ليست بالمعلومة الجديدة أنّ الرجل إجمالاً ما يميل لدى إختياره لشريكة حياته إلى شبيهة أمّه، ولكن هل تساءلت يوماً عن السبب؟
إذ إنّ هناك إحتمالا كبيراً أن تتشاركي بالعديد من الصفات، حتى لو لم يحلُ لكِ الأمر، مع حماتكِ، ألا وهي المرأة الأولى التي وقع زوجكِ في حبّها!
دراسة حديثة في فنلندا أرادت الغوص في هذا الموضوع، مجرية تجربة على 70 رجلاً وإمرأة لمقارنة ملامح وجوه الزوجات بالأمّهات، في مقابل الأزواج بالأباء. أمّا النتيجة، فكانت مذهلة، فقد تبين عند الأكثرية الساحقة أنّ الزوجات يشبهن إلى حدّ كبير بملامحهنّ أمهات أزواجهن، في مقابل عدم وجود أي تشابه ما بين الأزواج وأباء الزوجات.
للمزيد: من يفضل الرجال أكثر: السمراوات أو الشقراوات؟
أما السبب من الناحية العلميّة، فيرجعه الطب النفسي إلى بداية تطوّر الإنسان،إذ إنّ الرجل يلجأ بطريقة مبرمجة وغير واعية لإنتقاء شريكة مشابهة تأتي من "الفريق نفسه". ومن الذي يحدّد معايير هذا الفريق؟ بالطبع ومن دون جدال، المرأة الأولى في حياته، ألا وهي أمّه!
وبالتالي، تتحول الأم إلى نموذج يبحث الرجل عن التشبه به عند إختيار زوجته، في حين أنّ الأمر لا ينطبق بالشكل ذاته على المرأة وإختيارها لشريك حياتها مقارنة بصورة الأب.
ولعلّ التشابه الذي يبحث عنه الرجل لا يقتصر على ناحية الشبه في الملامح، فقد تبين أنّ الأم تؤثر في شكل كبير على طريقة تفاعله وتواصله مع النساء لاحقاً في حياته. فالرجل يبحث في زوجته عن شخصية تشابه طباع أمّه إن كانت حنونة ومعطاءة، أو مستقلّة وقويّة!