كيف اعود زوجي على الاهتمام بي؟ فهو لم يعد يهتمّ بعلاقتنا وبي كالسابق! في حال كان هذا التساؤل يدور في رأسك، وصلتي الى العنوان المناسب.
إن قلة الاهتمام بين الزوجين هو موضوع يظهر غالبًا بعد مضي وقت على علاقتهما. أسمع دائمًا من عدد من صديقاتي تساؤلات من هذا القبيل، مثل: “جرّبت كل شيء. ما الذي يمكنني فعله لجعله يهتم بي أكثر؟”. “كيف اعود زوجي على الاهتمام أو أعلّمه الاهتمام بي؟. “سابقاً كان الأمر مختلفاً، فما سبب هذا التغيير؟”.
اطمئنّي ولا تشغلي بالك، فهذه التساؤلات طبيعيّة. إنها واحدة من الأسئلة المتكرّرة في العلاقة الزوجيّة. فإذا كنت تشعرين أنّ زوجك لم يعد يهتمّ بك، اليك في ما يلي بعض الطرق لتقييم الأمور ومنح نفسك الفرصة لتغيير هذا الأمر.
العلاقات الزوجيّة تتطور وهذا أمر طبيعي
في بعض الأحيان ما قد يبدو صعبًا بالنسبة الينا هو الفرق في التعامل خلال العلاقة بين بدايتها وحالتها بعد بضعة أشهر أو حتى بضع سنوات. إذ تميل العلاقات الرومانسيّة الى التعقّد مع الوقت. وهذا التغيّر والتطوّر يعتبر طبيعيّ تمامًا بالنسبة لخبراء العلاقات، فبناء علاقة قويّة وصحيّة على الدوام يتطلب “صيانة” واهتمام من الفريقين.
بالاستناد الى العلاقات في حياتنا عامّةً مع جميع من حولنا والتجارب التي نواجهها يوميًّا تكون مختلفة، وطريقتنا برؤية والتفاعل مع الأشياء وفهمها تؤثّر على شخصيّتنا. لذلك فمن المنطقي أن علاقتك الزوجيّة ليست استثناءً!
عليك أوّلًا تقبّل أنّ هناك مراحل مختلفة في حياة كلّ زوجين وفي علاقتهما الرومانسيّة. حتى في حالة العلاقة الصحية، فإن طريقة تطوّر العلاقة مع الوقت يمكن أن تتعارض مع العلاقة المبنيّة والراسخة في ذهنك. مثل هذا التغيير قد يكون أمرًا معتادًا ولا ينبغي أن يقلقك إلّا في حال ظهرت الفجوات تدريجيًّا بينك وبين زوجك وبدأت تزداد. وهنا عليك التصرّف لاسترجاع اهتمام زوجك كالسابق.
وهنا ما عليك فعله هو التوقّف عن مقارنة بدايات علاقتك بتلك التي تعيشها اليوم، وأن تقيّمي ما هي احتياجاتك الآن. خذي الوقت الكافي للتفكير في الأمر وقومي بإعداد قائمة لمساعدتك على فهم توقّعاتك بشكل أفضل.
هل يتحدّث زوجك نفس لغتك؟
السؤال الأول الذي يُطرح هنا هو: ماذا تعني لك “قلّة الاهتمام”؟ وعلى أي أساس تحدّدين الاهتمام الذي تتوقعيه من شريكك؟ وهل الاهتمام بالنسبة له يعني الشيء نفسه؟ وهل فكرت يومًا أن الاهتمام الذي تتوقعيه من زوجك ليس بالضرورة الاهتمام نفسه الذي يقدّمه هو لك؟
من جهةٍ أخرى، قد تمرّين خلال النهار باحتياجات مختلفة: ففي بعض الأحيان قد تحتاجين عناق أو باقة من الزهور، وأحيانًا أخرى قد تحتاجين الى يد عون في المنزل أو الأطفال، أو كلّ ما قد تحتاجينه هو الخروج لبعض الوقت مثلًا. إذا لم يمنحك شريكك الاهتمام الذي تحتاجينه أو تتوقّعيه في هذه اللحظة، ستميلين إلى الاعتقاد بأنه لا يهتم بك. ومع ذلك فهو يفعل ذلك، ولكن بطريقته الخاصّة. وفي حال لم تعبّري بوضوح عن ما تحتاجينه، لن يتمكن زوجك من تخمينه، فهو ليس في رأسك، ولا يمكنه توقّع ما تحتاجينه في هذا الوقت تحديدًا.
إذ لا يمكن وضع طريقة محدّدة للاهتمام لأنّ الأمر نسبي، في العلاقات الزوجيّة كما في العلاقات الأخرى. ويشير علماء النفس والخبراء في العلاقات الى أنّ عدم الاهتمام بين الزوجين يتوضّح في معظم الأحيان أنّها تؤدّي الى مشاكل زوجيّة كثيرة، إلّا أنّها زائفة. ففي حال اهتمّ بك زوجك، قد تشعرين في بعض الأحيان أنّه لم يعد يهتمّ بك. ولكنّ المشكلة هنا تكمن فقط بأنّكما لا تتحدّثان نفس لغة الحب في هذه اللحظة.
ذكّريه دائمًا بالأمور، حتى ولو كان ذلك يزعجك!
على عكس ما قد تعتقدين وتتوقّعين منه، لا يستطيع الرجل تذكّر كل شيء. تنتقد عديد من الزوجات أزواجهنّ بسبب اضطرارهنّ إلى تكرار الأمر الذي يطلبونه من أزواجهنّ باستمرار، ويشعرن بالإحباط أحيانًا عند الحاجة للتكرار الدائم. وغالبًا ما تميل بعض النساء إلى ربط التكرار بفكرة أن الزوج غير مهتمّ بهنّ، باعتبار أنّه في حال كان الزوج مهتمًّا فعلًا بزوجته، فلن تحتاج إلى تكرار نفسها.
وفي هذه الحالات ينصح الخبراء بالتفكير منطقيًّا بأنّ العمل والمهام اليوميّة والهموم التي قد يحملها الزوج، من الطبيعيّ أن تنسيه أمورًا، أشياء قلتيها أو طلبتي منه القيام بها. قد تحدث هذه الأمور ليس لأنه غير مهتمّ بك أو لأنّه قصد فعل ذلك بنيّة سيّئة، بل ربما كان ببساطة متوترًا أو منشغلًا بأشياء أخرى.
برأيي الشخصي كمحرّرة، قد تواجهك مواقف تشعرين خلالها أنّ زوجك لم يعد مهتمًّا بك، ولكنّ الأمر لا يكون هكذا. لذلك لا تتردّدي في التعبير عمّا في قلبك لزوجك، وعمّا تحتاجين منه. وبهذه الطريقة ستعرفين كيف تعوّدي زوجك على الاهتمام، وحاولي ألّا تجاهليه ليهتمّ بك في هذه الحالة. ولكن إذا شعرت أن التواصل لم ينفع، من الأفضل أن تلجئي الى استشارة متخصّصين، فقلّة اهتمام الزوج تشكّل مصدر قلق لكثيرات.
