يُعَدّ موضوع وحام الولد من أكثر الأمور التي تشغل بال الكثير من النساء الحوامل في المراحل المبكرة من الحمل. تدور الكثير من الأسئلة حول إذا ما كانت هناك علامات خاصّة تميّز الحمل بذكر عن الحمل بأنثى، وخاصة عندما يتعلّق الأمر بالوحام. فهل هناك حقًا دلائل علمية يمكن الاعتماد عليها لمعرفة جنس الجنين من خلال وحام الأم؟
في هذه المقالة، سنتناول الموضوع بالتفصيل ونوضح بعض المعلومات والاعتقادات الشائعة، ونقدّم توضيحات علميّة بناءً على أحدث الدراسات.
ما هي العلامات التي تدل على أن الجنين ذكر؟
يربط العديد من النساء بين وحام الولد وظهور علامات معيّنة خلال فترة الحمل، معتقداتٍ أنّ هناك بعض العلامات التي تشير إلى أن الجنين قد يكون ذكرًا.
تشير الكثير من المعتقدات الشعبيّة إلى أنّ المرأة الحامل بذكر قد تلاحظ بعض التغيّرات الجسديّة مثل الوحام على الأطعمة المالحة أو اللحوم والبروتينات، بالإضافة إلى نموّ بطنها بشكلٍ منخفض أكثر مقارنة بالحمل بأنثى، وهذا ما يُحَدّد الفرق بين بطن الحامل بولد والحمل ببنت. من الشائع أيضًا الربط بين البشرة الصافية أثناء الحمل وبين إنجاب ذكر، حيث يُعتقَد أنّ الحمل بفتاة قد يؤدّي إلى المعاناة من بشرة باهتة أو مليئة بحبّ الشباب.
إلّا أنّ الدراسات العلميّة لم تثبت وجود علاقة بين هذه العلامات وجنس الجنين. لا توجد أدلّة علمية قويّة تدعم هذه الأفكار، حيث تعتمد على تجارب فرديّة وتفاوتات طبيعيّة تحدث مع كلّ حمل. في الحقيقة، الطريقة الوحيدة المضمونة لمعرفة جنس الجنين هي من خلال الفحوصات الطبية، مثل السونار في الأسبوع العشرين من الحمل.
وحامي خفيف، هل أنا حامل بولد؟
في المجتمعات العربية، تنتشر بعض الشائعات بين النساء الحوامل حول وحام الولد ، ومن ضمن هذه الأفكار هو أنّ الوحام الخفيف أو عدم الشعور بالغثيان بشكل كبير قد يكون دلالة على أن الجنين ذكر.
بناءً على هذه المعتقدات، تميل النساء إلى التفكير في أنّ الوحام القوي والمرتبط بالغثيان الشديد قد يشير إلى الحمل بأنثى، بينما الوحام الخفيف قد يشير إلى الحمل بذكر. فهل هذا صحيح؟ من الناحية العلميّة، لم تثبت الدراسات الطبيّة أيّ علاقة بين شدة الوحام وجنس الجنين. فالوحام هو نتيجة للتغيّرات الهرمونيّة التي تحدث في جسم المرأة أثناء الحمل، والتي تختلف من امرأة لأخرى بناءً على عوامل عديدة، مثل العوامل الوراثيّة وصحة المرأة العامة.
كما يشير الأطباء إلى أنّ الوحام قد يظهر بشكل ٍمختلف في كل حمل حتى لدى المرأة نفسها. وبالتالي، ليس من الممكن تحديد جنس الجنين بناءً على شدّة الوحام أو مدّته. وهذا ما أكّده موقع babycenter.com عبر مقالة “When do pregnancy cravings start?” التي نُشِرَت هذا العام.
ما الفواكه التي تدل على الحمل بولد؟
لا يقتصر الوحام فقط على الشعور بالغثيان أو الرغبة في تناول أنواع معيّنة من الطعام، بل يمتدّ ليشمل نوعيّة الأطعمة التي تشتهيها الحامل.
من ضمن المعتقدات الشعبيّة المتعلّقة بموضوع وحام الولد ، يقال إنّ بعض الأطعمة أو الفواكه قد تكون مؤشرًا على الحمل بذكر. فمثلًا، يُشاع أنّ تناول الموز بكثرة قد يشير إلى الحمل بذكر، بناءً على اعتقاد أنّ الأطعمة الغنيّة بالبوتاسيوم تزيد من فرص إنجاب الذكور. كما أنّ هناك من يعتقد أنّ شهوة المرأة الحامل لتناول الفواكه الحامضة مثل الليمون قد تدّل على أنها حامل بذكر.
ومع ذلك، لا يوجد أيّ دليل علمي يدعم هذه الأفكار. فالفواكه بحدّ ذاتها لا تحمل أيّ تأثير مباشر على جنس الجنين. فعادةً ما يُنصَح بتناول الفواكه والخضروات خلال فترة الحمل للحفاظ على صحّة الأم والجنين، ولكن ليس لاختيار جنس الجنين، فتحديده يعتمد بشكلٍ كامل على العوامل الوراثيّة ولا يمكن التأثير عليه من خلال النظام الغذائي.
في النهاية، تظل بعض الموضوعات مثل وحام الولد محطّ اهتمام كبير بين النساء الحوامل، ولكن يجب التأكيد على أنّ الكثير من المعلومات التي تُتداول بين الناس تعتمد على أساطير ومعتقدات قديمة أكثر من اعتمادها على أدلّة علميّة موثوقة. سواء كان وحامك خفيفًا أو كنتِ تشتهين فواكه معينة، فإن الطريقة الوحيدة الدقيقة لمعرفة جنس الجنين هي من خلال الفحوصات الطبية، وليس من خلال العوامل التي قد تبدو ظاهريةّ.
من المهم أيضًا أن تركّزي على تغذيتك الجيدة وصحّتك النفسيّة خلال الحمل، بغض النظر عن جنس الجنين. فالحصول على التغذية المتوازنة والراحة النفسية يؤدّي دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحّة الأمّ وجنينها، ويجب أن لا تؤثّر هذه الأفكار الشائعة على تجربتكِ الحياتية مع الحمل. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن الفرق بين نبض الجنين الولد والبنت.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ مثل هذه المواضيع المتعلّقة بتحديد جنس الجنين من خلال الوحام لا يجب أن تأخذ على محمل الجد بشكلٍ كبير. فبالرغم من أنّ هذه المعتقدات قد تكون ممتعة وتجلب بعض الحماس للحوامل، إلّا أنّ الأدلّة العلميّة تؤكّد أنّ كل هذه الأمور ليست سوى جزء من الخرافات التي انتشرت عبر الأجيال. الأهم من معرفة جنس الجنين هو التركيز على صحةّ الأم والجنين، وضمان توفير بيئة حمل صحيّة تساعد في ولادة آمنة.
