قد تكون الزوجة التي تجرح زوجها بالكلام في بعض الأحيان تعرّضت لضغوط معيّنة أدّت الى فقدانها السيطرة على أقوالها.
نسمع غالبًا عن جرح الزوج لزوجته بالكلام وتأثيره على الأولاد، وتداعيات جرح الزوج لمشاعر زوجته، ولكن نادرًا ما نسمع عن الزوجة التي تجرح زوجها بالكلام، رغم حدوث الأمر في مواقف عدّة. وفي حين يُعتبر التعامل الحسن والاحترام المتبادل بين الزوجين من القيم الأساسيّة في أي زواج وفي التعامل بين أي شخصين، تتعارض أذيّة أحد الزوجين للآخر بالكلام، مع القيم الأساسيّة لبناء علاقة زوجيّة صحّيّة تُبنى وتستند على التفاهم والمحبّة. سنتطرّأ في هذا المقال الى جرح الزوجة لزوجها بالكلام، عن طريق الإشارة الى حكمها. بالإضافة الى إعطاء بعض النصائح لتتبعها الزوجة للحفاظ على العلاقة السليمة مع زوجها.
نصائح للزوجة لحياة زوجيّة صحيّة
نقدّم لك في ما يلي بعض النصائح التي تساعد، في حال اتّباعها في الحفاظ على حياة زوجيّة سعيدة، وأبرزها:
- الاحترام المتبادل: على الزوجة أن تحترم زوجها وآرائه حتّى وإن كانت تخالفه الرأي. وتظهر له الاهتمام والحبّ، فالعلاقة الزوجيّة الناجحة هي التي تقوم على التفاهم والمحبّة والاحترام يعزّز الثقة والود بين الزوجين ويؤدّي الى المحافظة على هذه الأُسُس وتوطيد العلاقة بين الزوجين، وتفادي مشاكل الحياة الزوجيّة.
- التواصل الجيّد: التواصل الصادق والمفتوح هو أساس العلاقة الناجحة. لذلك حاولي أن تتحدّثي مع زوجك بانتظام عن مشاعرك وأفكارك، واستمعي إلى ما لديه ليقوله. يُعدّ التواصل الفعّال أساسًا لبناء علاقة قائمة على الفهم والثقة، كما أنّ التواصل المفتوح مع زوجك، يُسهم في فهم احتياجات بعضكما وتعزيز التفاهم بينكما.
- الاهتمام بالأسرة والمنزل: من أهمّ واجبات الزوجة هي الاهتمام بالأسرة ويرتكز بناء بيئة عائليّة صحيّة على اهتمام الزوجة بعائلتها عن طريق تلبية احتياجاتها وتوفير الراحة النفسيّة والجسديّة وتقديم الدعم العاطفي لأفرادها. كما عليها تنظيم المهام وتوزيعها بين الأفراد بشكل عادل، من أجل المساهمة في الحفاظ على بيئة منظّمة ومريحة.
- اشتراك الزوجة في القرارات المتعلّقة بأسرتها: لتحقيق أهداف الحياة المشتركة، يجب أن تساهمي بفعاليّة في صنع القرارات المهمّة المُتعلّقة بعائلتك ومنزلك، فدورك حيويّ في ضمان التقدّم والاستقرار.
- التسامح وحلّ النزاعات بتفهّم وبشكل بنّاء: يرتكب الجميع أخطاء، لذلك من المهم أن تكوني متفهّمة ومتسامحة عند حدوث خلافات. تعلّمي طريقة حلّ النزاعات بشكل هادئ وبنّاء، من دون تضخيم المشكلة واللجوء الى توجيه الإهانات، فالتّفاهم والتسامح يساعدان على حل المشاكل بإيجابيّة.
- دعم وتشجيع الزوجة للزوج: قدمي الدعم والتشجيع لزوجك دائمًا، لأنّ ذلك سيعطيه شعورًا بالدعم ويعزّز ثقته بنفسه ويقوي علاقتكما. إضافةً الى ذلك، قدّري الجهود التي يبذلها زوجك مهما كانت بسيطة، لأنّ اعترافك بها قد يعزّز علاقتكما.
- العناية بالصحة البدنيّة والنفسيّة: العناية بصحتك البدنية والنفسية تساعدك على أن تكوني أكثر سعادة ورضا في حياتك الزوجيّة. خاصّةً وأنّ أغلب أسباب جرح الزوجة لزوجها بالكلام ناتجة عن التعب الجسدي والضغوط النفسيّة التي تواجهها الزوجة.
- الاهتمام بالعلاقة العاطفية: حافظي على علاقة عاطفيّة متينة وقويّة مع زوجك من خلال قضاء وقت ممتع معًا، والقيام بأنشطة ممتعة لكليكما، لأنّ من شأن ذلك أن يقوّي الرابط بينكما، ويبعد المشاكل الزوجيّة.
- التمتّع بالمرونة والقدرة على التكيّف: تتطلب الحياة الزوجية المرونة والقدرة على التكيف مع التغيّرات الحاصلة وضغوطات الحياة، لذلك عليك أن تعلّمي كيفيّة التكيف معها وعدم التشبّث بمواقفك.
حكم الزوجة التي تجرح زوجها بالكلام
سنطلعكِ على حكم الزوجة التي تجرح زوجها بالكلام، استنادًا الى الأحاديث والنصوص الدينيّة التي تحدّثت عن الأمر، والكلمات الجارحة التي قد يتبادلها كل من الزوجين، بعد أن كنّا ذكرنا في مقال سابق أبرز الأحاديث عن طاعة الزوجة لزوجها. فالزوجة قد تُذمّ على تصرفها هذا، ولكن الحكم يعتمد على السياق وظروف كل حالة على حدة. واليك الأحكام الشرعيّة الإسلاميّة حول الموضوع:
- تحذير الشرع من الإيذاء بشكل عام: إذ شدّد الدين الإسلامي على أهميّة الودّ والرعاية بين الزوجين وحذّر من الإيذاء حتّى بالكلام. ونُقل عن النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم قوله: “إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم”.
- التشجيع على التوبة والغفران: فتح الإسلام باب التوبة والغفران وشدّد على ضرورة ذلك، بالإضافة الى العمل على تصحيح الأخطاء، وذكر في قول الله تعالى: “وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ” (الحج: 56).
- ضرورة الحوار والتفاهم: شدّد الشرع الإسلامي على أهميّة التواصل الجيّد والحكمة في حلّ النزاعات، وورد في قول الله تعالى: “ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” (النحل: 125).
برأيي الشخصي كمحرّرة، في حال قامت المرأة بجرح زوجها بالكلام، يمكنها الاعتذار عن سوء تصرّفها مهما كانت الأسباب التي أدّت الى ذلك، وعلى الزوج أن يسعى إلى التعامل بحكمة وصبر، وأن يحاول معالجة أي مشكلات بينه وبين زوجته بطريقة بناءة. إذ ينبغي على الزوجين التواصل باحترام والعمل على السيطرة على مشاعرهما السلبيّة لدى مواجهة أي مُشكلة بهدف تحقيق استقرار الحياة الزوجيّة وسلامة الأسرة.