرق ترطيب المناطق الحساسة طبيعيًا.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أن التوعية بمثل هذه المواضيع الصحية الحساسة أمر بالغ الأهمية، لذا يجب على النساء أن يكون لديهن معرفة كافية بأسباب وعوارض الالتهابات وجفاف المهبل وطرق الوقاية والعلاج المناسبة، لضمان الحفاظ على صحة وسلامة جهازهن التناسلي.
