يُعدّ الضعف الجنسي عند النساء من التحدّيات التي يمكن أن تؤثّر على جودة الحياة الزوجية والعاطفية. يعتبر هذا الموضوع من القضايا الصحيّة المهمّة التي تبحث العديد من النساء عن حلول لها، حيث يمكن أن تؤثّر هذه المشكلة على جوانب مختلفة من الحياة الشخصيّة. وقد تختلف أسبابها من امرأة إلى أخرى، حيث تشمل العوامل النفسيّة والجسديّة والهرمونيّة التي تطال الرغبة الجنسيّة عند المرأة.
في هذا المقال، سنناقش قضيّة الضعف الجنسي عند النساء بتفصيل من خلال توضيح العوارض المرتبطة بهذه الحال، ثم ننتقل إلى كيفيّة التخلص منها بطرق علميّة وفعّالة. سنتحدّث أيضًا عن العوامل التي يمكن أن تعزّز الشهوة الجنسيّة لدى المرأة وتساهم في تحسين الحياة الجنسيّة للزوجين.
أعراض البرود الجنسي عند النساء
يعتبر البرود الجنسي أحد أشكال الضعف الجنسي عند النساء، ويشمل مجموعة من العوارض التي قد تتفاوت في شدتها وتأثيرها. وهي قد تؤثّر على الرغبة الجنسية وتمنع المرأة من الاستمتاع بالعلاقة الحميمة.
انخفاض الرغبة الجنسيّة
تعد الرغبة الجنسية المنخفضة بشكلٍ مفاجئ عند النساء من أبرز عوارض الضعف الجنسي لديهنَّ. تفقد المرأة في هذه الحال الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسيّة، وقد تشعر بعدم الجاذبيّة نحو الشريك. يمكن أن تكون هذه الحال مستمرّة أو مؤقّتة، وغالبًا ما ترتبط بعوامل نفسيّة مثل التوتّر أو الاكتئاب.
صعوبة الوصول للنشوة الجنسيّة
تجد بعض النساء صعوبة في الوصول للنشوة الجنسية أو لا يستمتعنَ بالعلاقة الحميمة بشكلٍ كامل. قد تشعر المرأة بالإحباط نتيجًة لهذا الأمر، ممّا يزيد من تعقيد المشكلة ويؤثّر سلبًا على العلاقة مع الشريك.
الشعور بالألم أثناء الجماع
يعاني العديد من النساء من آلام أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، وقد تكون ناتجة عن أسباب جسديّة مثل جفاف المهبل أو الالتهابات. تزيد هذه الحال من صعوبة الاستمتاع بالعلاقة الحميمة وتؤدّي إلى تراجع الرغبة الجنسيّة. وهذا ما أكّده موقع MSD Manuals في مقالة نُشِرَت عبره هذا العام تحت عنوان “Overview of Sexual Function and Dysfunction in Women”. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عنها يمكنكِ الضغط هنا.
عدم الإثارة الجنسيّة
من العوارض الأخرى للبرود الجنسي هو عدم القدرة على الشعور بالإثارة الجنسية. على الرغم من الحب أو العاطفة الموجودة بين الشريكين، قد لا تستجيب المرأة للإثارة الجنسيّة أو لا تشعر بالرغبة الكافية للدخول في العلاقة الحميمة.
كيف تقضي المرأة على البرود الجنسي؟
كيف يمكن علاج الضعف الجنسي عند النساء ؟ تتعدّد الطرق التي يمكن للمرأة من خلالها القضاء على البرود الجنسي، وتختلف باختلاف الأسباب المؤدّية إليه. توجد طرق علاجيّة وطبيعيّة يمكن أن تساهم في تحسين الرغبة الجنسيّة واستعادة التوازن العاطفي. لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أكثرها فعالية:
التواصل المفتوح مع الشريك
يُعتبَر الحوار المفتوح مع الشريك من أهمّ الخطوات التي تساعد في التغلّب على البرود الجنسي. فمن خلال الحديث الصريح حول المشاعر والتوقّعات، يمكن أن يتحقّق التفاهم بين الشريكين، ممّا يساعد على تخفيف الضغوط النفسيّة المرتبطة بالجنس ويعزّز الشعور بالرغبة الجنسيّة.
استشارة الأطباء المختصّين
إذا استمرّ البرود الجنسي لفترةٍ طويلة وأصبح يؤثّر بشكلٍ كبير على العلاقة الزوجيّة، يجب استشارة الأطبّاء المختصّين في الصحة الجنسيّة. يمكن للطبيب أن يحدّد الأسباب الجسديّة أو النفسيّة ويصف العلاج المناسب الذي قد يشمل الحصول على الأدوية أو العلاجات النفسيّة.
