الطفل اجتماعي بطبيعته.. المهم أن تعرفي كيف "تستغلّي" هذه الطبيعة وهذا الطبع لتساعدي صغيركِ على الاندماج في العالم الخارجي وتنمية مهاراته الاجتماعية. كيف ذلك؟ إليكِ فيما يلي بعض النصائح والتعليمات:
اقرأي أيضاً: كيف تعلّمين طفلك الكلام؟
– في خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، سيتهيأ لكِ بأنّ طفلك لا يتفاعل معك ولا يعيرك اهتمامه، ولكنّك مخطئة في تقديرك. فصغيرك في هذه المرحلة، يصغي إلى رنة صوتك ويتأمل في وجهك ويهتم بأدقّ تفاصيله، ويتعلّم عن الأشخاص من حوله وكيف يعبر عن مشاعره تجاههم.
ولتشجيعه على تطوير مهاراته، تنصحكِ "عائلتي" بأن تستجيبي سريعاً لاحتياجاته وتهدّئي روعه إن بكى، وترضعينه إن جاع. فبتصرّفك على هذا النحو، تعلّمينه بأن يثق بك وبقدرتك على تلبية حاجاته. والثقة هي أساس التنمية الاجتماعية.
وفي هذه المرحلة أيضاً، يمكنكِ أن تقومي بحركات في وجهك وتنتظري طفلك بضع ثوان لتري إن كان سيقلّدك. فهذه الطريقة، لن تعلّم صغيرك تعابير الوجه وحسب، بل ستعلّمه تبادل الأدوار كذلك.
– وفي ما بين الأسبوعين الخامس والثامن بعد الولادة، سيبتسم لك طفلك للمرة الأولى. والسر في هذه الابتسامة: تطور قدرته على التحكم بعضلات وجهه من جهة، والاعتياد على النظر في وجهك ورؤيتك تبتسمين من جهة أخرى.
وفي هذه المرحلة أيضاً، سيتعلّم طفلك التمييز بين مختلف المشاعر الإنسانية من سعادة وغضب وخوف بمجرد النظر إلى تعابير وجهك. ومن هذا المنطلق، تدعوكِ "عائلتي" إلى أن تحافظي على رباطة جأشك وهدوئك، فصغيركِ يترصد كل حركاتك وقد يبكي إن رآكِ غاضبة أو حزينة!
– عندما يبلغ طفلك شهره الثاني، ستلاحظين بأنه يتأملك ويحدّق في وجهك لاسيما في فمك وعينيك. ولتحفيزه على تطوير قدراته التفاعلية، سيكون عليكِ أن تحدقي به أيضاً وتنظري في عينيه وتبتسمي له. فالمعروف عن هذه التقنيات بأنها وسائل تواصل اجتماعية مهمة.
– بعد بضعة أسابيع، وعندما يبدأ صغيرك بالمكاغاة والتكلّم بلغة طفولية غير مفهومة، بادليه الحديث واستجيبي لأصواته ومكاغاته بلغة شبيهة، حتى يتعلّم منك أصول الحوار وقواعد النقاش السليم القائم على الأخذ والرد في الكلام.
– لا تترددي في التحدث إلى طفلك عن كل شيء يراه ويلمسه ويسمع عنه أو يشير إليه، وفيما تعملين في المنزل، أخبري طفلكِ عن كل خطوة تقومين بها.
– شجّعي طفلكِ على اللعب والتفاعل الاجتماعي. فالألعاب التفاعلية توفر فرصةً لك ولطفلك للتواصل. جرّبي منها الألعاب التي يستمتع بها صغيركِ وتلك التي تروّج للتفاعل الاجتماعي، كالغناء مثلاً.
– عند نحو الشهر السابع، قد يبكي طفلكِ عند وجوده في مكان جديد وفي حضرة غرباء أو حتى أقرباء لم يعتد على رؤيتهم في شكل يومي. وهذا أمر طبيعي جداً. عندئذٍ، سيكون عليك أن تمنحي طفلك بعض الوقت حتى يعتاد على الأجواء الجديدة ويبادر بالاختلاط بالآخرين.
وإن بدا طفلكِ خجولاً ومتحفظاً، ابذلي ما في وسعكِ للتعامل مع مخاوفه. وإن كان لا يريد لأحد الأشخاص أن يحمله، لا تجبريه على ذلك ودعيه يبقى بين ذراعيك.
– حفّزي طفلكِ على التفاعل في شكل يومي مع الأشخاص من حوله حتى يتعلّم منهم الطريقة التي يتحدثون بها مع بعضهم البعض.
– دغدغي طفلكِ من وقتٍ لآخر حتى يتعلّم روح الدعابة ويتمكّن من التمييز بين التفاعلات البشرية الجدية وتلك المسلية.
– افسحي لطفلكِ مجال الوجود في حضرة أطفال أكبر سناً يتفاعل معهم ويدرس تفاصيلهم من خلال ملامسة وجوههم وشعرهم.
وبالإضافة إلى كل ما سبق، لا تنسي معانقة طفلك وتقبيله بين الحين والآخر وذلك حتى تكون محبتك الأساس الذي سيعلّمه التفاعل مع الآخرين ويمنحه حياةً اجتماعية ناشطة مليئة بالصداقات.
اقرأي أيضاً: لا تفاخري بأمومتك على مواقع التواصل الاجتماعي!