يُعتبَر علاج الإمساك عند الحامل بالأعشاب من الحلول الطبيعيّة التي تلجأ إليها النساء خلال فترة الحمل، إذ يعاني الكثير منهنّ من هذه الحال التي تعدّ واحدة من أبرز المشاكل التي تواجه الحامل، والتي عادةً ما تبدأ في الظهور مع التغيّرات الجسديّة والهرمونيّة التي تحدث في جسمها خلال الحمل، ممّا يجعل البحث عن وسائل آمنة وفعّالة للتخلص منها أمرًا ضروريًا.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أسباب معاناة المرأة من الإمساك خلال الحمل، وسنسلّط الضوء على الأضرار المحتملة لهذه الحال إذا لم تُعالج، وسننتقل بعد ذلك إلى عرض طريقة علاج الإمساك عند الحامل بالأعشاب بأمان وفعالية.
أسباب معاناة المرأة من الإمساك خلال الحمل
إنّ مواجهة الإمساك خلال الحمل تُعتبَر من المشاكل الشائعة التي تصيب العديد من النساء، ولهذا الأمر أسباب متعدّدة تؤدّي إلى حدوثه، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
تتمثل أحد الأسباب الرئيسيّة في التغيرات الهرمونيّة التي تحدث في جسم المرأة خلال الحمل، فعند ارتفاع مستوى هرمون البروجسترون، تتباطأ حركة الأمعاء، ممّا يؤدي إلى صعوبة في التبرّز وظهور الإمساك. فوفقًا لموقع Cleveland Clinic في مقالة نُشِرَت عام 2021 تحت عنوان “Pregnancy Constipation”، يساهم هرمون البروجسترون في تهدئة حركة الأمعاء، ممّا يقلّل من نشاطها في التخلّص من الفضلات، وهذا ما يمنح الجسم وقتًا إضافيًا لامتصاص العناصر الغذائية والماء من الطعام الذي يتمّ تناوله. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن نمو الرحم وتزايد حجمه مع تقدّم مراحل الحمل بهدف دعم مراحل نمو الجنين في الرحم يضغط على الأمعاء، ممّا يؤدّي إلى تفاقم المشكلة.
قد تُسهم أيضًا التغييرات في النظام الغذائي في حدوث الإمساك، حيث تميل بعض النساء إلى تقليل تناول الألياف بسبب الغثيان أو تغيّر الشهية، ممّا يفاقم من مشكلة الإمساك.
كما أن تناول المكمّلات الغذائية مثل الحديد، والذي يُنصح به خلال الحمل، قد يكون سببًا إضافيًا للإصابة بالإمساك، ويُضاف إلى ذلك قلّة النشاط البدني، حيث تُعتبَر الحركة من العوامل التي تساعد في تحفيز جودة عمل الأمعاء.
بناءً على ما سبق، يمكن القول إنّ الإمساك خلال الحمل يحدث نتيجة لتضافر عدّة عوامل تفسّر العلاقة بين الحمل ومشاكل الجهاز الهضمي، تتعلّق بالتغيرات الفسيولوجيّة والهرمونيّة والجسديّة التي تحدث في جسم المرأة خلال هذه الفترة الحساسة.
أضرار الإمساك خلال الحمل
لا يعتبر الإمساك مجرّد شعور مزعج يمكن تجاوزه بسهولة، بل قد تكون له بعض الأضرار الصحيّة التي تؤثّر سلبًا على الحامل وجنينها، لذا قبل أن نطلعكِ على كيفيّة علاج الإمساك عند الحامل بالأعشاب ، سنكشف لكِ عن أبرز الآثار الجانبيّة التي قدتنتج عن هذه الحال، وتشمل:
من الأضرار المحتملة للإمساك خلال الحمل حدوث تشققات شرجيّة، وذلك نتيجة للضغط المتزايد أثناء عمليّة التبرّز، وهذا ما يمكن أن يسبّب آلامًا شديدة قد تتطوّر إلى حدّ المعاناة من عوارض البواسير للحامل، والتي قد تكون أكثر تعقيدًا وألمًا.
قد يؤدّي الإمساك المزمن أيضًا إلى مواجهة مشاكل هضميّة أخرى، مثل الغازات والانتفاخ، ممّا يزيد من شعور الحامل بعدم الراحة ويؤثّر سلبًا على نوعيّة حياتها اليوميّة.
وفي بعض الحالات، قد يسبّب الإمساك في زيادة الضغط على الأوعية الدموية في منطقة الحوض، مما يسبب تورّمات وألم في تلك المنطقة.