العلاج النفسي
قد يكون العلاج النفسي ضروريًا في بعض الحالات التي يكون فيها البرود الجنسي ناتجًا عن صدمات نفسيّة أو مشاكل عاطفيّة. حيث يساعد الخضوع له في تعزيز الثقة بالنفس وتحسين العلاقة مع الشريك، ممّا يمكن أن يعيد الحيويّة والرغبة الجنسيّة.
العلاجات الهرمونيّة
في بعض الحالات، قد تكون التغيّرات الهرمونيّة هي السبب الرئيسي للضعف الجنسي. يمكن أن يكون استخدام العلاجات الهرمونيّة مفيدًا في إعادة التوازن للهرمونات، وخاصّةً في حالات انقطاع الطمث أو الاضطرابات الهرمونيّة الأخرى التي تؤثّر على الرغبة الجنسيّة.
ما الذي يقوّي الشهوة عند المرأة؟
كيف يمكن التغلّب على الضعف الجنسي عند النساء ؟ بالإضافة إلى التخلّص من البرود الجنسي، تبحث النساء عن وسائل تعزّز الشهوة الجنسيّة وتعيد الحيويّة للعلاقة الحميمة. توجد العديد من الطرق التي أثبتتها الدراسات العلميّة لتحسين الشهوة لدى المرأة، وسنكشف لكِ في ما يلي عن أكثرها فعالية:
اتّباع نظام غذائي صحّي
يؤدّي الغذاء دورًا أساسيًا في تعزيز الصحّة الجنسيّة. فتناول بعض الأطعمة مثل الشوكولاتة الداكنة والمكسّرات والمأكولات البحريّة الغنيّة بالأوميغا 3 يساهم في زيادة الشهوة الجنسيّة بفضل احتوائها على مضادات الأكسدة التي تعزّز تدفّق الدم إلى الأعضاء التناسليّة.
ممارسة الرياضة بانتظام
يساهم تحسين الصحّة العامّة من خلال ممارسة الرياضة في تعزيز الشهوة الجنسيّة. حيث تعمل على زيادة تدفّق الدم، تقوية عضلات الجسم، وتحسين المزاج. كما أنّها تساعد في التخلّص من الشعور بالتوتّر والقلق اللذين يؤثّران سلبًا على الرغبة الجنسيّة.
التخفيف من التوتّر والضغوط النفسيّة
تؤثّر الضغوط النفسيّة بشكلٍ كبير على الرغبة الجنسيّة. يمكن للشعور بالتوتّر والقلق أن يسبّب تراجعًا في الشهوة الجنسية، لذا يُنصح بممارسة تقنيّات الاسترخاء مثل التأمّل واليوغا للتخفيف من التوتّر. تؤثّر الراحة النفسيّة بشكلٍ مباشر على تحسين الرغبة الجنسيّة.
استخدام المكمّلات الغذائيّة
أظهرت بعض المكمّلات الغذائيّة مثل الجنكة بيلوبا والجينسنغ فعاليتها في تعزيز الرغبة الجنسيّة. حيث يعمل تناولها على تحسين تدفّق الدمّ إلى الأعضاء التناسليّة، ممّا يزيد من الشعور بالإثارة والرغبة الجنسيّة. لكن يُفضَّل دائمًا استشارة الطبيب قبل الحصول على أيّ مكمّل غذائي.
في النهاية، يعتمد علاج الضعف الجنسي عند النساء على فهم الأسباب والعوامل المؤثّرة. ويُعَدّ تحقيق التوازن بين الصحّة النفسيّة والجسديّة المفتاح الأساسي للتغلّب على هذه المشكلة. يجب أن تكون المرأة على وعيٍ تام بحقّها في التمتّع بحياة جنسيّة صحيّة، ولا ينبغي أن تخجل من البحث عن الدعم والمساعدة الطبيّة أو النفسيّة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ على طريقة إمتاع الطفل في العلاقة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أنّ الخطوة الأهم في علاج الضعف الجنسي عند النساء هي التحدّث بصراحة مع الشريك ومع الأطبّاء المختصّين. لا ينبغي للمرأة أن تشعر بالحرج من مناقشة مثل هذه المواضيع، لأنّ الصحّة الجنسيّة جزءًا لا يتجزّأ من الصحّة العامّة. إنّ التواصل والبحث عن الحلول المناسبة هما المفتاح لاستعادة الثقة بالنفس وتحقيق التوازن في العلاقة الحميمة، ممّا يساهم في تحسين جودة الحياة العاطفيّة والجسديّة.
