من الطّبيعي أن يبكي الأطفال الرّضع بين الحين والآخر، ولكنّ بكاءهم بشكلٍ مستمرّ قد يُنبئ بوجود مشكلة أكثر خطورة. وإن كان طفلكِ يبكي من دون توقف، فلا شكّ تتسائلين عمّا إذا كان يعاني من الغازات والمغص أم يواجه أعراض الارتجاع المعدي المريئي. فأعراض الحالتين تتشابه أحياناً كثيرةً، إلّا أنّ الفوارق التالية ستسمح لكِ بعدم الخلط بينهما:
* تكاد نوبات البكاء الشديد عند الطفل المصاب بالمغص أن تحدث في الوقت نفسه من الليل أو النهار، وغالباً ما تُصاحبها آلام حادة في الأحشاء وجسم متشنّج وقدمين مقوّستين وقبضتين مشدودتين. أما نوبات البكاء الناتجة عن الإصابة بارتجاع المريء، فلا يمكن توقّعها، ولكنّها تحدث في الغالب بعد الرضاعة وترافقها علامات كثيرة، من بينها: التقيؤ والكح والحازوقة، إلخ.
* تختلف مسببات المغص عن مسببات ارتجاع المريء. وفي حين لا تزال الدراسات حتى الآن غير قادرة على تحديد دوافع أخرى للمغص سوى الغازات، تؤكد الأبحاث أنّ ارتجاع المريء عند الرّضع يتأتى عن عجز الصمام الرابط بين المريء والمعدة عن الإقفال بإحكام ومنع ارتداد عصارة المعدة إلى الحلق فالفم.
* يختلف المغص عن ارتجاع المريء من حيث طرق العلاج والتأثيرات على المدى الطويل. ففي حين تختفي أعراض المغص من تلقاء نفسها بين الشهرين الثالث والرابع من دون أي أضرار تذكر، تستمر أعراض ارتجاع المريء في الطفل حتى عمر السنة.
وضعيات تُسكِّن آلام المغص عند الأطفال
ولتهدئة الطفل الممغوص، يوصي الأطباء عادةً بتدليك هذا الأخير أو تنوميه على بطنه أو تحويل تركيزه عن ألمه بمصادر ضجة قوية. أما لعلاج ارتجاع المريء، فمن الممكن لجلسات رضاعة قصيرة ومتقاربة أو تغيير نوعية الحليب الصناعي أو وضعية النوم أن تفي بالغرض.
* في حال بقي ارتجاع المريء عند الأطفال من دون علاج فقد يتسبب بمشاكل صحية خطيرة لاحقة، والعكس غير صحيح بالنسبة إلى المغص.