إضافةً إلى ذلك، قد تؤدّي هذه الحال إلى زيادة التوتر والقلق عند الحامل، حيث تشعر بالانزعاج المستمر من صعوبة التبرز، مما يؤثر على حالتها النفسية.
لهذا السبب، من الضروري علاج الإمساك عند الحامل بالأعشاب أو بوسائل طبيعية أخرى تحت إشراف الطبيب المختصّ للتخفيف من هذه الأضرار المحتملة وضمان الحفاظ على سلامتها العامّة.
أعشاب علاجيّة للتخلّص من إمساك الحمل
عند الحديث عن علاج الإمساك عند الحامل بالأعشاب ، لا بدّ من التنويه إلى أن اعتماد هذه الطريقة يعتبر من الطرق الآمنة والطبيعية التي يمكن أن تساهم في التخفيف من هذه المشكلة، لذا سنكشف لكِ عن أهمّها وأكثرها فعالية في ما يلي:
الزنجبيل
يُعرف الزنجبيل بفوائده الهضمية الكبيرة، فهو يعمل على تحفيز حركة الأمعاء وتقليل الشعور بالغثيان الذي يصاحب الإمساك، ووفقًا لموقع casa-natal.com في مقالة نُشِرَت عبره العام الماضي تحت عنوان “Food That Heals: Ginger For Pregnancy”، يساهم الزنجبيل في تعزيز تقلّصات الأمعاء وتنشيط حركتها، بالإضافة إلى احتوائه خصائص مضادة للالتهابات، مما قد يساعد في تخفيف الالتهابات في الجهاز الهضمي وتقلصات البطن التي تصاحب الإمساك أثناء الحمل. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
يُمكن تحضير شاي الزنجبيل بإضافة شرائح الزنجبيل الطازجة إلى الماء الساخن، ويمكن تناوله بشكلٍ يومي للتخفيف من الإمساك.
البابونج
يُعتبر البابونج من الأعشاب المهدّئة التي تساعد في تخفيف التشنجات العضليّة في الأمعاء، ممّا يُسهم في تسهيل عملية الهضم والإخراج، لذا يمكن احتساء شاي البابونج بشكل منتظم للتخلص من الإمساك وتعزيز راحة الأمعاء.
النعناع
يحتوي النعناع خصائص مهدّئة تساعد في تخفيف التشنّجات المعويّة وتحفيز حركة الأمعاء، ممّا يساعد على تخفيف الإمساك، لذا يُمكن استخدام أوراقه الطازجة لتحضير شاي النعناع أو إضافتها إلى الوجبات اليوميّة.
الحلبة
تُعتبَر الحلبة مصدرًا غنيًا بالألياف الطبيعيّة، والتي تساعد في تحسين حركة الأمعاء والتخفيف من الإمساك،
ويُمكن تناولها على شكل مشروب أو إضافتها إلى الأطعمة اليوميّة لزيادة تناول الألياف وتحسين صحّة الأمعاء.
السنا
يُعتبر السنا من الأعشاب المعروفة بقدرتها على تحفيز حركة الأمعاء، ولكن يجب استخدامها بحذر شديد وتحت إشراف طبيب، خاصّة خلال فترة الحمل، لتجنب مواجهة أيّ تأثيرات جانبية محتملة.
وعادةً ما يُفضّل استخدامها كحلّ أخير عند عدم الحصول على فعالية الأعشاب الأخرى، ويُنصح بتناولها وفق الجرعات المحدّدة من قبل الطبيب.
في الختام، يمكن القول إن علاج الإمساك عند الحامل بالأعشاب يُعتبر خيارًا آمنًا وفعّالًا للتخفيف من هذه المشكلة الشائعة، حيث هذه الطريقة في تحسين حركة الأمعاء والتخفيف من العوارض المزعجة للإمساك بدون الحاجة إلى استخدام الأدوية الكيميائيّة التي قد تكون غير مناسبة لبعض الحوامل.
ومع ذلك، من الضروري استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع من الأعشاب لضمان السلامة وتجنّب أيّ تفاعلات سلبيّة محتملة مع الحال الصحيّة العامّة للحامل. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ طرق طبيعيّة للتعامل مع عسر الهضم اثناء الحمل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الأعشاب الطبيعيّة تشكّل خيارًا مثاليًا للعلاج خلال فترة الحمل، حيث توفّر فوائد صحيّة متعدّدة من دون تعريض الحامل والجنين لأيّ مخاطر. ومع ذلك، يجب على الحامل أن تكون حذرة في استخدام الأعشاب وأن تلتزم بتوجيهات الطبيب بشأن الكميات والأنواع المناسبة لحالها.