يُعدّ سرطان الثدي من بين أكثر الأمراض شيوعًا لدى النساء، مع احتمال تشخيص واحدة من كل ثماني نساء به خلال حياتها. في حين أنّ عوامل عديدة تسهم في زيادة احتماليّة الإصابة، قد يطرح الكثيرون السؤال حول دور الأمومة: هل تزيد الأمومة من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
بالاستناد إلى أحدث المعلومات العلميّة حول هذا المرض، سنُجيبكِ عن هذا السؤال بشفافية في هذا المقال عبر موقعنا.
العلاقة بين الإنجاب وسرطان الثدي
تشير الدراسات الحديثة إلى أنّ هناك علاقة معقّدة بين الإنجاب وسرطان الثدي. فعلى الرغم من أنّ الحمل الكامل والتبكير به قد يقلّلان من خطر الإصابة لدى بعض النساء، إلّا أنّ الحمل الأوّل في سنٍّ متأخّرة قد يزيد من المخاطر. هذا يعود إلى التأثير الهرموني للحمل؛ إذ أنّ ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين خلال هذه الفترة يؤثّر على الخلايا في الثدي ويزيد من احتمال تعرّضها للتغيّرات السرطانيّة في حالاتٍ معيّنة. ومن جهةٍ أخرى، يُعتقَد أنّ الرضاعة الطبيعيّة قد تقلّل من مخاطر سرطان الثدي، حيث تعمل على خفض مستوى الهرمونات التي تزيد من هذا الخطر. ممّا يوفّر حمايةً طبيعيّة ضدّ المرض.
عوامل الخطر الأخرى المرتبطة بالأمومة
تظهر أبحاث مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أنّ بعض العوامل المتعلّقة بالأمومة تزيد من احتماليّة الإصابة بسرطان الثدي. على سبيل المثال، الحمل بعد سن الثلاثين أو عدم حدوث حمل مكتمل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة. إضافةً إلى ذلك، إنّ النساء اللواتي لديهنَّ ثدي أكبر حجمًا أكثر عرضةً للخطر، حيث يمكن أن تخفي الكثافة الزائدة على الأشعة أيّة تغيّرات غير طبيعيّة. ممّا يجعل اكتشاف السرطان أكثر صعوبة. إلى جانب هذا، تزداد المخاطر إذا كانت هناك سوابق عائلية أو جينات وراثية معينة مثل BRCA1 وBRCA2.
التوجيهات الحديثة حول الفحص المبكر
وفقًا للجنة الخدمات الوقائية الأمريكية (USPSTF)، والتي قامت بتحديث توصياتها في عام 2023. توصي الآن ببدء الفحص المنتظم عن طريق الماموغرام للنساء بعمر 40 عامًا، أي قبل عشر سنوات من التوصيات السابقة. وقد جاءت هذه التوجيهات نتيجةً لزيادة حالات سرطان الثدي لدى النساء في الأربعينيات من العمر. وهي تهدف إلى اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة. ممّا يزيد من فرص العلاج الفعال والناجح. كما أكّدت الدراسات الحديثة أنّ البدء بالفحص المبكر يساعد على تقليل الوفياّت بنسبة كبيرة خاصّةً بين النساء في هذه الفئة العمريّة.
ماذا يمكنكِ فعله لتقليل المخاطر؟
بالإضافة إلى الفحوصات الدورية، يؤدّي اتّباع العادات الصحيّة دورًا هامًا في الوقاية من سرطان الثدي. لذا، يُنصَح بممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على وزنٍ صحّي، وتجنّب استهلاك الكحول بكمياتٍ كبيرة. كما يُنصَح بمناقشة مخاطر العلاج الهرموني خلال فترة انقطاع الطمث مع الطبيب. أمّا الرضاعة الطبيعية فتعتبَر أيضًا من العوامل التي يمكن أن تقلّل من خطر الإصابة، وقد أكّدت الأبحاث على فوائدها في حماية الثدي من بعض التغيّرات السرطانيّة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على العلامات التي قد تكون الإنذار الأول للإصابة بسرطان الثدي.