في دراسة حديثة من اليابان، تبيّن أن التعرض الجنيني للنيكوتين يمكن أن يرتبط بزيادة في خطر اضطرابات طيف التوحد عند الأطفال وفرط النشاط لدى الأطفال الرُضَّع
استخدم العلماء ذكاء اصطناعي مبني على التعلم العميق للرصد والتصنيف التلقائي لسلوك الفئران في التجارب، مما أسفر عن نتائج دقيقة وغير متحيزة.
تأثيرات السجائر على الحمل
لقد كانت السجائر عاملًا مؤثرًا في الإصابة بعدة أمراض، بما في ذلك السرطان والسكتة الدماغية والسكري، لمدة نصف قرن تقريبًا، ومع ذلك، في العقود الأخيرة، كشف العلماء عن العديد من الآثار الضارة للتدخين أثناء الحمل، حيث ربطوا هذه العادة بزيادة في معدل وفيات الرضع، وعدم نجاح الولادة، وانخفاض وزن الجسم عند الولادة، بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن التعرض القبلي للنيكوتين يمكن أن يرتبط بالاضطرابات العصبية، مثل فرط النشاط وقلة التركيز واضطراب طيف التوحد.
التقنيات المستخدمة في هذه الدراسة
اعتمد الإطار الذكي المقترح على مزيج من اثنين من أدوات مفتوحة المصدر معتمدة، وهي DeepLabCut وSimple Behavioral Analysis (SimBA)، حيث “يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي وضع علامات على أجزاء أجساد الحيوانات في مقاطع الفيديو بدون وسوم، وتقدير تماثيلها بدقة باستخدام تعلم الآلة التوجيهي”، يشرح البروفيسور كاتسوهيكو تابوتشي، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الراسة اُجريَت على الفئران بسبب قرب تركيبتها لتركيبة جسم الإنسان.
نتائج وتحليل البحث
قام الباحثون بتنفيذ تجارب في مجالات مفتوحة، والتي تمثلت في التحدي الرئيسي لنظامهم القائم على الذكاء الاصطناعي، فخلالها رصدوا فأرًا أو اثنين يتصرفون بحرية في محيط واسع وبحثوا عن مؤشرات على القلق والسلوك الاجتماعي، مثل الاستمشاء والمتابعة، وبشكل مثير للاهتمام، أظهرت الفئران المعرضة للنيكوتين انخراطًا اجتماعيًا أقل وزيادة في القلق، وهما مؤشران على اضطرابات طيف التوحد، كما أكدت التحليلات التاريخية لأنسجة الدماغ الحد من التكوين العصبي، وهو علامة مميزة لهذا الاضطراب، لذا يبدو أن التدخين قد يزيد من خطر الإصابة بفرط النشاط فقط، ولكن أيضًا طيف التوحد.
من الملفت للنظر أن النتائج التي تم الحصول عليها باستخدام النظام القائم على الذكاء الاصطناعي كانت موثوقة للغاية، حيث يؤكد البروفيسور تابوتشي: “قمنا بالتحقق من دقة إطارنا لتحليل السلوك من خلال مقارنة نتائج النموذج بتقييمات السلوك التي أجراها عدة محللين بشريين، وهي تعتبر المعيار الذهبي”، فتلك التحليلات تعزز إمكانيات النهج المقترح وتظهر قدرته على إثبات العديد من أنواع الدراسات السلوكية.
بفضل الجهود المتواصلة، قد تفتح الجهود المستقبلية الأبواب لفهم أفضل للآليات وراء اضطرابات النمو العصبي مثل طيف التوحد وفرط النشاط، وفي نهاية المطاف، ستؤدي إلى الحصول على أدوات تشخيصية وأساليب علاجية أفضل، أخيرًا، نشير إلى أنّنا سبق وأطلعناكِ على استطلاع يلقي الضوء على تأثير الوضع الاقتصادي على قلق الأطفال في سياق الأبحاث.